مجلة دجلة الخير - العدد الثالث - كانون الأول 2023


تشرين.. في العملية السياسية

انتخابات المجالس.. بين المقاطعة والمشاركة اغلبية صامتة



رحلة نزوح تتكرر.. إلى أقصى جنوب غزة

الموقف الإيراني من القضية الفلسطينية والعداء لاسرائيل..!



لا وطن موحد من دون وحدة اقتصاده

ماذا تعني السيادة النقدية التي يسعى العراق لتطبيقها..؟



مجلة دجلة الخير - العدد الثالث - كانون الأول 2023



الافتتاحية..

تشرين.. في العملية السياسية

الناشطون التشرينيون.. تجمعوا بعدد من التشكيلات السياسية كاحزاب وحركات وباتوا يتواصلون مع القوى السياسية خصوصا تلك التي انضمت لهم في الايام الاولى "للانتفاضة او الثورة" وأصبح لهم تحالفات انتخابية وسياسية.. وهذا مطلب أحزاب السلطة التي تتخذ من نهج المحاصصة مصدرا في تقاسم المكاسب بالعملية السياسية، هدفها من ذلك سحب التشرينيين من الشارع الناقم على الأحزاب والرافض للعملية السياسية، الذي أيد مطالب المتظاهرين وانضم اليهم  في تظاهرات مليونية اثبت للعالم فشل نظام المحاصصة الطائفية التي قسمت البلاد والعباد.

التشرينيون وحلافائهم من الأحزاب المدنية والديمقراطية لم يتمكن أحد من اقناعهم بالعدول عن موقفهم الرافض للعملية السياسية المبنية على المحاصصة الطائفية وعن مطلبهم في التغيير الشامل والجذري، اختلفوا في أول عملية انتخابية وهم في احزابهم (مخرجات الثورة) بين المشاركة والمقاطعة، الساعين للمشاركة قالوا اننا سنعمل على التغيير الشامل من داخل مجلس البرلمان لذلك اعتقدوا أن خوض الانتخابات النيابية المبكرة فرصة لهم خصوصا وانها بحسب ادعاءات البعض جاءت بطلب التشرينين. أما المقاطعين أكدوا في وقتها ان المشاركة في الانتخابات النيابية لا تجدي نفعا فالمشرع صاغ قانون يعيد انتاجه بالتالي لاسبيل لتحقق الاهداف. وقادوا حملة سياسية تعد الأكبر في تاريخ العراق لمقاطعة الانتخابات وحققوا فيها نصرا كبيرا ولم يشارك في يوم الاقتراع غير جمهور احزاب المحاصصة ولم تتجاوز نسبتهم الـ18 في المئة. وبالرغم من تدني نسبة المشاركة في الانتخابات فاز عدد من التشرينين فيها.

الغريب الآن في الانتخابات المحلية أختلف التشرينون وحلافائهم أيضا حول المشاركة فيها لكن بعكس النيابية السابقة المقاطع يريد المشاركة والمشارك يريد المقاطعة والمبررات والأسباب ذاتها عند كل طرف منهم ولكنهم تبادلوا الأدوار.. ولابد أن نبين ليس جميع المشاركين السابقين الان مقاطعين كذلك ليس كل المقاطعين السابقين  مشاركين الان. وما بين هذا وذاك هناك من تمسك برفضه للعملية السياسية ومطلبه بالتغيير الشامل والجذري.

الاكثر غرابة ان  بين التشرينين من دخل في تحالف للمشاركة في انتخابات مجالس المحافظة ويدافعون عن رأيهم بالمشاركة وبنفس الوقت يتناغمون مع مقاطعة التيار الصدري لها وان مصدر مقرب منهم قال لدجلة الخير انهم لم يكتفوا بالتناغم بل انهم اوصلوا رسائل شفوية لزعيم التيار الصدري يؤكدون استعدادهم الامتثال لامره ودعوته.. الغريب ليس بالتواصل مع الصدر بل في القدرة على التعامل بوجهين الذي يخالف ما خرجوا له في تظاهرات تشرين.



انتخابات المجالس.. بين المقاطعة والمشاركة اغلبية صامتة 

أيام تفصلنا عن يوم الاقتراع.. وبالرغم من توفر عناصر تحقيقها من جاهزية مفوضية الانتخابات والتزام الحكومة بالاضافة للارادة السياسية المتمثلة بالقوى المشاركة في العملية السياسية.. لكن مازال هناك من يعتقد بأن أنتخابات مجالس المحافظات قد لا تتحقق وآخرون لا يرون في نتائجها نجاحا لا على الصعيد الشعبي اوالخدمي وانها ستضيف مكاسب سياسية لاحزاب السلطة فقط.

شاهو القره داغي وهو باحث في الشأن السياسي قال لمجلة دجلة الخير، ان "الانتخابات المحلية المقبلة في العراق هو موضوع لا يتعلق بمستقبل البلاد والمواطنين بل صراع بين الأحزاب السياسية لزيادة نفوذها، وللاسف المنظومة السياسية لم تخلق بيئة ايجابية يشعر المواطن فيها أن الانتخابات تُجسد إرادتهم".

وأضاف القره داغي أنه "تم تحديد يوم 18 من شهر كانون الأول/ديسمبر المقبل موعدا لإجراء الانتخابات المحلية. ولكن هذا الموعد ليس مؤكدا، وقد يتأجل أو يلغى بسبب الظروف الأمنية أو السياسية. وقد شهدت الساحة السياسية تشكيل تحالفات مصطنعة وانفصالات مزيفة، وتنافس بين القوى السياسية على خطف الناخبين بالوعود الغير صحيحة".

واشار الى انه "لا يمكن التوقع بنسبة المشاركة في الانتخابات المحلية بدقة، لأنها تتأثر بعوامل عدة، مثل عدم ثقة الناخبين بالعملية الانتخابية وفسادها، ومدى انعدام الأمن والاستقرار في المناطق المختلفة، ومدى تخاذل الأحزاب والمرشحين عن قواعدهم الانتخابية، وعدم تفاعل الناخبين مع البرامج والمطالب المحلية. ومن المتوقع أن تكون نسبة المشاركة منخفضة جدا بين المحافظات، وأن تكون أقل من نسبة المشاركة في الانتخابات النيابية. ومن المهم أن تكون الانتخابات المحلية فرصة للكشف عن الواقع الديمقراطي والمشاركة الشعبية في العراق.

كريم محسن القيادي في التيار الاجتماعي، أكد لمجلة دجلة الخير إجراء الانتخابات المحلية في موعدها المقرر من دون الالتفات الى دعوات المقاطعة او الممانعة.. لكن ستكون كسابقاتها في نسبة المشاركة لا نتوقع أن ترتفع هذه النسبة خصوصا مع إعلان التيار الصدري مقاطعتها..

كمال الساعدي محلل سياسي بدوره استبعد امكانية تحقيقها عازيا السبب الى زيادة نسبة المقاطعين وقال لمجلة دجلة الخير، وإن تحققت لا تتجاوز نسبة المشاركة فيها الخمسة في المئة من مجموع الناخبين ، مؤكدا ان التجربة السابقة لها اثبتت انها مركز بؤر الفساد وعرقلة إنجاز المشاريع.

احمد الياسري محلل سياسي من جانبه قال لمجلة دجلة الخير، إن انتخابات مجالس المحافظات ستتحقق بنسبة مشاركة متدنية وذلك بسبب عزوف الناخبين بالاضافة لمقاطعة التيار الصدري، لافتا الى ان اصرار الإطار التنسيقي على تحقيقها يعود إلى اسباب سياسية وهو يسعى الى التفرد بادارة الدولة وقرارها السياسي من خلال التمترس في مجالس المحافظات.     



شيءٌ عن الشرعيَّة المستقبليَّة للسلطة السياسيَّة

 أ.د. عامر حسن فياض

ميَّز افلاطون بين نوعين من المعرفة هما معرفة ظنيَّة ومعرفة يقينيَّة، فالمعرفة الظنيَّة هي المعرفة بعالم الاشياء المادية وهي التي تأتينا من خلال الحواس وتتعلق هذه المعرفة بالمظهر وتتصف بالتغيير، أما المعرفة اليقينيَّة فهي التي تأتي من خلال العقل، وهي معرفة بعالم المثل وتتميز بالثبات وترتبط بالحقيقة، وافلاطون يحدد وسيلتين لاكتساب المعرفة هما العقل والحواس.

وقد ذهب (برتراند راسل) إلى توضيح وشرح الإطار المعرفي الأفلاطوني إذ يرى بأننا ندرك الخشونة والنعومة من خلال اللمس، ولكن العقل هو الذي يحكم على أنّهما موجودتان وانهما متناقضتان، فقط العقل يمكنه الوصول إلى الوجود، ولا يمكننا الوصول إلى الحقيقة اذا لم نصل إلى الوجود، ومن ثمَّ لا يمكننا معرفة العالم الحقيقي من خلال الحواس وحدها لأنّها يمكن أن تضللنا، عندها يمكن القول، إن المعرفة تتكون من التفكير، وليس من الانطباعات، والادراك ليس معرفة.

وقد أعدَّ أرسطو، وهو التلميذ الأبرز لأفلاطون، أن الافكار والاشكال لا يمكن فصلها عن الاشياء المادية، والمعلومات الحسيَّة، ولا يتم إنشاء المعرفة بداهة وليست فطريّة بل يتم إنشاؤها من خلال واجهتنا الحسيّة مع العالم الحقيقي، وتتم معالجتها أخيراً بواسطة أذهاننا، وقد تابع (جون لوك) هذا النهج مؤكداً أنّ الأشياء موجودة في العالم الخارجي وأن إدراكنا الحسّي هو أهم مصدر لمعرفتنا. وفي التناقض الحاد مع الثنائية الديكارتية بين العقل والجسد أنشأ الموروث الفكري الياباني القائم على البوذية والكونفوشيوسية منظوراً متكاملاً للعقل والجسد مع ثلاث مقدمات شاملة هي وحدانية الانسانية والطبيعة، ووحدانية الجسد والعقل، ووحدانية الذات والآخر.

إنَّ العلاقة بين المعرفة والسلطة هي علاقة غير جديدة أو طارئة، بل هي علاقة قديمة غير أن إشكالية هذه العلاقة هي إشكالية حديثة.

 فمنذ أن أعلن (ديكارت) عن الحاجة أن نكون سادة على الطبيعة ونتمكن منها عبر امتلاك المعرفة، تم الاهتمام بهذا النمط من التفكير حيث لم تعد بعد ذلك المعرفة معرفة من اجل المعرفة بل معرفة تمكننا من السيطرة لتصبح قوة تمكين ونفوذ وسيطرة اي سلطة.

وسلطة المعرفة هي السلطة التي تعتمد بشكل واسع على المعرفة وفق المنظور الشامل للمعرفة والتي يكون عمادها يستند إلى القاعدة العلمية والتكنولوجية والتي تستند اليها السلطة للوصول إلى أهدافها وتفصيلاتها بحيث لا تجبر السلطة على استخدام العنف والإكراه والقمع لتحقيق تلك التفضيلات.

عندما دخل العالم في عصر الثورة الثالثة (ثورة الاتصال والمعلوماتيَّة) متخطياً من خلالها الثورتين السابقتين (الثورة الزراعية والثورة الصناعية)، فإن علامة الثورة الثالثة هي التحولات العميقة التي شهدتها كل نواحي الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية.

وهنا اصبحت السلطة والمعرفة احدى المفاهيم التي اخترقها هذا التحول وأعاد تركيبها من جديد في انفصال عن المفهوم التقليدي الذي كان يشرح معيار العلاقة بين السلطة والمعرفة سابقاً.

 وحسب تقديرات (الفين توفلر) في كتابه (تحول السلطة على أعتاب القرن الحادي والعشرين) فإن تطور المعارف وزيادة اتصال الأفراد وتمتعهم بالتطور التكنولوجي عدل مفاهيم السلطة والمعرفة، فبات ينظر إلى زوال نفوذ مؤسسات السلطة السياسية على ضبط التدفقات المعرفية وكذلك المؤسسات التي تنتج المعرفة، ويركز توفلر في تعريفه للسلطة على تراكيب يراها ركائز للسلطة هي القوة والثروة والمعرفة، وأن السلطة لا يمكن قياسها كمياً، بل يجب أن تدرس على أساس نوعي، فالقوة واستخدام الثروة من الناحية النوعية من الممكن أن يسبب الضعف للسلطة بسبب عدم مرونتها، لأنها قد تسبب مقاومة للسلطة.

أما الثروة فإن حالها افضل قليلاً من القوة والعنف لتمتعها بمرونة أفضل، حيث يمكن استخدامها للمكافآت، فضلاً عن استخدامها للتهديد بالعقاب؛ لذا فهي نوعية متوسطة، اما المعرفة فهي أعلى نوعية من نوعيات ركائز السلطة، فهي التي تعد أهم المقومات الجاذبة للقوة والثروة، وهي التي تلعب دور المضاعف للقوة والثروة، والدولة التي تمتلك المعرفة تستطيع أن تستخدمها لفعل ما ترغب به (التهديد – الارغام – الاقناع – العقاب – المكافأة – جعل العدو صديقاً....الخ) بطريقة اكثر مرونة وأقل تكلفة، لذا يمتلك الحد الاقصى من السلطة أولئك الذين هم قادرون على استخدام الركائز الثلاثة للسلطة (القوة – الثروة – المعرفة) من خلال مزجها بمهارة.

إنَّ تعاظم دور التكنولوجيا والمعلومات ادى إلى ظهور تصورات تشير إلى أن القرن الحادي والعشرين، هو قرن المعرفة، وقرن القوى العاملة، لما لهذه القوى من دور في استخدام وتشكيل وانتاج المعرفة، وان هذا القرن هو قرن التحول الجديد في بنى السلطة السياسية ونوعيتها لتصبح حكومة معلوماتية تتركز بيد من يمتلك المعرفة ويتحكم بها، وان اقتصار المعرفة اصبح اليوم الشكل الاكثر تعبيراً عن قوة المجتمعات والدول التي تبحث لها عن مكان تحت شمس المستقبل لتحل المعرفة محل الاسلحة كمتغير مهم لتمثيل قوة الدول وعامل أساس لفرض إرادتها وتحقيق أهدافها.



الموقف الإيراني من القضية الفلسطينية والعداء لاسرائيل..!

أثارت تصريحات المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي الأخيرة حول حل القضية الفلسطينية استغراب الكثيرين من الإيراني والعرب وتباينت التحليلات والتأويلات وذهبت البعض منها الى ان موقف طهران قد تغير ومنها ما تؤكد موقفها الثابت في هذه التصريحات.

لم يتوقف الجميع عند قوله: إن إيران لم تدعي إنها سترمي اسرائيل في البحر، وأن من قالها الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر، فهذه حقيقة لم يختلف عليها، لكنهم استذكروا تصريح الرئيس الإيراني محمود نجاد عندما قال انهم "سيمسحون اسرائيل من الخارطة".

واختلفوا في قوله: الفلسطينيين هم أصحاب القرار على أرضهم ويمكنهم إبقاء اليهود من جنسيات أخرى في دولة ديمقراطية. الذين يعتقدون أن هذا التصريح يمثل تحول في العداء الإيراني لإسرائيل، وفي تحليلهم يعتقدون أنه اعتراف بحل الدولتين ضمنيا، فيما اعتبر اخرون ان هذه التصريحات تؤكد رفض ايران حل الدولتين.

وفي وقت سبق هذه التصريحات نقلت رويترز عن ثلاثة مسؤولين كبار من إيران وحماس قولهم: إن الزعيم الأعلى الإيراني وجه رسالة واضحة لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) عندما التقيا في طهران في أوائل تشرين الثاني، قائلا" إن "حماس لم تبلغ إيران بهجوم السابع من تشرين الأول على إسرائيل ومن ثم فإن الجمهورية الإسلامية لن تدخل الحرب نيابة عنها".

وقالت لرويترز، أن مسؤولين مطلعون على المناقشات وطلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، ذكروا ان آية الله علي خامنئي قال لإسماعيل هنية إن إيران ستواصل تقديم دعمها السياسي والمعنوي للحركة لكن دون التدخل بشكل مباشر، وأنه حض هنية على إسكات تلك الأصوات في الحركة الفلسطينية التي تدعو علنا إيران وحليفتها اللبنانية القوية جماعة حزب الله إلى الانضمام إلى المعركة ضد إسرائيل بكامل قوتهما.

حركة حماس بدورها نفت ما اوردته رويترز، وقالت إن ما نشرته الوكالة عما دار في لقاء رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية مع الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي في طهران في أوائل تشرين الثاني الماضي في بيان قالت: "إننا في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ننفي صحة ما ورد في هذا التقرير، ويؤسفنا نشر خبر لا أصل له، وندعو الوكالة لتحري الدقة".

وتعتمد إيران استراتيجية تهدف لإظهار التضامن مع حماس في غزة وإرهاق القوات الإسرائيلية دون الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل يمكن أن تستقطب الولايات المتحدة. وتتمثل هذه بشن محور المقاومة هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على أهداف إسرائيلية وأمريكية في أنحاء الشرق الأوسط.



القمة الخليجية الـ 44 ترد على الخارجية الأمريكية وتدعم فلسطين

الكاتب والمحلل السياسي/ رامي الشاعر

أصدرت الخارجية الأمريكية بياناً جاء فيه أنها "لم تشاهد أي دليل على قتل إسرائيل للمدنيين عمداً"، مشيرة إلى أنه "من المبكر إجراء تقييم نهائي لاستجابة إسرائيل لنصيحتها بحماية المدنيين".

يأتي ذلك بعد تصريحات لوزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن حذر فيها إسرائيل مما أسماه "هزيمة استراتيجية" إذا لم تعمل على حماية المدنيين في قطاع غزة. وقد كتبت مقالا منذ أيام تناول ما يمكن أن يحمله مثل هذا التصريح من معاني.

ويبدو أن اللوبي الصهيوني في واشنطن قد أغضبته تصريحات أوستن، فرفع سماعة الهاتف وأجرى بعض المكالمات إلى أجنحة أخرى في البيت الأبيض، لا سيما إلى الخارجية الأمريكية، التي سارعت لـ"رفض" ما يقوله وزير الدفاع، بدعوى أنها "لم تشاهد"، و"من المبكر".

إلا أن ألد أعداء إسرائيل في الوقت الراهن لم تعد حركة المقاومة الإسلامية حماس، وإنما أصبحت الحقيقة العارية التي تواجه العالم على منصات مواقع التواصل الاجتماعي: يوتيوب، إنستغرام، إكس، تيك توك، فيسبوك. فعلى هذه المنصات تتوالى مقاطع الفيديو لا لكبريات وسائل الإعلام التي تمتلك مراسلين من قلب الحدث، بكل ما يحملون من كاميرات ووسائل بث، واتصال بالأقمار الصناعية فحسب، بل لمواطنين عاديين يلتقطون صور الجرائم البشعة والوحشية بهواتفهم المحمولة على الهواء مباشرة من قلب الحدث، وهو ما يبدو أصدق بكثير من المقاطع المصورة والمعدلة والمحررة ومنزوعة العنف والدم ودرجة مريعة من الوحشية الإسرائيلية يشهد عليها العالم أجمع.

لكن واشنطن، مع ذلك، "لا تشاهد"، وترى أنه "من المبكر" الحكم، حتى مع اعتراف وزير دفاعها بأن على إسرائيل أن تحمي المدنيين في غزة، وإلا ستواجه "هزيمة استراتيجية". لكن الخارجية الأمريكية، ببيروقراطيتها المعهودة توفّر للحلفاء والتابعين، ممن يرغبون أو يجبرون على تصديقها مهما قالت، ذرائع و"رواية رسمية" للتداول، بأن الجيش الإسرائيلي "طالب المدنيين في غزة بالتوجه إلى مراكز الأمم المتحدة المسجلة لدى إسرائيل كمناطق خارج ساحة القتال" (ويتساءل المرء هنا: هل كانت مدارس "الأونروا" المستهدفة داخل ساحات القتال، ولهذا قصفتها إسرائيل، وهل كان 101 موظف في "الأونروا" ممن قضوا نحبهم في الاعتداء على قطاع غزة من "مقاتلي حماس" مثلاً؟).

إن "الأونروا" تستضيف ثلاثة أرباع المليون شخص في أكثر من 150 منشأة بمختلف أنحاء قطاع غزة، ولم يتم إنقاذ مرافق الأمم المتحدة، بما في ذلك تلك التي توفر المأوى للاجئين خلال الحرب في غزة، حيث تعرض ما لا يقل عن 70% من تلك المرافق للقصف، بما في ذلك تلك الواقعة في المناطق الوسطى والجنوبية أسفر وادي غزة.

كما أوضحت الخارجية الأمريكية أن إسرائيل "تصدر طلبات أكثر تحديدا للإخلاء بجنوب قطاع غزة، وهو تحسن مقارنة بإخلاء مدينة بأكملها"، لتستدرك الخارجية بعد ذلك أنها، ومع كل هذا "تتوقع سقوط ضحايا مدنيين نتيجة للعملية العسكرية بغزة"، وهذا "مع الأسف صحيح في جميع الحروب".

ولم يفت بيان الخارجية الأمريكية أن يوضح التنسيق القائم بين الجيش الإسرائيلي والإدارة الأمريكية، حيث يتابع: "لقد أطلعنا الإسرائيليون على خططهم لتقليل سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين". كما أكدت الخارجية الأمريكية عن "عدم استهداف الصحفيين في هذا الصراع"، وهنا أود أن أنقل إلى الإدارة الأمريكية، لربما لم تصلها الأخبار بعد، أن 73 من الصحفيين والعاملين في قطاع الإعلام قد استشهدوا في قطاع غزة، فيما يتواجد 31 صحفيا أسيرا اعتقلتهم سلطات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، ومن بين هؤلاء 6 صحفيات، وليس هذا سرا حصلت عليه بوسائل خاصة، وإنما جرائم قتل ارتكبت جهاراً نهاراً وعلانيةً على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي "الديمقراطي الحر".

إن إسرائيل تكذب كما تتنفس، فيما تتصنع واشنطن أنها تصدق هذه الأكاذيب، وتنشرها بين حلفائها المخلصين كي يجتروها ويعيدوا إنتاجها بوصفها "الرواية الرسمية" التي أصبح من المضحك والمخزي والمشين أن تظهر إلى العلن مع وجود هذا الكم الهائل من مقاطع الفيديو وشهادات العيان على الأرض من المعركة على مواقع التواصل الاجتماعي.

لهذا أصبحت إسرائيل والولايات المتحدة اليوم في مواجهة مواقع التواصل الاجتماعي، وفي مواجهة المواطن الأعزل إلا من هاتف محمول ينقل بسلاحه هذا كل لحظة فظائع وجرائم "واحة الديمقراطية إسرائيل"، التي أشبعنا الغرب أساطير عن سلميتها ووداعتها وخوفها من محيطها العربي "الكاره لديمقراطيتها وازدهارها" من باب "الغيرة والحقد". اليوم تتعرى إسرائيل، وتتعرى واشنطن، وتتعرى بروكسل من ورق التوت الذي كان يستر عورتهم، وتتضح ازدواجيتهم، وإجرامهم، وفلسفتهم الاستعمارية التي لم تختلف كثيراً عما كان المستعمر الأوروبي القديم يرتكبه في القرون الوسطى حتى مطلع القرن العشرين. فقط تختلف الوسائل، وتختلف "الروايات الرسمية"، لكن الجوهر واحد، وهو ما نراه اليوم ونشاهده على شاشاتنا الذكية كل لحظة. وأتمنى أن تتبنى القمة الخليجية الـ 44 المنعقدة الآن في الدوحة قرارات تاريخية مؤثرة، وموقفاً موحداً تجاه وقف إطلاق النار والاعتداء على شعبنا الفلسطيني.

أختم مقالي بما قالته منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة لين هاستينغز، وهي كندية الجنسية تعيش في القدس، ولم تجدد لها السلطات الإسرائيلية تأشيرتها، وأبلغت هيئة الأمم المتحدة بذلك (في تجسد واضح لقيم الديمقراطية والحرية والشفافية!). تقول هاستينغز: "لا مكان آمنا في غزة، ولم يبق ثمة مكان يمكن التوجه إليه. إن ما نشهده اليوم يتمثل في مراكز إيواء بلا إمكانيات، ونظام صحي منهار، وانعدام لمياه الشرب النظيفة، وغياب للصرف الصحي الملائم، وسوء تغذية في أوساط الناس الذين ينهشهم الإنهاك العقلي والجسدي بالأساس، وصيغة موصوفة في المراجع للأوبئة والكوارث الصحية العامة". وأعربت المسؤولة الأممية عن أسفها لأن "الظروف المطلوبة لإيصال المعونات إلى الناس في غزة لا تتوفر، والسيناريو الأكثر رعباً بكثير يوشك أن تتكشف فصوله، وهو سيناريو لن تملك العمليات الإنسانية القدرة على الاستجابة له، لو قدر له أن يتحقق"، مؤكدة على أن "كميات الإمدادات الإغاثية والوقود التي سمح بإدخالها ليست كافية على الإطلاق، ولا يمكن تسيير العمليات الإنسانية بكميات ضئيلة من الوقود، فهو الأساس الذي ترتكز عليه الخدمات الاجتماعية، بما يشمله ذلك من مستشفيات ومحطات تحلية المياه ومياه الشرب النظيفة والصرف الصحي".

وختمت هاستينغز حديثها بالقول: "إن الحيز المتاح للاستجابة الإنسانية التي يسمح بتقديمها داخل غزة آخذ في التقلص المستمر". أما الخارجية الأمريكية، فإنها ومع كل ما سبق "لا تشاهد دليلاً على قتل إسرائيل للمدنيين عمداً".



غربنة الهوية اليهودية

د. حيدر سعيد

رئيس قسم الأبحاث في المركز العربي للبحوث والدراسة، رئيس تحرير "سياسات عربية" رئيس قسم الأبحاث، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات

(1)

انتشرت دولة إسرائيل، ما بعد الحرب العالمية الثانية، حلت للمسألة اليهودية في أوروبا، التي شهدت، منذ القرن التاسع عشر، حتى ليلتها منهجيين، مارسته بالكامل ليهودها. وإذا كان تشكيل إسرائيل تعبيرا عن عقدة ذنب أوروبية مما ارتكبته بحق اليهود، ولا سيما في الهولوكوست، فإنه أيضا حل قائم على الإزاحة، إزاحة اليهود إلى خارج أوروبا (الغرب).

(2)

عدم وقف نشاط إسرائيل، منذ وقفها، لم تتوقف على بناء خدمة اليهودي، بل كان يستند إليها "جوهر غربي"، ليس فقط لأن من شكل إسرائيل هم يهود أوروبا، وليس فقط عقدة نوستالجيا وتميز إنتاج المكان الذي طرد منهم اليهود، بل لتُظهر - أيضا - اختلافها النوعي عن محيطها، العربي والمسلم: أنها من طينة غير طينتهم، إنها من طينة الغرب وقيمه ونسيجه.

(3)

هناك بعض الأعمال الأكاديمية التي تناقش هذا الموضوع، ولكنها تركز على الهوية في مجتمع مجتمعي ومدى تجرب بين القيم التي حملها يهود أوروبا والتهديد بالقيم التي حملها معها يهود الشرق غير أن كتابًا عن هوية إسرائيل، أصدره قبل بضع سنوات مؤرخ إسرائيلي اسمه ديفيد تال، يكشف عن أن الدولة الإسرائيلية اعتمدت -بعد قيامها بقليل- سياسات غربنة، من خلال دعوة النخبة اليهودية الغربية إلى التوطن في إسرائيل، وبناء مؤسسات أكاديمية وفكرية وثقافية تحاكي النمط الغربي.

(4)

في تقديري، لم يكن هذا النوع من البناء هوية إسرائيلية متنوعا هوية غربية موقفا حضاريا (وإسرائيل، بلا شك، كما العالم أجمع، يعتقد أنها غربية محددة هناك لأنها تحته وتبلغه)، بقدر ما هي فكرة حمائية أعني حماية الوجود، لأن الدعم الغربي، السياسي والعسكري، يتجه -في كثير من اللحظات- إلى "المتحضر/ المماثل"، بوجه "المتخلف/ المختلف".

(5)

لا تريد أن تتطابق، هنا، لنقاش حدود تطابق قيم دولة إسرائيل مع قيم الحداثة الغربية، فهي إن كانت لا تستطيع إلا في بعض المجالات في أن تتطابق مع الغرب (كالتقدم العلمي والتكنولوجي، والجامعات، وسوى ذلك)، إلا أن تصورها كدولة لشعب ذات سيادة، لا يزال يقوم على أساس قومية دينية تمارس تمييزا عنصريا بحق من يُفترض أنهم "مواطنون"، وهو ما يعود إلى لحظة تسبق لحظة الحداثة الغربية بلا ريب.

(6)

في الحرب الأخيرة على غزة، لم تكتف إسرائيل بجعل هذه الحرب ممتدة للحملات العسكرية العسكرية الجديدة، فوصف حماس مقاتل بـ"الدواعش" لم يكن المقصود إظهاره لإرهابيون، أو أن يتحكموا في سيطرة داعش، حين أصبحت مدن في العراق وسورية. كان هذا النوع من الخطاب يهدف، في الجوهر، إلى إظهار أن هذه الحرب هي امتداد لـ"الحرب على الإرهاب"، مفهوما، ومشروعا، واستراتيجية.

(7)

ومع ذلك، يبدو لي أن الأهم هنا هو البروباغاندا التي تقوم بها النخب الإسرائيلية، والتي تعتمد على استنساخ قيم المجتمعات الغربية ونمط تحكمها في لحظات كالتي تعيشها إسرائيل الآن حرب غزة هي في الحقيقة فرصة لاستمرار وعميق "التسوير الرمزي"للهوية الغرب لإسرائيل.



رحلة نزوح تتكرر إلى رفح أقصى جنوب قطاع غزة

إلى رفح أقصى جنوب قطاع غزة على الحدود المصرية توجه عشرات الآلاف من النازحين الفلسطينيين، الذين اضطر بعضهم للنزوح للمرة الثالثة أو الرابعة في أقل من شهرين، بعد أن وسع جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه ليشمل مناطق القطاع كافة.

ومع تواصل العدوان الإسرائيلي الوحشي، أصبح معظم سكان قطاع غزة -البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة- بلا مأوى.

وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، أن عشرات الآلاف من الفلسطينيين النازحين داخليا وصلوا إلى محافظة رفح خلال يومين ، بعد إعلان جيش الاحتلال توسيع عدوانه على القطاع.



ورغم مطالبات الإخلاء من قبل الاحتلال، فإن طائراته قصفت الطرق بين خان يونس ورفح، واستهدفت عدة منازل بمدينة رفح، مما أدى لسقوط عشرات الشهداء والجرحى.

الفصائل الفلسطينية حذرت من "مؤامرة تهجير" تستهدف سكان غزة وقال في بيان إن موقفهم موحد للتصدي للمؤامرة التي تهدف لتهجير الشعب من القطاع إلى سيناء. محذرة من أي تساوق مع المشروع الإسرائيلي بالتهجير تحت عنواني المساعدة أو المناطق الآمنة، وقالت، إن من يريد حماية الشعب الفلسطيني في غزة عليه أن يتدخل لوقف حرب الإبادة ويفتح المعابر.

****


ماذا تعني السيادة النقدية التي يسعى العراق لتطبيقها..؟

لضبط سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار الأميركي الذي يشهد تذبذبات أدت الى تراجع قيمة الدينار، ترافقت مع الامتثال لقواعد دولية في التحويلات المالية، أثرت على عرض الدولار في السوق. يتجه العراق إلى تطبيق مبدأ السيادة النقدية لمواجهة الازدواجية النقدية، في ظل وجود سوق غير نظامية لصرف العملة الأجنبية الذي أضر باقتصاد البلاد.

وفي تطبيق "مبدأ السيادة النقدية"، يصبح الدينار العراقي الملجأ الوحيد للتبادل والتسعير وتغطية التعاملات الداخلية، بحسب مظهر محمد صالح المستشار المالي لرئيس الوزراء، لكن السياسة النقدية في العراق تواجه تحديات عديدة، وفق ما تؤكد تقارير إعلامية محلية.

وفي ورقة بحثية نشرتها شبكة الاقتصاديين العراقيين في تشرين الأول الماضي أوضح المستشار الاقتصادي أن السيادة النقدية يطلق عليها اسم "الويستفالية" والتي تعبر عن "سلطة الدولة في ممارسة السيطرة القانونية الحصرية على عملتها عبر وظائف البنك المركزي كونه السلطة الحصرية لتعيين كميات العملية وقيمتها كوسيلة للمدفوعات. وزاد أن اسم "الويستفالية" يأتي من نظام ويستفاليا الذي يمثل مبدأ في القانون الدولي بأن كل دولة لها السيادة الحصرية على أراضيها، وهو ما ينص عليه صراحة ميثاق الأمم المتحدة.

وتقوم السيادة "الويستفالية النقدية" على: استقلالية إدارة النقد، إصداره ونظام الصرف، وفقا للورقة البحثية التي يرى صالح من خلالها أن العراق يحتاج إلى تطبيق مبدأ السيادة النقدية من أجل تعزيز قدرة السياسة النقدية على "ضبط مناسيب السيولة المحلية من خلال قوة تدخل البنك المركزي في السوق النقدية". محذرا من استمرار ما أطلق عليه اسم "واقع الضوضاء الملونة التي تتيح بقاء السوق السوداء للدولار النقدي" وقدرتها على التأثير على المنظومة السعرية، ناهيك عن إتاحة أكبر لقدرة الدولة على إدارة التضخم من خلال التأثير عليها عبر أسعار الفائدة. مؤكدا أن تبني الدولة العراقية لمبدأ السيادة النقدية سيفضي إلى "الحفاظ على سعر صرف ثابت يسمح بتدفقات رأس المال الحر والتصدي للنقد الرخيص".

أما الخبيرة الاقتصادية سلام سميسم فقد حددت أبرز العوامل التي تتيح تطبيق مبدأ "السيادة النقدية" مؤكدة أنها لا ترتبط بوجود قرار سياسي لتطبيقها، وإنما عوامل ومحددات اقتصادية. ووفقا لموقع "الحرة" ووضعت سميسم حزمة من العوامل الواجب توافرها تضم: "قوة الاقتصاد، استقرار أسعار الصرف، قوة العملة الوطنية نفسها، وجود اقتصاد منتج بشكل حقيقي لا يكون اعتماده فقط على الاستيراد".

وتؤكد الخبيرة سميسم أن كل دولة لديها حق اللجوء لمبدأ "السيادة النقدية" من أجل السيطرة على "سوق النقد"، مستدركة أن "هذا الأمر لا يرتبط فقط بالرغبة أو الطموحات، بل بقوة العملة الوطنية بشكل حقيقي، إذ أن العملة ليست ورقا فحسب، فهي يجب أن تعبر عن قيمة مقابلة للناتج المحلي الإجمالي، وقدرتها على خزن القيمة بشكل حقيقي، مع اقترانها بمؤشرات قوة مختلفة على عدة مستويات".

وأجمع خبراء اقتصاد عراقيون على أن تطبيق مبدأ السيادة النقدية يحتاج إلى توفر عدة عوامل أهمها "جسر الفجوة بين سعر صرف العملة الوطنية أمام الدولار". وأوضح الخبير الاقتصادي، محمود داغر، وهو مسؤول سابق في البنك المركزي العراقي، أن مبدأ السيادة النقدية "لا يعني تأثر مدخرات المواطنين أو أي شخصية إعتبارية لديها أموال مودعة بعملات أجنبية، إذ يبقى في إمكانهم إيداع وسحب الأموال بالدولار أو العملات الأجنبية الأخرى التي قد تكون مودعة بها". مشيرا في حديثه لموقع الحرة إلى أن غالبية الدول تسعى أو تطمح للوصول إلى "السيادة النقدية" وذلك بجعل "عملتها الوطنية هي العملة الأساسية لاستخدامها في المدفوعات والتعاملات داخل الدولة". مؤكدا "كلما استقرت أسعار صرف العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية كان مبدأ السيادة النقدية قابلا للتطبيق"، والذي يجب أن يترافق مع "عدم وجود فجوة أو فروقات بين أسعار الصرف في السوق الرسمية والسوق الموازية ومنع ما يحدث من مضاربات في هذا المضمار".

وبدأ العراق تطبيق معايير نظام التحويلات الدولي "سويفت" منذ منتصف نوفمبر من 2022 للوصول إلى احتياطات العراق من الدولار الموجودة في الولايات المتحدة التي تقدر بعشرات مليارات الدولارات، وفق فرانس برس. وينبغي على المصارف العراقية حاليا تسجيل تحويلاتها بالدولار على منصة إلكترونية، تدقق الطلبات، ويقوم الاحتياطي الأميركي الفيدرالي بفحصها وإذا كانت لديه شكوك يقوم بتوقيف التحويل.



لا وطن موحد من دون وحدة اقتصاده

ماجد زيدان

بين مدة واخرى تعلن الجهات المسؤولة في السلطات الاتحادية عن فتح الطرق لنقل منتجات اقليم كوردستان الى بقية مناطق البلاد وبالعكس من باقي المحافظات اليه، هذه الظاهرة تتكرر وسط دهشة واستغراب العراقيين من مختلف القوميات وفي مختلف المدن..

الواقع ان هذا الاجراء يعكس واقع التجزئة القسرية للعراق على خلاف الادعاء بوحدته الوطنية وكونه بلدا واحدا بموجب دستوره وواقعه وتصريحات مسؤوليه، فحرية انتقال البضائع والسلع المنتجة فيه توضح مدى وحدته وعمق الروابط بين مدنه وسكانها وضرورة أن تكون بعيدة عن الانتفاع والتميز والضغط والابتزاز..

ان هذه الاعلانات المتكررة بالمنع والسماح وتعطيل حركة الأسواق تذكرنا بالقرون الغابرة من زمن الإقطاع، إذ كانت لكل مدينة وبلدة قوانينها وحدودها ومؤسساتها المنفصلة عن جوارها، حيث تفتقد البلدان الى الوحدة السياسية وأساسها الوحدة الاقتصادية، والذي حطم هذا الواقع المتخلف والمعيق للتطور على مختلف الصعد عندما سادت التشكيلة الرأسمالية وولى عهد تجاوزه الزمن ولا مكان له في هذا العصر والطموح لبناء بلد موحد قوي متين بدون سوق واحدة تنمي روح التآخي وأواصر ووشائج الأخوة بين أبنائه.

من الملموس ان اقليم كوردستان يحقق نجاحات على صعيد القطاع الزراعي ويشار إليها بالبنان وليس نحن من نقول ذلك، وانما منتجاته التي غزت أسواق دول الجوار والخليج وغيرها والاقبال المشجع عليها، يعني الأسواق الخارجية مفتوحة امامها فيما السوق العراقية تغلق وتفتح بقرارات ادارية بيروقراطية تخالف المنطق والعقل واليات السوق والمصالح الوطنية العليا.

ان وفرة الانتاج وتوفر المواد الاساسية وضرورة حرية حركتها في كل انحاء العراق يسهم في تحسين الإنتاج وزيادته ونمو الاقتصاد العراقي، في الإقليم والعراق، على حد سواء ويزيد من الترابط ويعمق من الوحدة الوطنية المبنية على المصالح الواحدة أي السوق الوطنية الموحدة الخالية من العوائق.

ان وفرة الإنتاج في أي بقعة من البلاد ضرورة لتنميتها وتعزز من اهمية القطاعات الاقتصادية المختلفة وتخلق فرصا لأبناء البلد وتغني عن الاستيراد، وذلك من خلال تسهيل حركة المنتجات في كلا الاتجاهين، فعلى سبيل المثال الإقليم ينتج الفواكه والعسل والاسمنت وغيرها ويصدر بعض الكميات منها الى دول الخليج واوروبا ولديه فائض منها، وبالمقابل في الوسط والجنوب تنتج الأسمدة والطماطة ومواد أخرى، لماذا يضيق على حركة انتقال البضائع ونلجأ الى اغراق السوق بذات المنتجات من خلال استيرادها وتلحق ضررا بالمنتج العراقي، والأمر من ذلك العراق يستورد ذات المنتجات من البلدان الاجنبية ويترك المنتجات المحلية تتلف في المزارع. إن البلاد بحاجة الى قرارات تحرم إعاقة او منع حركة البضائع بين مدن البلاد ووضع كل من يمارسها تحت طائلة المسؤولية والمحاسبة الشديدة.



أزمة الجفاف تهدد زراعة أرز العنبر في العراق

يعتبر أرز العنبر من الأطباق المفضلة لدى العراقيين ولا تكاد تخلو مائدة عراقية خاصة في الولائم من هذا الصنف المعروف بطعمه المميز ورائحته الزكية كما أنه يحتوي على نسبة عالية من البروتين.

لكن منع زراعته انعكس بشكل كبير على أسعاره في الأسواق المحلية حيث زادت أسعاره لتصل إلى 17 ألف دينار (12 دولارا) للعبوة زنة خمسة كيلوجرامات مقارنة مع 10 آلاف دينار (سبعة دولارات) العام الماضي.

وفي تصريحات صحافية قال وزير الموارد المائية عون ذياب إن "سبب منع زراعة الأرز بالعراق لأنه يستهلك نسبة كبير من المياه وزراعته تكون في فصل الصيف وطريقها بدائية". مقترحا اتباع الطرق الحديثة في الزراعة من خلال الزراعة بالطريقة الجافة عبر إنشاء أنابيب تحت الأرض ومن الممكن أن يعمل المزارعون على إدخال هذه التقنيات بالعراق في زراعة الأرز.

وزير الزراعة عباس المالكي من جانبه وعد بصرف تعويضات للمتضررين من مزارعي الأرز وقال إن "التعويضات ستصرف لثلاث محافظات هي النجف والديوانية والمثنى". وتشيع زراعة الأرز بالعراق بالمحافظات الثلاث الواقعة على نهر الفرات، وزاد من حجم المشكلة انخفاض منسوب مياه الفرات بشكل كبير نتيجة الجفاف.

ولا يعد قرار الحكومة بمنع زراعة الأرز الأول من نوعه، ففي عام 2018 وبعد أزمة جفاف أيضا تم حظر زراعته لتعود مجددا عام 2020 بعد زيادة رقعة الأراضي المخصصة لزراعة الأرز إلى 300 ألف دونم (نحو 185329 فدانا) عقب توفر المياه الكافية للري مما أدى لزيادة الإنتاج من الأرز المحلي بصنفيه العنبر والياسمين إلى مستويات قياسية بلغت 306 آلاف طن عام 2020.

ودفعت أزمة الجفاف التي تمر بها البلاد وزارة الزراعة إلى ابتكار طرق حديثة لزراعة الأرز تقلل من استهلاك المياه وإنتاج سلالات تقاوم الجفاف.

ونقلت رويترز عن وكيل وزارة الزراعة مهدي سهر الجبوري قوله: إن "دائرة البحوث الزراعية بالوزارة تعمل على تجارب على البذور من خلال تطوير سلالات يمكن ريها عن طريق المرشات (الأنابيب) بدل أساليب الرش السابقة".

وأضاف "بعد نجاح تجارب الزراعة على هذا النوع من البذور ستكون هناك زيادة في الأراضي الزراعية المخصصة لزراعة الأرز في المحافظات التي تنتج هذه المحصول مثل النجف والديوانية".

وبحسب خبراء في الزراعة لا يمكن الاستمرار في زراعة الأرز باستخدام الطرق القديمة في الري. ويقول الخبير الزراعي عادل المختار "يجب أن نستخدم الطرق الحديثة في الري وتوزيع المياه بين موسمي الصيف والشتاء وعدم استهلاك المياه في فصل الشتاء مما يؤدي إلى صعوبة توفير المياه للمحاصيل الصيفية". وحذر المختار من "عدم زراعة الأرز بصورة نهائية بالعراق إذا ما بقيت أزمة الجفاف وعدم توفر المياه أو تنظيم عملية زراعته من خلال اتباع الطرق الحديثة بالارواء".

المتحدث باسم الوزارة خالد شمال، الذي أكد لرويترز ان العراق فقد من استحقاقه المائية 60 في المئة بسبب المشاريع الاروائية الكبيرة التي أنشأتها إيران وتركيا وسوريا، يأمل أن يتم استخدام الطرق الحديثة بالري وإجراء بعض البحوث لغرض تقليل استهلاك المياه في الزراعة من أجل السماح مجددا بزراعة الأرز بالعراق والحفاظ على أرز العنبر.



"كبسولة الحياة".. ثورة طبية بنتائج دقيقة 

نجح جهاز جديد بحجم حبة الدواء يمكنه مراقبة العلامات الحيوية المنقذة للحياة بأمان من داخل المعدة في اجتياز التجارب البشرية الأولى بنجاح. وقد تم تصميم الجهاز بحيث يمكنه مراقبة العلامات الحيوية مثل التنفس ومعدل ضربات القلب من داخل الجسم ونقل البيانات إلى جهاز خارجي مثل الكمبيوتر المحمول.

ويقول العلماء إن الكبسولة لديها القدرة على توفير رعاية منقذة للحياة للأشخاص المعرضين لخطر جرعات زائدة من المواد الأفيونية. ويأمل الفريق أيضا أن يتمكن بالجهاز الجديد من مساعدة الأشخاص الذين يعانون من مشكلات صحية أخرى مثل اضطرابات النوم. وقال المؤلف الرئيسي البروفيسور جيوفاني ترافيرسو، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي: "تقدم المعدة بشكل عام بعضا من أفضل الإشارات، ويرجع ذلك أساسا إلى أنها قريبة من القلب والرئتين، القدرة على تسهيل التشخيص ومراقبة العديد من الحالات دون الحاجة إلى الذهاب إلى المستشفى يمكن أن توفر للمرضى سهولة الوصول إلى الرعاية الصحية ودعم العلاج".

وعن اختبار الكبسولة.. وضع الباحثون الجهاز في معدة الخنازير تحت التخدير. أعطى الفريق جرعة من دواء الفنتانيل للخنازير مما تسبب في توقفها عن التنفس. وقام الجهاز بقياس معدل تنفس ونبه الباحثين عندما توقفت الحيوانات عن التنفس. ثم اختبر الفريق الجهاز على البشر لأول مرة من خلال إعطاء الكبسولة لعشرة أشخاص يعانون من مشاكل انقطاع التنفس أثناء النوم. ولم يظهر على المرضى أي آثار سلبية نتيجة ابتلاع الكبسولة، والتي مرت دون أن يلاحظها أحد عبر أجهزتهم الهضمية. بالمقارنة مع أجهزة المراقبة الحيوية الخارجية، يمكن للكبسولة مراقبة معدل ضربات القلب بدقة لا تقل عن 96 في المئة. وأظهرت التجربة أيضا أن الجهاز آمن، وأن جميع المشاركين قاموا بإفراز الجهاز في برازهم بعد أيام قليلة من التجربة.



شرب الشاي يوميا يقلل خطر الإصابة بمرض السكري

أظهرت إحدى الدراسات أن شرب الشاي يوميا يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني إلى النصف. ووجد الباحثون أن الذين يستمتعون بكوب واحد على الأقل من الشاي الداكن (وهو نوع من الشاي المخمر من الشرق الأقصى) يوميا كانوا أقل عرضة بنسبة 47% للإصابة بالحالة المزمنة من أولئك الذين لا يشربونه أبدا. وقالوا إن الشاي ساعد الناس على التحكم بشكل أفضل في نسبة السكر في الدم بفضل مضادات الأكسدة وتأثيراتها المعززة للأمعاء.

إن شرب أي نوع من أنواع الشاي، بما في ذلك الشاي الأخضر، يوميا، يقلل من خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 28% مقارنة بأولئك الذين لم يشربوا الشاي على الإطلاق. وأوضح البروفيسور تونزي وو، من جامعة أديلايد في أستراليا: "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى التأثيرات الوقائية لشرب الشاي المعتاد على إدارة نسبة السكر في الدم. كانت هذه الفوائد أكثر وضوحا بين شاربي الشاي الداكن يوميا". ويتسبب في ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل كبير بسبب مشاكل في كيفية إنتاج الجسم لهرمون الإنسولين، الذي يكسر الجلوكوز.

وأظهرت الأبحاث السابقة أن شرب الشاي يمكن أن يقلل من احتمال الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب، ولكن لم يكن من الواضح كيف يحدث ذلك. ونظرت الدراسة الأخيرة، التي قدمت في الجمعية الأوروبية لدراسة مرض السكري في هامبورغ، في كيفية تأثير المشروب على خطر الإصابة بالسكري.وفحص الباحثون بيانات 1923 شخصا بالغا في الصين، وسألوهم عن عدد المرات التي يشربون فيها الشاي.

كما تم سؤال المشاركين عن نوع الشاي الذي يشربونه من الشاي الأخضر، أو الأسود، أو الداكن، أو أي نوع آخر من الشاي. وأجرى الباحثون اختبارات الدم والبول لمعرفة كمية السكر الموجودة في كليهما وقياس مقاومة الإنسولين. ويرتبط شرب المزيد من الشاي بتمرير المزيد من السكر في البول، ما يساعد على إبقاء نسبة السكر في الدم تحت السيطرة وتقليل خطر الإصابة بمرض السكري.

وقال البروفيسور زيلين صن، من جامعة ساوث إيست: "إن شرب الشاي الداكن كل يوم لديه القدرة على تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وتطوره من خلال التحكم بشكل أفضل في نسبة السكر في الدم. وعندما تنظر إلى جميع المؤشرات الحيوية المختلفة المرتبطة بالشرب المعتاد للشاي الداكن، فقد تكون خطوة واحدة بسيطة يمكن للناس اتخاذها بسهولة لتحسين نظامهم الغذائي وصحتهم".

المصدر: ذي صن


قصة قصيرة..

البيت المسكون..!

إيما، وديفيد، وسارة، ومايك، اصدقاء لا يفترقون منذ الصغر يسكنون حي في أطراف المدينة، كانوا قد استمعوا الى شائعات البيت المهجور الذي يقع على مشارف المدينة. انه بيت مشؤوم وله ماضي مأساوي ويتحدث سكان الحي عن قصص مروعة حدثت داخل أسواره.

وفي ليلة عاصفة وقاتمة دخل الاصدقاء غير منتبهين للتحذيرات. لقد تحركوا خلسة عبر الحديقة المتضخمة بينما كانت الريح تعزف سيمفونية مخيفة من الهمسات من حولهم. أضاءت ضربة صاعقة السماء، وأظهرت الشكل المشؤوم للقصر عندما اقتربوا من الباب.

كانت قلوبهم تتسارع بمزيج من الرعب والبهجة عند دخولهم. بدت الجدران وكأنها تهمس، وكان الهواء كثيفا برائحة عفنة. تفرقت المجموعة، وقام كل شخص بفحص منطقة معينة من القصر. عندما بدأ ورق الحائط القديم في الممر الذي كانت فيه إيما يتقشر، كشف عن الحقائق المظلمة المخفية.

سمعت إيما تنهدات لطيفة تتردد عبر الممر وهي تنتقل إلى داخل المنزل. وبينما كانت تتبع الصوت إلى غرفة في نهاية الممر، بدأ قلبها يتسارع. كانت هناك حضانة صغيرة مهجورة بالداخل عندما انفتح الباب. وتناثرت الألعاب المغطاة بالغبار والمطلية بتعابير حزينة على الأرض.

عندما رأت إيما صورة باهتة على الحائط، حبست أنفاسها في حلقها. كان لكل من الأم والرضيع بين ذراعيها عيون حزينة. ويبدو أن وجه الطفلة هو الذي رأته من قبل في الأحلام. استدارت إيما لتنظر عندما أصبح صوت النحيب أقوى فجأة ولاحظت ظهورا شبحيا يحوم فوق سرير الأطفال. لقد كان شبح المرأة التي في الصورة، عالقا في دائرة لا نهاية لها من الحزن.

في هذه الأثناء، وجد ديفيد نفسه في مكتبة القصر المتهالكة. كانت الكتب ذات صفحات صفراء من الزمن، وقد ملأت الرفوف. كان يبحث في العناوين عندما لاحظ كتابا غريبا. افتتح ديفيد الكتاب، وكانت صفحاته تشع بالطاقة الشريرة، وكان غلافه الجلدي القديم يحمل عنوان "إطلاق العنان للكوابيس: دليل لاستدعاء الملعونين". قرأ الكتاب مفتونا ولكن مليئا بالخوف.

وصفت المخطوطة طقوسا من شأنها أن تجلب أبشع الكوابيس من عالم الروح إلى السطح. لم يكن ديفيد على علم بأن فضوله قد بدأ سلسلة من الأحداث التي من شأنها أن تتسبب في إطلاق قدر لا يسبر غوره من الخوف. بدأ القصر الذي كان خامدا في السابق يعود إلى الحياة بطاقة شريرة.

بينما كانت سارة ومايك في أجزاء مختلفة من العقار، تغلب عليهم فجأة شعور بالخوف الساحق. وبينما كانوا يبحثون عن بعضهم البعض، بدت الجدران منغلقة حولهم. ولكن عندما كانوا يدورون حول الزاوية، واجهوا وجها لوجه مخلوقا بشعا كان تجسيدا لأكبر كوابيسهم.

عندما تجمعوا مرة أخرى، تحولت وجوه المجموعة إلى شاحبة من الخوف عندما تعرفوا على الوحش الكامل الذي استيقظوه. القصر، الذي أصبح الآن كابوسا، أصبح ملتويا ومغزليا، وجدرانه تتساقط بقوة مظلمة. ومن الظلال، ظهرت أشكال طيفية، وأرواحهم المعذبة تطلب الراحة.

كان الرعب يزداد سوءا مع مرور كل ثانية. كافحت المجموعة من أجل البقاء، وبينما تعرضوا لمآسي لا توصف، أصبحت صداقتهم أعمق. ومع ذلك، مع استمرار الليل، تضاءلت قدرتهم على التحمل وأصبحت قبضة القصر أكثر صلابة.

تذكرت إيما صورة الحضانة كما شعرت أنه لم يعد هناك أمل. ركضت للخلف وهي تحمل الصورة أمام الشكل الطيفي. وتمتمت بكلمات العزاء والمواساة بينما كانت الدموع تنهمر على وجهها. ببطء، تضاءلت معاناة الروح، واختفت أخيرا في راحة.

أصبح القصر صامتا مع اختفاء الشبح الأخير. ويمكن رؤية شعاع من أشعة الشمس يدخل من خلال النوافذ المكسورة بينما هدأت العاصفة في الخارج. شقت القوات طريقها للخروج مكسورة ومصابة ولكنها منتصرة على الكيانات المرعبة التي عذبتها.

لقد تغيرت الأهوال التي رأوها إلى الأبد عندما غادروا القصر. لن تعود حياتهم كما كانت مرة أخرى أبدا بسبب العلاقات التي أقاموها في أتون الرهبة والكوابيس التي أطلقوا العنان لها. وهكذا وقف القصر مرة أخرى، أسراره مخبأة بين جدرانه المتداعية، في انتظار فرد مقدام آخر ليثير الظلام النائم.

جميع ما ينشر في هذه المدونة للكاتب والصحافي نوري حمدان وهي متاح لجميع المؤسسات الاعلامية في استخدام. يتم التشغيل بواسطة Blogger.