تركيا تختبر اول قطار كهربائي محلي
الصنع
دجلة الخير – متابعة
اقتربت تركيا من المحطة النهائية عبر رحلتها
الملهمة لإنتاج قطارها الكهربائي الوطني. فخلال السنوات الماضية لم تبخل تركيا باستثمار
المليارات ووضع جلّ خبرتها لتوطين صناعة القطارات الكهربائية التي يُنتظر أن تجوب خطوط
السكك الحديدية في تركيا العام المقبل.
إلى جانب مشروع السيارة الكهربائية الوطنية
التي يُنتظر أن يبدأ إنتاجها المتسلسل نهاية العام الجاري، تستمر أعمال إنتاج واختبار
مجموعة القطارات الكهربائية الوطنية في مديرية سقاريا الإقليمية للشركة المساهمة في
صناعة المركبات بنظام السكك الحديدية التركية (TÜRASAŞ)، التابعة لوزارة النقل والبنية التحتية.
وبالتوازي مع الاستثمارات العامة المتزايدة
في قطاعي السكك الحديدية والنقل الحضري في تركيا، ظهرت حاجة كبيرة إلى المركبات المقطورة،
خصوصاً أن القطارات المستخدمة في المشاريع المنجزة حتى الآن ورّدتها شركات مقرها في
الخارج. وإذا ما أخذنا مركبات المترو والترام فقط بعين الاعتبار، فسنجد أنه استُورِدَت
2866 مركبة من 26 نوعاً من المركبات من 12 شركة في الثلاثين عاماً الماضية.
ولمنع تَسرُّب الأموال خارج البلاد لشراء
هذا الكمّ من القطارات، وضعت تركيا جُلّ خبراتها في تكنولوجيا صناعة القطارات للمساهمة
في اقتصاد البلاد من خلال تطوير صناعة مركبات نظام السكك الحديدية بإمكانيات محلية،
فضلاً عن مساعيها لفتح أبواب تصدير جديد تخصّ المركبات المنتجة في المراحل اللاحقة،
وفقاً لوكالة الأناضول.
توطين صناعة القطارات
يحمل القطار الكهربائي محلّيّ الصنع أهمية
كبيرة على صعيد المساهمة في تنمية اقتصاد تركيا واستقلالها في هذا النوع من الصناعات
الحيوية، خصوصاً أنه لا يزال قدر كبير من مخزون المشاريع في قطاع السكك الحديدية والنقل
الحضري في عموم البلاد.
وعلى الرغم من حقيقة وجود شركات تنتج مركبات
نظام سكك حديدية من أنواع مختلفة في تركيا، فإن المركبات تُنتَج في الغالب بتراخيص
من شركات أجنبية. وبينما تُنتَج القاطرات الكهربائية والديزل بموجب ترخيص من شركة أجنبية
داخل TÜRASAŞ، استُخدمت الخبرة المكتسبة
من هذه المشاريع في إنتاج القاطرات الكهربائية الوطنية.
لهذه الغاية أُدمِجَت TÜVASAŞ
وTÜLOMSAŞ
وTÜDEMSAŞ،
التي تنفذ أنشطتها كشركات تابعة لـTCDD
لتصميم وإنتاج وصيانة وإصلاح مركبات نظام السكك الحديدية، بالإضافة
إلى توطين المكونات الفرعية المهمة وزيادة معدلات التوطين، تحت مظلة المديرية العامة
لصناعة المركبات بنظام السكك الحديدية التركية TÜRASAŞ.
وفي الوقت الذي يُسرَّع فيه العمل على إنتاج
مركبات نظام السكك الحديدية والمكونات الحيوية بالوسائل المحلية، من المقرر أن يكون
القطار الكهربائي الوطني، الذي أكمل اختبارات المصنع بنجاح، على القضبان في العام المقبل.
قطار تركيا الكهربائي
في أواخر تشرين الثاني 2021، وكجزء من إنتاج
مجموعة القطارات الكهربائية الوطنية، اكتملت اختبارات التجميع والمصنع للنموذج الأولي
المناسب لسرعة 160 كيلومتراً في الساعة.
جرى إنتاج القطار في مصنع TÜRASAŞ
بولاية سقاريا غربي البلاد، وعمل على تصنيعه أكثر من 1500 مهندس وخبير
تركي. وسيتمتع بسرعة تبلغ 160 كيلومتراً في الساعة، كما سيعمل على خطوط السكك الحديدية
في تركيا.
ومن المتوقع أن يكون القطار الوطني بمثابة
الخطوة الأولى على طريق تحقيق المشروع الوطني للقطار فائق السرعة، الذي يمكن أن تصل
سرعته إلى 225 كيلومتراً في الساعة، من خلال الاستفادة من البنية التحتية والكفاءة
المطورة في نطاق مشروع مجموعة القطار الكهربائي الوطني، ومن خلال توفير تغييرات التصميم
اللازمة لاستخدام مجموعات القطار المذكورة في خطوط القطار عالية السرعة.
ووفقاً للبرنامج الرئاسي السنوي لعام
2022، من المتوقع تسليم 3 مجموعات من القطارات الكهربائية الوطنية المناسبة لمسافة
160 كيلومتراً في الساعة إلى TCDD Taşımacılık AŞ
العام المقبل، حسب ما نقلته وكالة الأناضول.
تطور التكنولوجيا المحلية
في كلمة له خلال حفل اختبار أول قطار كهربائي
محلي الصنع في منتصف عام 2020، قال وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي مصطفى ورانك إن
المهندسين الذين أشرفوا على إنتاج القطار بذلوا جهوداً مضاعفة خلال الأشهر الماضية،
رغم جائحة كورونا.
وأوضح أن إنتاج القطار الكهربائي بقدرات
محلية، دليل على مدى تطور التكنولوجيا المحلية في تركيا، مبيناً أن القطار صُمّم بشكل
يتناسب مع الرحلات بين الولايات. وذكر أن التكلفة المالية للقطار المذكور أقلّ بنسبة
20% من مثيلاتها في الخارج، مشيراً إلى أن نظام جرّ ومراقبة القطار طُوّر بالتعاون
مع شركة أسيلسان التركية الرائدة في مجال الصناعات الإلكترونية.
ولفت وارنك أيضاً إلى أن القيمة السوقية
لأنظمة السكك الحديدية في العالم تبلغ 160 مليار يورو، وأن تركيا تسعى لأن تكون لاعباً
أساسياً في هذا المجال. وأكد أن بلاده تخطط لاستثمارات بقيمة 15 مليار يورو في مجال
السكك الحديدية خلال الأعوام الـ10 القادمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق