ما
لم يذكره السوداني في الأمم المتحدة (1)
نوري حمدان
في كلمته أمام
الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ78، أراد رئيس الوزراء محمد شياع
السوداني، ان يظهر العراق بأنه قوي ومقتدر مطالبا جميع الدول باحترام سيادته،
رافضا التدخل بشؤونه الداخلية تحت أي ذريعة كانت، وانه يحتفظ بحق اتخاذ الإجراءات
المناسبة لردع أي انتهاك يتعرض له. لكن ما لم يذكره السوداني إن حكومته نفذت
الاتفاق الامني العراقي الإيراني تحت تهديد سلاح الحرس الثوري، ولم يذكر السوداني
ان واشنطن تفرض سيطرتها من دون حق على أموال الشعب العراقي من وارداته النفطية،
ووزارة الخزانة والبنك الفيدرالي الأمريكي يريدان الهيمنة على ادارة الاموال في
العراق، وان حكومته غير قادرة على التقدم في معركتها ضد مهربي الدولار والمتلاعبين
بسعره الموازي متسببين في ارباك حركة السوق التجارية وغلاء معيشة الناس.
السوداني ذكر أن
حكومته ولدت من رحم تحالف ادارة الدولة الذي يضم "مكونات العراق" في
اشارة الى انها قوية وتحمل ثقة القوى السياسية وشرعية الشعب، لكنه لم يذكر أن
ولادتها كانت عسيرة بعد ان طال الصراع السياسي حول تشكيلها نحو عام عقب إجراء
الانتخابات المبكرة التي قاطعها نحو او أكثر من 80% من الشعب العراقي استجابة
لاكبر حملة شهدها العراق في تاريخه قادها متظاهروا تشرين وقوى مدنية.
وقال السوداني
أن حكومته عازمة على تنفيذ الانتخابات المحلية التي توقفت منذ 10 سنوات وأنها تمثل
الحكم اللامركزي الذي ينص عليه الدستور، ولم يذكر الاستياء الشعبي العام من
تجربتها فالشعب ينظر لمجالس المحافظات كحلقة زائدة ولم تحقق شيء للناس غير تعطيل
المشاريع بسبب الخلافات ظاهرها سياسية وحقيقتها فساد ونهب للمال العام، وتوصف
بأنها مقلع الفساد، وقد الغى مجلس النواب مجالس المحافظات استجابة لمطالب
المتظاهرين التي جسدت رغبة الشعب.
ودعا السوداني
حكومات المنطقة للتنسيق لمواجهة "آفة" المخدرات بعد أن تبنت الحكومة
العراقية استراتيجية وطنية لمكافحتها. لكنه لم يعترف امام العالم بان تجارة
المخدرات باتت ظاهرة في العراق، بالرغم من الجهود الكبيرة التي يقوم بها جهاز
الدولة لمكافحتها في ملاحقة تجارها "تستحق التقدير"، وبالرغم من الجهود
التي تبذلها وزارة الصحة في معالجة الإدمان على المخدرات لكنها الى اليوم لا تملك
المصحات الكافية لاستيعاب أعداد المدمنين التي تزداد بشكل مخيف.
وعن التغير
المناخي والجفاف الذي يتعرض له العراق دعا السوداني إلى إقامة تجمع إقليمي، يضم
دول شواطئ الخليج، من العراق وإيران والدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي يهدف
لتنسيق الجهود الإقليمية لإدارة المياه، ومواجهة التغيرات المناخية، وتعزيز حماية
البيئة، والعمل المشترك في مواجهة الجفاف. العمل المشترك بين دول العالم أمر حسن
وجيد لكن السوداني لم يذكر للعالم التحديات التي تواجه هذا التجمع وقد تتسبب بعدم
عقده مطلقا وفي مقدمتها الخلاف العربي الإيراني في تسمية الخليج، ولم يضع السوداني
العالم امام الخطر الحقيقي الذي يعيشه العراق كما وصفه المفوض السامي لحقوق
الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك بالكارثة وقال عندما زار البصرة، إنها فرن.
كان على السوداني أن يذكر بالأرقام نفوق الأسماك انحسار المساحة الزراعية وزيادة
التصحر والجاموس المهدد بالانقراض والعنبر الذين منعت الحكومة زراعتها.. الخ.
يتبع…
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق