دجلة الخير -
بغداد
قبل الاجابة عن لماذا
الكاظمي في الوساطة بين السعودية وإيران، كان لتقريرنا سؤال ماذا تريد إيران والسعودية،
اما قبل وساطة الكاظمي من قبل الرياض وطهران شخصيا، وبحسب المتابعين فإن رئيس الوزراء
العراقي مصطفى الكاظمي لم ولن يشكل خطرا على إيران رغم أن حلفاء طهران يعتبرونه كذلك،
وهو رئيس وزراء غير عقائدي وليس لديه موقف من السعودية كمعظم الذين سبقوه.
مقبولية الوسيط أو
قربه عند طرفي الأزمة مهم جدا في نجاح الوساطة؛ والكاظمي حاول أن يكون حياديا. كما
أن حاجة الرياض وطهران للتهدئة ساهمت في نجاح
الوساطة ولو جزئيا بانتظار النتائج النهائية.
طهران تريد التخفيف
من الضغوط الاقتصادية الداخلية التي ستحصل عليها مع انفراج الأزمة. وخارجيا تفترض أن
التقارب مع السعودية سيدفع الرياض بعيدا عن مسار التطبيع، وتخشى من أي تعاون أمني مع
إسرائيل يستهدفها. من جهة أخرى إيران تريد
إرسال رسالة حسن نية للمجتمع الدولي من أنها تتقارب مع خصمها الإقليمي؛ ليؤثر على مجريات
المفاوضات النووية التي ترفض طهران دخول السعودية
فيها، وتريد الاتفاق معها بعيدا عن المفاوضات النووية.
السعودية تحاول فتح
صفحة جديدة مع الجميع كما فعلت مع قطر وتركيا وكذلك إيران، لانهاء حرب اليمن التي انهكت
الاقتصاد. خاصة مع خسارة ترمب وصعود بايدن الاقل انخراطا في الصراعات الاقليمية مع
تراجع الدور الأمريكي في المنطقة ككل.
المفاوضات بين إيران
والسعودية لا ترتبط بالبلدين فقط، إنما في ملفات إقليمية كالعراق واليمن ولبنان وسوريا
والتطبيع مع إسرائيل والأكبر من ذلك كله مرتبطة بالملف النووي عالميا وسعي إسرائيل لوضع العراقيل أمام إتمام أي اتفاق. وهو
ما يجعل العملية التفاوضية أعقد بكثير مما يتصوره المتابع. المفاوضات لا تنتهي قريبا،
ومن مصلحة الرياض وطهران استمرار الكاظمي شخصيا
في جهود الوساطة. لذا من مصلحة السعودية استمرار شخص تثق به في رئاسة الوزراء، وربما
ليس لإيران شخصية جاهزة من الإطار تكمل ما بدأه الكاظمي. لذا قد يكون هناك قناعة في
بقائه بمنصبه إقليميا، بحسب المراقبين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق