الجمعة، 16 سبتمبر 2022

الرئيسية اعتزال الحائري والصدر وما بينهما…

اعتزال الحائري والصدر وما بينهما…

 اعتزال الحائري والصدر وما بينهما…

 

دجلة الخير – بغداد

المرجع الشيعي كاظم الحائري الذي اعتزل المرجعية في سابقة لم يعلنها مرجع شيعي قبله، كان قد حرم انتخاب الداعين الى دمج الحشد مع القوات الامنية، وهذه مواجهة صريحة ضد التيار الصدري الذي دعا زعيمه مقتدى الصدر في أكثر من موطن اعادة تنظيم الحشد الشعبي ودمجه بالقوات الأمنية العراقية.

الحائري في بيان اعتزاله اتهمه ضمنا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بتفريق الشعب العراقي والمذهب الشيعي والتصدي للقيادة وهو فاقد لشروطها الشرعية، هو في الحقيقة ليس صدريا مهما ادعى أو انتسب، بحسب بيان الحائري.

اذا من هو الحائري، هو مرجع شيعي عراقي مقيم في مدينة قم الإيرانية، ولد في العاشر من شعبان عام 1357 هـ في كربلاء بالعراق. وهو أحد أبرز تلامذة المرجع الشيعي البارز الذي أعدمه الرئيس الاسبق صدام حسين، السيد محمد باقر الصدر، ما يطلق عليه بالشهيد الأول، ورافقه لمدة سنوات طويلة، ثم استعان به في إجابة الاستفتاءات، وفي إحدى رسائل الصدر إلى الحائري، كتب فيها: قد ربّيتك يا أبا جواد من الناحية العلميّة، وكنت آمل أن أستعين بك في هذه المرحلة حينما تتراكم الاستفتاءات ووقتي محدّد، وفيه ما فيه من أشغال ومواجهات، وهموم، وآمال.

أما المرجع الشهيد محمد محمد صادق الصدر، الشهيد الثاني، الذي اغتالة النظام السابق، فقد ذكر أنه أوصى قبل استشهاده أتباعه بأن يقلدوا المرجع الشيعي كاظم الحائري ان دعا لذلك، وكانت موافقة الحائري شرط الصدر وإن لا فكان البديل المرجع محمد اسحاق الفياض، ولم يذكر ان الشهيد الثاني انه أوصى باتباع المرشد الإيراني علي خامنئي، بالرغم من أنهم يؤمنون بولاية الفقيه فكان الشهيد الثاني يدعيها لنفسه فيما يؤكدها الخامنئي لنفسه.

زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في أول رد على الحائري، أكد انه لم أدع يوما العصمة أو الاجتهاد ولا حتى القيادة، إنما هو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، مشيرا إلى انه يريد تقويم الاعوجاج الذي كان السبب الأكبر فيه القوى السياسية الشيعية باعتبارها الأغلبية، وما اراد إلا أن يقربهم إلى شعبهم وأن يشعروا بمعاناته.

ويختلف الصدر مع الحائري في موقع المرجعية الواجب على أبناء التيار الصدري اتباعها. فقد دعى الحائري، في أول وصاياه ببيان الاعتزال، إلى اعتماد المرشد الإيراني علي خامنئي كمرجعية دينية من بعده، وهنا رد مقتدى الصدر على ذلك رافضاً وصية الحائري، ومشدداً على أن مرجعية التيار الصدري ستظل في النجف. وألمح الصدر إلى اعتقاده أن اعتزال الحائري وما جاء في بيانه كان نتاج ضغوط إيرانية.

ودخل جعفر الصدر سفير العراق في بريطانيا، ابن المرجع الشيعي محمد باقر الصدر، الشهيد الثاني، على خط المواجهة معلنا في تغريد ان السيد مقتدى الصدر قائدنا لكل خير، والمساس به خط احمر فاحذروا!

وكان جعفر محمد باقر الصدر مرشح زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لرئاسة الوزراء بعد انتخابات تشرين الاول الماضي، واعتذر عنها بسبب الصراع السياسي مع الإطار التنسيقي.

جميع ما ينشر في هذه المدونة للكاتب والصحافي نوري حمدان وهي متاح لجميع المؤسسات الاعلامية في استخدام. يتم التشغيل بواسطة Blogger.