حكومة السوداني انطباع أولي:
فلاح المشعل – كاتب وصحافي
حفل المنهاج الوزاري للسيد محمد شياع السوداني
رئيس الوزراء السابع لحكومات مابعد 2003، بالعديد من الأفكار والخطوات الطموحة والحلول
للأزمات التي تراكم عبر 19 عاما من الفشل الاداري والفساد المالي، كما أوعد بحكومة
خدمات ومكافحة الفقر والفساد وتطوير الصناعة والزراعة والاستثمار وهيكلة النقل وإصلاح
البنية المالية والمصرفية والمؤسسات النفطية وتنمية واردات المنافذ الحكومة وإبقاءها
على المنافذ الحكومية فقط، ناهيك عن الوعود السياسية والعلاقة مع الأقليم والعالم الخارجي
والمؤسسة الأمنية والسلاح المنفلت.
منهاج السوداني يعاني من ضعف وعدم تقدير
في أمور عديدة، أولها غياب التوقيتات الزمنية التي تسمح بتحقيق اهداف منهاجه وخصوصا
في عملية إيقاف أو مكافحة الفساد في بنية حكومية قائمة على تجذر وأسس فساد سياسي وتحّكم
مافيات المال في مراكز ومفاصل حكومية فاعلة ومهمة، كذلك لم يتحدث عن آليات عمل مكافحة
الفساد الذي عادة مايقترن بالاحزاب والفصائل والتيارات النافذة، كذلك الحال في خطوته
بتطوير الصناعة الوطنية بعد خروج آلاف المعامل والشركات الصناعية عن الخدمة أو بيعها
للقطاع الخاص في صفقات فاسدة معروفة للجميع، والموضوع ينطبق على الزراعة والواقع الصحي
المنهار والتربية والتعليم وجميع مرافق الدولة العراقية.
التحدي الآخر الأكبر الذي يواجه السوداني
يتمثل بكابينة وزارية يُشك بقدراتها على المستويات العلمية والكفاءة الإدارية، ثم أنها
وزارات تخضع لأحزابها والمحاصصة التي تمتثل لمصالح قادة الاحزاب ومصالحها وماتخطط له
في استثمار هذه الوزارات لصالح المستثمر السياسي أي رئيس الحزب او الحركة.
ملاحظة أخيرة: ألزم السوداني نفسه بإجراء
انتخابات برلمانية مبكرة خلال عام!؟ طيب التأسيس للعمل وفق المنهاج الحكومي يستدعي
خطط استراتيجية للعمل تستغرق أكثر من اربع سنوات، فكيف تنجز هكذا مشاريع مهمة وبنيوية
خلال سنة أو سنة ونصف السنة!؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق