دجلة الخير –
بغداد
بعد ان دعا اتباعه
للاستمرار على صلاة الجمعة، حتى لو مات مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، يقول دوني
ان استغل وجودكم لأبعث رسالتي هذه إلى من يهمه الأمر، واصف نفسه في مفترق طريق صعب
ووعر إبّان تشكيل الحكومة من قبل بعض من لا نحسن الظن بهم، والذين جرَّبناهم سابقاً
ولم يفلحوا، لذا ينصحهم ان أرادوا تشكيل تلك الحكومة فعليهم..
إنّ يَعِدون الشعب
بأن تكون حكومتهم المقبلة ليست كسابقاتها، وان يتوبوا، مشددا في التحصيص على الكتل
السياسية، وبالأخصّ الشيعية منها، وان يحاسبوا فاسديهم علناً وبلا تردّد، وتحت طائلة
قضاء نزيه غير مسيّس أو مفصّل على مقاس الفساد والفاسدين، لافتا الى ان غلق المرجعية
ابوابها أمام جميع السياسيين بلا استثناء، وهذه سُبّة بالنسبة إلى سياسيي الشيعة بالخصوص.
الصدر في رسالته،
أكد إخراج ما تبقى من الإحتلال بالطرق بالدبلوماسية والبرلمانية، وهذا أوّل حقوق الشعب،
فيما اشار الى تعامل مع الدول الأخرى بالمثل دبلوماسياً واجتماعياً واقتصادياً، فالعراق
مقدَّم
في ذلك أكيداً، وترك التبعية المقيتة، مطالبا بتجذير حب الوطن وهو من الإيمان،
مؤكدا لا يمكن تشكيل حكومة عراقية قوية مع وجود سلاح منفلت ومليشيات منفلتة، لذا عليهم
أجمع التحلي بالشجاعة وإعلان حلِّ جميع الفصائل، وإن عاد المحتل عدنا أجمع، أكرر: وإن
عاد المحتل عدنا.
وشكر الصدر باسمه
واسم الحشد الشعبي أهالي الموصل والأنبار وصلاح الدين وديالى أنْ رضوا بنا محرِّرين،
ولولا تعاونهم لما حُررت الأراضي المغتصَبة، فلا مِنّة للحشد عليهم، ومن هنا وحفاظاً
على سمعة الحشد الشعبي يجب إعادة تنظيمه وترتيبه وتصفية جسده من العناصر غير المنضبطة،
والاعتناء بالمجاهدين منهم والاهتمام بأحوالهم وأداء حقوقهم وعدم تفرقتهم عن القيادات
في الامتيازات، وترك المحسوبيات وإبعاد الحشد عن التدخلات الخارجية وعدم زجّه بحروب
طائفية أو خارجية وإبعاد الحشد عن السياسة والتجارة حبّاً وحفاظاً على سمعة الجهاد
والمجاهدين. وختم بالقول للكلام تتمّة إن بقيت الحياة.
***
النص الكامل الذي كتبه السيد مقتدى الصدر لخطبة الجمعة الموحّدة في بغداد
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
إنَّ من أعظم نِعَم الله (تعالى) علينا أنّنا لا زلنا مستمرين على صلاة الجمعة
المقدَّسة التي أحياها شهيدنا وحبيبنا وولينا السيد الصدر (تقدَّست روحه الطاهرة)،
والحمد لله الذي أسبغ علينا نعمته وشرَّفني بهذه المسؤولية العظيمة، أعني أن أكون خادماً
وسبباً لاستمرار صلاة الجمعة، فاستمروا على صلاة الجمعة حتى لو مات مقتدى الصدر.
فحيّا الله مقيمي صلاة الجمعة من أئمة ومأمومين، والشكر لهم من الله وليس منّي
على هذا السقي لهذه الشجرة العظيمة التي ارتوت من دماء السيد الوالد (قَدَّس الله نفسه
الزكية)، فردّدوا معي:
نعم نعم للجمعة
لبيك لبيك يا شهيد الجمعة
أما بعد.. أستغل وجودكم أيها المؤمنون المخلصون لدينكم وعقيدتكم ومرجعكم
وعراقكم لأبعث رسالتي هذه إلى من يهمه الأمر، حيث أنَّنا في مفترق طريق صعب ووعر إبّان
تشكيل الحكومة من قبل بعض من لا نحسن الظن بهم، والذين جرَّبناهم سابقاً ولم يفلحوا،
لذا أنصحهم أنهم إذا أرادوا تشكيل تلك الحكومة فعليهم قبل ذلك بالالتزام بما يلي:
أولاً: إخراج ما تبقى من الإحتلال بالطرق بالدبلوماسية والبرلمانية،
وهذا أوّل حقوق الشعب، أن يعيش حرّاً مستقلّاً بعيداً عن الاحتلال وبنوده وترساناته
وتدخلاته.
ثانياً: إنّهم يَعِدون الشعب بأن تكون حكومتهم المقبلة ليست كسابقاتها،
فأقول: إنَّ أوّل خطوات التوبة هو محاسبة فاسديهم علناً وبلا تردّد، لذا فإنّي ومن
هنا، كما طالب السيد الوالد (قُدِّسَ سِرُّه) بتوبة بعض شرائح المجتمع آنذاك كالسدنة
وموظفي الدولة والغجر وغيرهم، فإنني أدعو الكتل السياسية، وبالأخصّ الشيعية منها، إلى
التوبة إلى الله (تعالى)، ومحاسبة فاسديهم تحت طائلة قضاء نزيه غير مسيّس أو مفصّل
على مقاس الفساد والفاسدين.
ثالثاً: إنَّني لستُ ناطقاً باسم المرجعية، لكن كلنا يعلم أنَّ المرجعية
قد أغلقت بابها أمام جميع السياسيين بلا استثناء، وهذه سُبّة بالنسبة إلى سياسيي الشيعة
بالخصوص، لذا أطالبهم بطلب العفو منها (من المرجعية)، بعد التوبة أمام الله.
رابعاً: إنَّ أغلبهم غير مقتنع بأنَّ حب الوطن من الإيمان، فصارت
توجهاتهم خارجية، ومن هنا أطالبُ بتجذير حب الوطن والتعامل مع الدول الأخرى بالمثل
دبلوماسياً واجتماعياً واقتصادياً، فالعراق عراق علي أمير المؤمنين، وهو (سلام الله
عليه) سيّد المذهب وإمامه، فالعراق مقدَّم في ذلك أكيداً، وترك التبعية المقيتة.
خامساً: لا يمكن تشكيل حكومة عراقية قوية مع وجود سلاح منفلت ومليشيات
منفلتة، لذا عليهم أجمع التحلي بالشجاعة وإعلان حلِّ جميع الفصائل، وإن عاد المحتل
عدنا أجمع، أكرر: وإن عاد المحتل عدنا.
سادساً: باسمي واسم الحشد الشعبي أشكر أهالي المناطق المحرَّرة في
الموصل والأنبار وصلاح الدين وديالى أنْ رضوا بنا محرِّرين، ولولا تعاونهم لما حُررت
الأراضي المغتصَبة، فلا مِنّة للحشد عليهم، ومن هنا وحفاظاً على سمعة الحشد الشعبي
يجب إعادة تنظيمه وترتيبه وتصفية جسده من العناصر غير المنضبطة، والاعتناء بالمجاهدين
منهم والاهتمام بأحوالهم وأداء حقوقهم وعدم تفرقتهم عن القيادات في الامتيازات، وترك
المحسوبيات وإبعاد الحشد عن التدخلات الخارجية وعدم زجّه بحروب طائفية أو خارجية وإبعاد
الحشد عن السياسة والتجارة حبّاً وحفاظاً على سمعة الجهاد والمجاهدين.
سابعاً: كلّنا سمعنا مقولة (المجرَّب لا يُجرَّب) وأردفناها بالـ(شلع
قلع) فلا تعيدوا المجرَّب فإنّه سيستمر بغيّه، فلا نريد أن تعاد المأساة القديمة ويباع
الوطن وتتكرر سبايكر والصقلاوية وغيرها كثير من صفقات مشبوهة ورضوخ للغرب أو الشرق
واستمرار معاناة الشعب.
ثامناً: جيش العراق وشرطته يجب أن تُحترَم، ويُحقن ويُحفظ دمها،
ووقف الاعتداء عليها من المليشيات أو حتى ممن يدّعي الثورة، ويجب أن يكون المقدَّم
على باقي التشكيلات وإبعاده عن المحتل والتدخلات الخارجية، فقوّتهم قوّة للعراق وشعبه.
تاسعاً: الاعتناء بأهالي المناطق المحرّرة وإبعاد المليشيات عنها
والتجار الفاسدين، ولتُبنى بأيادي أهلها، فهم أولى بها، بل وعدم التغافل عن مناطق الوسط
والجنوب، الذي يعاني الأمرّين بسبب نقص الخدمات بعد أن عانى من البعث وأزلامه.
عاشراً: شهداء العراق، ولا سيما شهداء الإرهاب والاحتلال وشهداء
الاحتجاجات كافة ومعتقليهم ومهجّريهم يجب الالتفات إليهم وإعطاءهم حقوقهم، إذا التزموا
بالواجبات، إلّا من تلطخت أيديهم بالدماء البريئة.
وللكلام تتمّة إن بقيت الحياة، وإن لم تبقَ الحياة فأسئلكم كما سألكم الفاتحة
والدعاء لشهيدنا الغالي ومرجعنا الأعلم وحبيب قلوبنا السيد الوالد (تقدست روحه المباركة).
أخوكم
مقتدى ابن السيد محمد الصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق