الامية آفة تنخر المجتمع العراقي
ماجد زيدان
تضاربت الإحصاءات الرسمية مع إحصاءات المنظمات الدولية بشأن اعداد الاميين
في البلاد، فقد أعلنت وزارة التربية أن الامية انخفضت بنسبة 8% خلال العشر سنوات
الماضية بحسب البيانات الرسمية لوزارة التخطيط، من 20.5% في عام 2010 الى في 12.3%
عام 2022 مما حفز وزارة التربية التأكيد على اهمية التوسع في تعليم الكبار.
أي أن عدد الأميين في العراق 3.7 مليون أمي ولكن تقرير لليونسكو تضارب مع
الارقام الحكومية وتضمن أرقامًا تصل إلى 12 مليون أمي في العراق وقد نفته وزارة
التربية.. وبيّنت التخطيط أن نسبة الأمية في العراق بين السكان الذين تزيد أعمارهم
عن 10 سنوات ترتفع بين الإناث لتصل إلى 18%، فيما تنخفض بين الذكور إلى 8% وما
يزال المنبع الرئيسي للامية هو عدم الالتحاق بالمدارس، حيث بلغ نسبة الملتحقين
بالصف الاول الابتدائي 93% وهو أقل مما كان قبل التغيير عام 2003 التي بلغت 100%
وإعداد المتسربين هي الاخرى عالية، الى ذلك تطبيق قانون التعليم الالزامي وملاحقة
المتخلفين عن الالتزام به ضعيفة جدا. وفتحت آنذاك مراكز لمكافحة الامية على نطاق
واسع واقترنت بمنح المنخرطين فيها امتيازات، مادية ومعنوية، للمتعلمين والمعلمين،
وإشراك منظمات المجتمع المدني في الحملات المستمرة الى ان اصبح هذا النظام
التعليمي يشار إليه بالبنان بهذا الخصوص.
ان محو الامية وتجفيف منابعها تتطلب جهودا كبيرة وتكريس الإمكانات العملية
والقانونية للقضاء عليها، وأن تصاحبها حملة لرفع الوعي بأهمية التعليم وجذب من هم
في سن الدراسة الى مقاعدها، بعد ان تدنت مكانته في المجتمع لأسباب عديدة، وكما يجب
أن تكون الحملة مستمرة وإشراك الجهات الاجتماعية في ملاحقة المتخلفين وتشديد
الرقابة عليهم.
تستلزم المعالجة لهذه المشكلة المتشعبة أن تعترف وزارة التربية بوجودها
والاستماع للذين ينتقدونها و يشخصون تدهور التعليم في البلد ولا تستفز مما يدلون
به محاولة تغطية الشمس بغربال، فذلك الخطوة الأولى نحو معالجة جادة ومسؤولة.
والمحزن أن متخرجين من مراحل متقدمة بالدراسة هم غير قادرين على القراءة
والكتابة بطلاقة، أدل على ذلك أن نسبة الملتحقين بالدراسة الاعدادية لا تتجاوز
الثلاثين في المئة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق