ادارات المدارس وقبول الطلبة
ماجد زيدان – كاتب وصحافي
مع بداية كل عام دراسي جديد تبرز مشكلة
تسجيل الطلبة والطالبات عند الانتقال من مرحلة
دراسية الى اخرى، اي من الابتدائية الى المتوسطة ومن المتوسطة الى الاعدادية، صحيح
ان كل مجموعة مدارس تكون انسيا بيتها على احدى المدارس في الرقعة الجغرافية التي تقع
فيها، ولكن هناك حالات لا تتوائم مع ظروف الطلبة وذويهم (اجتماعية ونفسية واقتصادية
ووظيفية).
وهنا تبدأ مشكلة لا تنتهي الا بسلوك اساليب
ملتوية للحصول غلى ورقة قبول من ادارة المدرسة الراغبين فيها، وتجدها فرصة للابتزاز،
فبعضها تفرض تبرعا كبيرا على ولي الامر مقابل الموافقة وهذا الذي يسمى "تبرعا" يكون اما نقدا
او عينا.
قبل ايام كان هذا الوضع مادة للحديث في
سيارة "الكيا" بين ركابها عندما صعدت سيدتان من حي الكرادة كانتا في غاية الانفعال والاستياء من تصرف مديرة
احدى المدارس معهما بشان قبول ابتيهما، واتضح ان هذه المشكلة ظاهرة وروى بعض الركاب
حوادث وقصص تؤكد ان الابتزاز سمة عامة للانتفاع مع كل اجراء فيه مجال لذلك، وان ادارات
المدارس تباع وتشترى. رغما ان العملية التربوية الحديثة ينبغي ان تتيح للطالب ان يختار
المدرسة التي يتعلم فيها ما دامت توفر الدوافع النفسية للمتلقي وتنطبق عليه التعليمات
مع مراعاة ظروفه.
مما اوردنه السيدة عن سبب اضطرارها الى
سعيها لورقة التسجيل من المدرسة التي قصدتها بان ابنتها يمكن لها ان يوصلها ابوها الى
الدوام في طريقه ويرجعها ايضا، افضل مما تدفع اجرة خط لنقلها في هذا الظرف الصعب، وهي
اقرب اليها، وصديقاتها لسنوات دراسية سجلن فيها، ومما سمعت من راكب اخر ان طالبة قبلت
في العام الماضي بوساطة نافذ ولم تقبل هذا العام اختها، وعلى ذويها ان يتبرعوا للمدرسة
"بسبلت" او ثمنه ليحصلوا على مقعدا لابنتهما.
وقيل الكثير عن ذلك، فكيف لنا ان نتحدث
عن الجانب التربوي من العملية الدراسية السليمة في هكذا حال، وماهي الصورة التي تترسخ
في ذهن الطالب وعلى ماذا نربيه؟ واي خلق نزرعه فيه؟
الواقع ان الحال التربوي الذي تعكسه هذه
الادارات مزري ويجعل من الانحراف امرا طبيعيا.. صحيح مطلوب الالتزام بالتوجيهات والتعليمات
ولكن هناك حالات استثناء ينبغي مراعاتها وتسهيل امور الطلبة وذويهم وتخفيف عبء الظروف،
وهذا امر تربوي قويم.
نتمنى على وزارة التربية تشديد رقابتها
ومتابعتها واختيار الكفاءات النزيهة لإدارات المدارس، وابعاد الاليات غير المهنية والتربوية
في التكليف بهذه المهمات، وبهذه المناسبة نقترح تدوير وتجديد الادارات كل فترة والانصات
لما يقال عن بعضها، الى جانب متابعة الاشراف التربوي وتحميله جزء من المسؤولية عما
يحدث واشراكه في الاتصال مع الاهالي بالاستماع اليهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق