الأحد، 24 يناير 2021

الرئيسية من اجمل ما كتب محمد الماغوط

من اجمل ما كتب محمد الماغوط

بقلم - صفاء العزاوي

"منذ 1400 عام عاشوا في البراري... ناموا في المضارب.. اضاووا لياليهم بإشعال الزيت والحطب... لم يعرفوا غير الرعي والسبي والغزوات.. تيمموا بالتراب... تقاتلوا... تحاربوا.. تناحروا.. تزاوجوا.. منذ 1400 عام تركوا لنا قصصا وسيرا ذاتية وأحاديث ونصوصا.. قالوا إنها مقدسة.. كما قال اللذين من قبلهم... وبعد 1400 عام يتوجب علينا أن نفكر بها كما كانوا يفكرون... ان نلبس كما كانوا يلبسون... ان نعيش كما كانوا يعيشون.. ان نتقاتل  كما كانوا يتقاتلون.. ان نتزوج كما كانوا يتزوجون..

1400 عام من التزوير.. والمطلوب أن نصدق كل ما وردنا... ونحن نشهد تزوير الحاضر .. 1400 عاما من التمترس خلف شخصيات وحكايات لا نعرف شيئا عن حقيقتها ويتوجب علينا أن لا نخرج من عباءاتهم.. ونقتدي بهم ونمتثل لهم... ان نسير في موكب تشييعهم... ان نزور اضرحتهم حتى اليوم... 1400  عاما.. ونحن نفسر ماذا قالوا... ولماذا قالوا... وماذا كانوا يقصدون...1400 عاما من الصلوات والدعاء على النصارى واليهود.. لتشتيت شملهم... ولم يتبق لنا شمل .. لتدمير أوطانهم... ولم تبق لنا أوطان... لسبي نسائهم.. ولم تسبى إلا نساء المسلمين.. 1400 عام من الزكاة... وعدد الجياع و المحرومين يزداد كل يوم في بلاد المسلمين...1400 عام من الصيام والبطون تكبر والأوزان تزيد عند شيوخ المسلمين...1400 عام من رجم الشيطان... والشيطان يتكاثر في بلاد المسلمين..

أيتها الأمة النائمة... ان من تصلون و تدعون عليهم.. وصلوا للفضاء.. ناموا على سطح القمر... شطروا الذرة... جزاوا الثانية.. اخترعوا الثورة الرقمية... وأنتم لم تفلحوا إلا بثورة الأعضاء التناسلية.. وتتدارسون حتى اليوم طريقة دخول المرحاض... وماذا يفسد الوضوء غير المرأة و الكلب الأسود.. وعندما اجتهد العلماء.. توصلوا لجهاد النكاح... وسفاح القربى... وإرضاع الكبير ووداع الزوجة الميتة..

أيتها الأمة النائمة.. الا يحق لعقولنا أن تتأثر بهذا الفيض من المعارف والعلوم والتكنولوجيا التي تحيط بنا... وهل يتوجب على عقولنا أن تبق رهينة منذ 1400 عام.. وتنهل من كل العلوم لطالما كانت صالحة لكل زمان ومكان... كما تدعون... ولو كانت صالحة لماذا بقينا على تخلفنا.. ولماذا لم يأخذ الغرب منها ...عندما نضع الحصان لفلاحه الارض.. والحمار للسباق... فلن نجني خيرا..... ولن.

جميع ما ينشر في هذه المدونة للكاتب والصحافي نوري حمدان وهي متاح لجميع المؤسسات الاعلامية في استخدام. يتم التشغيل بواسطة Blogger.