وسط أزمتي المياه والأعلاف.. تراجع حاد في إنتاج الألبان العراقية
دجلة الخير –
بغداد
بعد أن ألحقت أضرارا
كبيرة بقطاع الثروة الحيوانية، طاولت أزمة المياه ومعها أزمة ارتفاع أسعار الأعلاف
قطاع إنتاج الحليب ومشتقاته في العراق، ما أدى إلى تدهوره في الوقت الذي ما تزال فيه
الأبواب مشرعة على مصاريعها أمام منتجات الألبان المستوردة.
ويفضّل العراقيون
تناول مشتقات الألبان المحلية على المستوردة لأسباب عدة، أبرزها مذاقها اللذيذ، فضلا
عن كونها طازجة وغير مخزونة لفترات طويلة.
المواطنة عليا
هاشم من أهالي النجف، تقول في حديث صحفي أنها تفضل شراء الألبان المحلية بالرغم من
ارتفاع أسعارها نسبيا مقارنة بالمستوردة، مشيرة إلى أن "غلاء ألباننا يأتي لكونها
طازجة وحديثة الإنتاج، وصحية خالية من المواد الحافظة".
غلاء الأعلاف
وأدى الارتفاع
الكبير الذي طرأ على أسعار الأعلاف الحيوانية، إلى رفع أسعار الألبان المحلية، تضاف
إلى ذلك أزمة المياه وتداعياتها وضعف الدعم الحكومي لقطاع الثروة الحيوانية بشكل عام
– بحسب مربية الجاموس أم محمد.
في حديث صحفي،
تقول هذه المرأة التي تسكن في مدينة الحلة، أنها كانت تمتلك 10 جاموسات، اضطرت إلى
بيع 7 منها لصعوبة تأمين غذائها ومائها.
من جانبه، يرجع
المتحدث باسم وزارة الزراعة حميد النايف، ارتفاع أسعار الألبان المحلية إلى أزمة غلاء
الأعلاف، مشيرا في حديث صحفي إلى أن "أي ثروة حيوانية تحتاج إلى برنامج لإنتاج
الأعلاف، والوزارة بدأت بهذا البرنامج منذ فترة، لكن واجهتها مشكلة المياه التي تحتاجها
الأعلاف، ما أدى إلى توقف دعم قطاع الثروة الحيوانية". وعن ضعف انتاج مصنع ألبان
أبو غريب اليوم، يوضح النايف أن "هذا المصنع يعتمد على الثروة الحيوانية الموجودة
في المناطق والقرى القريبة منه، وبالتالي ان إنتاج الألبان فيه لا يزال متواضعا جدا،
بسبب عدم توفر نظام الأعلاف من الأساس، والذي يحتاج إلى غطاء نباتي ونظام رعي".
وينتج مصنع ألبان
أبو غريب، وهو تابع للشركة العامة للمنتجات الغذائية في وزارة الصناعة، أنواعاً مختلفة
من الألبان ومشتقاتها، لكنه يعاني اليوم مشكلات إدارية ولوجستية تمنعه من أن يصبح منافسا
لمنتجات الألبان المستوردة.
معاناة مربي الحيوانات
رئيس اتحاد الجمعيات
الفلاحية حسن التميمي، يتحدث عن أبرز ما يعانيه اليوم مربو الحيوانات، والذي يتمثل
في غلاء الأعلاف وعدم توفرها وغياب التخصيصات المالية الكافية لزراعتها أو استيرادها،
مبينا أنه "كنا نأمل استثناء زراعة المحاصيل العلفية من قيود الخطة الزراعية،
للمساعدة في تنمية الثروة الحيوانية، لكن ذلك لم يحصل".
ويشير التميمي
في حديث صحفي إلى أن "أغلب مربي الماشية بدأوا ببيع ماشيتهم، بعد نفوق اعداد كبيرة
منها"، مشددا على أهمية تخصيص الأموال اللازمة لاستيراد الأعلاف.
وينبّه إلى أنه
"لو استمر الوضع على ما هو عليه اليوم، سنفقد معظم ثروتنا الحيوانية، وسيشكل ذلك
خسارة كبيرة للاقتصاد العراقي. وعليه، يجب أن تتضافر الجهود لدعم هذه الثروة".
المستورد في الصدارة
إلى ذلك، يتحدث
الخبير الاقتصادي نبيل جبار عن الدول التي تصدر منتجات الألبان إلى العراق وتنافس منتجاته
المحلية، مبينا أن "إيران تأتي في المرتبة الأولى، تليها تركيا فالسعودية. لذلك
نرى أن معظم منتجات الألبان في الأسواق مستوردة، بينما المحلية محدودة جدا لقلة المعامل
الحكومية والأهلية".
ويوضح جبار في
حديث صحفي، أن "السعر هو المتحكم بمبيعات الألبان في العراق. فالسعر المنخفض يجذب
الزبائن أكثر، ومن الصعب أن ينافس سعر المنتج المحلي سعر شبيهه المستورد، خاصة الإيراني
المنخفض جدا، لذلك ان منتجات الألبان الإيرانية هي الأوسع انتشارا في الأسواق المحلية
والأكثر مبيعا".
وكانت "جمعية
مصنّعي الألبان ومنتجات الألبان المعبأة" التركية، قد أفادت في آذار الماضي بأن
العراق حل في المرتبة الثانية بين أكثر الدول المستوردة للحليب والألبان التركية خلال
عام 2021، موضحة في تقرير صحفي أن مصر حلت في المرتبة الأولى بإجمالية بلغت 69 مليون
دولار، وبعدها العراق بـ 60.5 مليون دولار. فيما جاءت الجزائر ثالث.
تقرير – صحيفة طريق الشعب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق