الأربعاء، 2 نوفمبر 2022

الرئيسية المحاصصة أفرزت جشع مميت من خلال الفساد الذي يقتل بهدوء العراقيين

المحاصصة أفرزت جشع مميت من خلال الفساد الذي يقتل بهدوء العراقيين

العراق خسر نحو 551 مليار دولار بسبب الفساد

 

دجلة الخير – يغداد

نحو عقدين من الزمن، لم يخل العراق ابدا من الصراعات، أن العنف المرتبط بالفساد في القطاعات الرئيسية يلحق الاذى بالعراقيين يوميا، بحسب ما اورده معهد تشاتهام هاوس البريطاني، منذ بدء المحاصصة التي اسس لها الأمريكيون في البلد، واصفا ما أفرزه الاحتلال بأنه جشع مميت من خلال الفساد الذي يقتل بهدوء العراقيين.

جينين هينيس بلاسخارت، رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، قالت في كلمة لها خلال ملتقى الشرق الأوسط 2022 المقام في أربيل إن هناك فسادا كبيرا في العراق، هو التحدي الأكبر الذي يواجهه العراق الذي يحول دون تقدم وتطور البلاد.

وفي ذات الوقت يتم اكتشاف أكبر جريمة منظمة لسرقة النفط الخام تقوم بها شبكة متكونة من قادة شرطة النفط والمرتبطين بمجموعة مهربين محميين من قبل جهات حكومية، وأن الكميات المهربة من النفط الخام تقدر بـ100 مليون لتر شهريا، بلغت نحو 750 مليون دولار سنويا.

تقرير معهد تشاتهام هاوس البريطاني أشار إلى أنه ما بين العام 2006 والعام 2014، خسر العراق نحو 551 مليار دولار بسبب الفساد، مضيفا ان النخبة الحاكمة تعتمد على الفساد المقبول سياسيا من خلال نظام تقاسم السلطة عرقيا وطائفيا، أي نظام المحاصصة، التي تستهدف الاستفادة من ثروة العراق الذي قد تصل ميزانيته السنوية الى نحو 100 مليار دولار.

وبرغم أن هذه الإيرادات هدفها تأمين الخدمات الرئيسية للمواطنين، إلا أن التقرير أشار الى أن الفساد جعل العراقيين يعانون من شح الكهرباء والمياه النظيفة بينما تباع أدوية منتهية الصلاحية، ما يقود إلى الخلاصة بأن العراق بين أحد ادنى متوسطات الأعمار على مستوى العالم.

العراقيون اغلبيتهم يشعرون بخيبة أمل من النخبة والنظام السياسي القائم، وأن البلد يضم مع احد اكبر معدلات تزايد حجم جيل الشباب في المنطقة حيث أن ثلثي سكانه البالغ عددهم 42 مليون نسمة تقل اعمارهم عن 25 عاما، اكد التقرير ان النظام ليس قادرا على استيعاب نحو مليون شخص ممن يولدون سنويا، اذ يكافح مئات الالاف من الخريجين لإيجاد وظائف، ويهاجر كثيرون إلى أوروبا هربا.

جميع ما ينشر في هذه المدونة للكاتب والصحافي نوري حمدان وهي متاح لجميع المؤسسات الاعلامية في استخدام. يتم التشغيل بواسطة Blogger.