كان يا مكان في قديم الزمان (2)
يحكى عن رجل
كان يملك متجرا يبيع فيه العسل وله جار يبيع الخل.. في كل نهار يفتتح بائع العسل
متجره ويجلس يراقب زبائن جاره الذي يبيع الخل والذين يزيد عددهم الكثير عن زبائنه
الطالبين للعسل.. جلس ذات يوم يفكر لماذا زبائن بائع الخل هم اكثر بكثير عن زبائنه
بينما هو يبيع العسل ذو المذاق الطيب والرائحة الزكية ناهيك عن فوائده الصحية
والخل حامض ورائحته غير طيبة.. فتوصل بتفكيره الى ان السعر هو السبب فاعلن عن
تخفيض سعر العسل وبقى الحال على ما هو عليه زبائن بائع الخل ازيد بكثير عن بائع
العسل.
استيقظ صباح
ذات يوم وقرر ان يذهب الى بائع الخل ويخبره بالامر ويقول له انه خفض سعر العسل ليزيد
عدد زبائنه دون جدوى.. اجابه بائع الخل صحيح ياجاري انا ابيع الخل لكني ابيعه
بلسان عسل وانت تبيع العسل بلسان الخل.. هذا هو السبب اذن.
مرت علي هذا
القصة والقريبة من حكمة او الموعضة وانا كغيري من المواطنين والاعلاميين يتابع
ويترقب ما يجري في العراق بشكل عام من تظاهرات واحتجاجات تطالب بتحسين الخدمات
ومعيشة الانسان واصلاح الوضع السياسي والتي يختلط فيها المطالبين بلسان بائع الخل
واخرين بلسان بائع العسل كذلك السياسيين لا يختلفون كثيرا في معالجة القضايا التي
يطالب بها المتظاهرون.
في الفترة
الاخيرة خرج صوت بلسان بائع العسل يدعو المتظاهرين الى ان يكونوا كمتظاهري اقليم كردستان التي تحولت تظاهرتهم
الى خل وبعدما كانت عسل وذهب فيها ضحايا في الارواح وخسائر مادية واعتداءات على
الاعلاميين، وسرعان ما تصدى لهذه الاصوات ممن يتحدث بلسان بائع الخل موضحين لكل
تظاهرة ظروفها ولكل شعب او مجتمع ظروفه واكدوا بانهم ملتزمون ومتمسكون بالتظاهر
السلمي وهم واثقون من تحقيق مطالبهم في التواصل وزيادة زخم المتظاهرين.
وتناقل نشطاء
على موقع التواصل الاجتماعي خبرا مفاده ان النائبة عن التحالف المدني الديمقراطي
شروق العبايجي تقول للمتظاهرين صبر قد ينفذ وعند نفاذه سيدخل المتظاهرين الى
المنطقة الخضراء ويسحلون الفاسدين كما سحل الشعب العراقي نوري سعيد من قبل، يعد هذا
خبرا مهما وكما وصفه ناشريه قنبله من العيار الثقيل، بصفتي اعلامي نعم اعتبره كذلك
ليس لنفاذ صبر المتظاهرين وسحل الفاسدين بل في المتحدث الذي يتحدث بلسان بائع
العسل هو يمثل التيار المدني والديمقراطي في العراق.
ياسادة ياكرام
على الجميع المتظاهرين والسياسيين في الحكومات والبرلمانات ان يتحدثوا عسلا ويبتاعوا
عسلا فالجميع شركاء في هذا البلد الذي يتسع الجميع وغذائكم فيه شهدا وعسلا...
*ماذا لو تحولت
التظاهرات من العسل الى الخل؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق