الشاعر: تفجير استنبول.. فاشل بغايته
دجلة الخير - العالم
قال الكاتب والمحلل السياسي، رامي الشاعر، ان اللقاء الـ19 في استانة 22-23 تشرين
الثاني، يهدف الى التمهيد لتطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا، مؤكدان في حديثه لموقع
عموم روسيا، ان التفجير الارهابي في اسطنبول... فاشل بغايته.
وبخصوص النقاط والقضايا التي سيتناولها
الاجتماع قال الشاعر: "برأيي الشخصي أهم شيئ يجب أن يركز عليه اجتماع الاثنين
القادم، هو التمهيد لتطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا بشكل يخدم السيادة الوطنية السورية"
و"القضية الثانية التي يجب أن يتم التركيز عليها في اجتماع آستانا برأيي هو بداية
السعي لحوار جدي بين دمشق والكرد فلا يجوز أبداً أن تتجاهل دمشق دور الكرد في محاربة
التنظيمات الارهابية وما تقوم به أيضاً اليوم من ادارة حياة وأمور ما لا يقل عن ثلاث
ملايين ونصف مواطن من مختلف الاثنيات، نعم يجب الحوار مع ممثلي الكرد والتوصل الى اتفاق
على دورهم في مستقبل سوريا وكيف سيتم ضمان حقوقهم وتثبيتها في التعديل الدستوري وشكل
نظام الحكم الذي سيتمتعون به ضمن أراضي الدولة السورية الواحدة ومرفوضة كل الحجج والاتهامات
التي يتذرع بها النظام في دمشق لعدم الحوار الجدي مع الكرد ومشاركتهم بالحكم في المناطق
التي يتواجدون بها فهم ليسوا أعداء وقدموا ما لا يقل عن 13 ألف شهيد لانقاذ سوريا من
التنظيمات الارهابية وعملياً للحفاظ على مؤسسات ووحدة الأرض السورية".
وتابع الشاعر: "اما القضية الثالثة
والمهمة أيضاً هي قضية الجنوب السوري التي يجب أن تُناقش في هذا الاجتماع، فلا يجوز
الاستمرار في الفلتان الأمني الذي يسود هناك ونشاط عصابات التهريب وتجارة المخدرات
وتصنيعها وبهذا الخصوص أعتقد أنه يجب على مجموعة آستانا أن تتعاون مع الاردن وسلطات
دمشق لايجاد طريقة لضبط الحدود السورية الاردنية والقضاء على نشاطات العصابات"
وتابع قائلا "بدون مبالغة، ان خطرهذه العصابات قد يضاهي خطر التنظيمات الارهابية
التي تم القضاء عليها وان عدم الاهتمام بذلك سيبقي ثغرة تهدد نظام التهدئة الذي يسود
على الأراضي السورية بفضل التنسيق بين مجموهة آستانا روسيا وتركيا وايران وبالتعاون
مع سلطات دمشق و الدور الذي يلعبه الكرد في شمال وشرق سوريا بالاضافة الى كل ذلك يجب
أن يركز الاجتماع على قضية اللاجئين واجراءات تأمين عودتهم والمساعدة في ذلك".
ووصف الشاعر العملية الارهابية التي حدثت
في استنبول، بقوله: "الجهات التي تقف وراء العملية الارهابية في تركيا مؤخرا والتي
كان ضحيتها ستة من المواطنين الأتراك وعشرات الجرحى ممكن أن نقول أنها فشلت في تحقيق
أهدافها التي وضعت وهي أن تقوم تركيا فوراً بالهجوم العسكري الواسع على مناطق الكرد
في الشمال الشرقي لسوريا، وبالرغم من أن السلطات التركية حملت المسؤولية للكرد بخصوص
هذه العملية الارهابية، إلا أن الأيام ستثبت أن مسد وقسد ليسا على علاقة بهذا العمل
الارهابي وهما قد نفيا نفياً قاطعاً في بياناتهم الصادرة عنهما أي علاقة لهما بهذه
العملية"، وأضاف "أنني أرى أن الجهات التي نفذت هذه العملية الارهابية هدفها
أبعد من أن تشن تركيا عملية عسكرية ضد الكرد بل هدفها نسف التنسيق الروسي التركي الايراني
أي مجموعة آستانا والتي بفضلها يسود نظام التهدئة على جميع الأراضي السورية، ومن الممكن
القول أن الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً تشارك بموضوع نظام التهدئة على الأراضي
السورية طبعاً من خلال علاقة تركيا مع الولايات المتحدة الأمريكية” و ان "هذا
التفجير ما هو الا محاولة لنسف مساعي حل الأزمة السورية على أساس قرار مجلس الأمن الدولي
2254 وعلى أساس الحوار السوري ـ السوري والبدء بعملية الانتقال السياسي السلمي والذي
يجب أن يشارك فيه النظام في دمشق والمعارضة السورية وأيضاً ممثلين عن الكرد"،
وتابع قائلا: "للأسف تركيا إلى الآن تعارض مشاركة الكرد. ومن وراء العملية الارهابية
على الأراضي التركية تستخدم نقطة الضعف هذه أقصد (عدم مشاركة الكرد في محافل حل الأزمة
السورية من قبل تركيا) وذلك لمنع أي تغيير في الموقف التركي بخصوص تمثيلهم في الوقت
الذي يسعى فيه الكرد للمشاركة في الحل السياسي السلمي في سوريا وحصولهم على حقوقهم
في سوريا المستقبل ضمن الدولة السورية الموحدة، وهم دائماً يؤكدون على أن ليس لديهم
أي نوايا أو أفكار للانفصال وتقسيم سوريا، وعليه اكرر أن العمل الارهابي الأخير في
استنبول يهدف الى اعاقة حل الأزمة السورية واعاقة مجموعة آستانا والامم المتحدة للمساهمة
في ذلك".
وعن اللقاء الأخير الذي جرى بين أردوغان
وبايدن مؤخرا، قال الشاعر، انه "كانت أجوائه ايجابية جداً وأعتقد أنه تم مناقشة
هذه القضية، ولكن يبقى تخوف الولايات المتحدة الأمريكية من حدوث أعمال ارهابية في الشمال
السوري ويكون ضحاياها مواطنون أمريكيون، أضيف الى ذلك أن الاتفاق الذي جرى قبل ثلاث
سنوات في سوتشي بين الرئيسين بوتين وأردوغان ما زال ساري المفعول والذي بفضله تم تفادي
قيام تركيا بعملية عسكرية في الشمال السوري ضد قوات سوريا الديمقراطية ومجلس سوريا
الديمقراطية".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق