تشرين.. في العملية السياسية


تشرين.. في العملية السياسية

الافتتاحية.. بقلم رئيس التحرير

الناشطون التشرينيون.. تجمعوا بعدد من التشكيلات السياسية، احزاب وحركات، وباتوا يتواصلون مع القوى السياسية خصوصا تلك التي انضمت لهم في الايام الاولى "للانتفاضة او الثورة" وأصبح لهم تحالفات انتخابية وسياسية.. وهذا مطلب أحزاب السلطة التي تتخذ من نهج المحاصصة مصدرا في تقاسم المكاسب بالعملية السياسية، هدفها من ذلك سحب التشرينيين من الشارع الناقم على الأحزاب والرافض للعملية السياسية، الذي أيد مطالب المتظاهرين وانضم اليهم في تظاهرات مليونية اثبت للعالم فشل نظام المحاصصة الطائفية التي قسمت البلاد والعباد.

التشرينيون وحلافائهم من الأحزاب المدنية والديمقراطية لم يتمكن أحد من اقناعهم بالعدول عن موقفهم الرافض للعملية السياسية المبنية على المحاصصة الطائفية وعن مطلبهم في التغيير الشامل والجذري، اختلفوا في أول عملية انتخابية وهم في احزابهم (مخرجات الثورة) بين المشاركة والمقاطعة، الساعين للمشاركة قالوا اننا سنعمل على التغيير الشامل من داخل مجلس البرلمان لذلك اعتقدوا أن خوض الانتخابات النيابية المبكرة فرصة لهم خصوصا وانها بحسب ادعاءات البعض جاءت بطلب التشرينين. أما المقاطعين أكدوا في وقتها ان المشاركة في الانتخابات النيابية لا تجدي نفعا فالمشرع صاغ قانون يعيد انتاجه بالتالي لاسبيل لتحقق الاهداف. وقادوا حملة سياسية تعد الأكبر في تاريخ العراق لمقاطعة الانتخابات وحققوا فيها نصرا كبيرا ولم يشارك في يوم الاقتراع غير جمهور احزاب المحاصصة ولم تتجاوز نسبتهم الـ18 في المئة. وبالرغم من تدني نسبة المشاركة في الانتخابات فاز عدد من التشرينين فيها.

الغريب الآن في الانتخابات المحلية أختلف التشرينون وحلافائهم أيضا حول المشاركة فيها لكن بعكس النيابية السابقة المقاطع يريد المشاركة والمشارك يريد المقاطعة والمبررات والأسباب ذاتها عند كل طرف منهم ولكنهم تبادلوا الأدوار.. ولابد أن نبين ليس جميع المشاركين السابقين الان مقاطعين كذلك ليس كل المقاطعين السابقين مشاركين الان. وما بين هذا وذاك هناك من تمسك برفضه للعملية السياسية ومطلبه بالتغيير الشامل والجذري.

الاكثر غرابة ان بين التشرينين من دخل في تحالف للمشاركة في انتخابات مجالس المحافظة ويدافعون عن رأيهم بالمشاركة وبنفس الوقت يتناغمون مع مقاطعة التيار الصدري لها وان مصدر مقرب منهم قال لدجلة الخير انهم لم يكتفوا بالتناغم بل انهم اوصلوا رسائل شفوية لزعيم التيار الصدري يؤكدون استعدادهم الامتثال لامره ودعوته.. الغريب ليس بالتواصل مع الصدر بل في القدرة على التعامل بوجهين الذي يخالف ما خرجوا له في تظاهرات تشرين.

جميع ما ينشر في هذه المدونة للكاتب والصحافي نوري حمدان وهي متاح لجميع المؤسسات الاعلامية في استخدام. يتم التشغيل بواسطة Blogger.