السبت، 22 أغسطس 2020

الرئيسية نتائج زيارة الكاظمي الى واشنطن بين التأييد والانتقاد

نتائج زيارة الكاظمي الى واشنطن بين التأييد والانتقاد

 تقرير – عدوية الهلالي

عول العديد من العراقيين على زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الى الولايات المتحدة مؤخرا لتوقعهم أن يقوم الكاظمي بفرض مطالبه على ادارة الرئيس الامريكي ترامب ونقل وجهات نظر الشعب العراقي وأولها اخراج القوات الامريكية من العراق، بينما يرى البعض ان الزيارة لم تكن اكثر من جلسة استماع ولم تسفر عن نتائج مرضية للعراقيين الذين ينتظرون حصول الكاظمي على دعم امريكي لحل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد فضلا عن ازمات اخرى كالسلاح المنفلت وغياب الاستقرار الامني ومشاكل الطاقة والكهرباء.. فهل ستحل امريكا ازماتنا ام انها تقف خلف كل مشاكلنا؟

يعتبر الاكاديمي والمحلل السياسي الدكتور عصام الفيلي زيارة الكاظمي الى الولايات المتحدة بالغة الأهمية بسبب التحديات الداخلية والخارجية الكثيرة التي تتطلب من الكاظمي التعامل بحكمة وروية، فهناك قوى سياسية تمثل مكونات اجتماعية ذات اكثرية عددية صوتت في البرلمان على اخراج القوات الامريكية وقوى سياسية تمتلك اكثر من 65% من الاراضي العراقية ترفض خروج هذه القوات بل انها تطالب رئيس الوزراء بضرورة ان يكون الحضور الامريكي في العراق أكثر لغرض اعمار المناطق المحررة، وهنالك ايضا الشارع العراقي الباحث عن حقه في الحياة بمواجهة حيتان الفساد والذي يطالب بدعم دولي لاعادة اموال العراق المنهوبة، فضلا عن الضغوط الايرانية الرافضة للوجود الامريكي في العراق لأنه يشكل تهديدا لأمنها القومي، والاوضاع الاقتصادية التي تمثل تحديا اكبر للحكومة العراقية، ويرى الفيلي ان هذه الزيارة ليست سوى جولة تفاوضية ولن تكون الحاسمة بل ستعقبها جولات اخرى يحقق فيها العراق أكبر قدر من مصالحه القومية التي تعيد للعراق مكانته كأحد ابرز الفواعل في المنطقة بعد غياب طويل.

اما الكاتب اياد السماوي فيرى ان لا أحد من العراقيين لا يرغب بعلاقة صداقة وتعاون مع أمريكا على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية، شريطة عدم تدّخل أمريكا في الشأن الداخلي العراقي والتعامل مع العراق كدولة مستقلة ذات سيادة، وليس كدولة تسرح قوات أمريكا فيها وتمرح من دون أن تعلم الحكومة العراقية عدد هذه القوات وعديدها.... وحاجة العراق اليوم هي في إبعاد كل القوات الأجنبية عن أراضيه وإقامة علاقات تعاون وصداقة مع الجميع وعدم جعل العراق ساحة للصراعات السياسية الأجنبية، والعراق ليس بحاجة لأي قوات أجنبية على أراضيه، حاجة العراق من أمريكا هي أن تفي بالاتفاقات الموّقعة مع العراق.. وكما أنّ صواريخ الكاتيوشا لا تعبّر عن رأي جميع العراقيين، كذلك الدعوّة للإبقاء على القوات الأمريكية في العراق لا تعبّر عن رأي جميع العراقيين.

من جهته، يرى الكاتب والصحفي مازن صاحب ان هنالك ثمة آراء ايجابية تجاه زيارة الكاظمي لواشنطن بسبب التاكيد على السيادة العراقية وانتقال العلاقات الأمنية من نموذج (قواعد الاشتباك المشترك لمقاتلة داعش) الى (التدريب والتاهيل واعادة الانتشار خارج العراق) لكن السؤال المطروح لمرحلة ما بعد زيارة واشنطن يمكن أن تظهر في ما اتفق عليه في الاعداد لانتخابات حزيران المقبل من خلال ضبط السلاح المنفلت ومكافحة الفساد السياسي لمنع استخدام كليهما في التاثير على هذه الانتخابات!! ويؤكد صاحب ان واشنطن ليست مؤسسة خيرية لمساعدة العراقيين.. بل دولة مؤسسات تتعامل اليوم مع دولة اشباح امنية وسياسية واقتصادية في العراق... ومطلوب من الكاظمي تكوين الحد الادنى المطلوب لدولة قادرة على انجاز انتخابات بمعايير مقبولة تمنع أموال الفساد السياسي والسلاح المنفلت من التاثير عليها.

ويرى الكاتب ومدير مرصد الحريات الصحفية هادي جلو مرعي ان هناك آمالا عريضة معلقة على زيارة رئيس الوزراء الكاظمي، وماحصل عليه من وعود طالما حصل عليها آخرون قبله ممن زاروا واشنطن، ولكن كل ذلك مرهون بثقة الولايات المتحدة بالدولة العراقية التي تراها تغرد خارج السرب الأمريكي، وبالتالي فليس ممكنا توقع الأحسن من الإدارة الأمريكية، ولاننسى أن رؤساء ديمقراطيين وجمهوريين تعاقبوا على البيت الأبيض خلال السنوات التي تلت الإحتلال، إلا إن شيئا لم يتغير، بل زادت الأوضاع سوءا، وبقيت واشنطن غير جادة في التعامل على مستوى من الإنسانية، والأهمية مع الملف العراقي الذي بقي ملفا مهملا يغطيه التراب، ولااحد لديه الرغبة في التعامل معه كما يتمنى العراقيون الذي ملوا الحروب والحصارات الأمريكية، والفساد، والنزاعات، والفوضى، ويبحثون عن بصيص أمل حتى لو جاء من ترامب الذي يفكر أن يفوز، ويعزز مكاسبه الإنتخابية بتصريحات رنانة، فهو يريد الفوز، والكاظمي يريد تقوية حضوره في العراق، والعراقيون يريدون الكهرباء والماء، والخدمات، ومحاربة الفساد، وان يروا وطنهم كما هي البلدان التي يسافرون إليها، فيندهشون لما يرون فيها من عمران، ونظافة، وحياة، وتقدم، مشيرا الى ان هنالك شيئا بمقدور الكاظمي إستثماره لصالحه، ولصالح شعبه، ليبعد عنه الحرج، والمتمثل بوعد ترامب بسحب مابقي من قوات قليلة في العراق، وهو مطلب خصوم الكاظمي قبل مناصريه.

في الوقت الذي يرى فيه المحلل السياسي أحمد الزيدي ان نتائج زيارة الكاظمي للولايات المتحدة ايجابية وواعدة طالما اقتنع الامريكان بأن علاقتهما بالعراق هي علاقة قائمة على أساس الشراكة والندية، وقد اثمرت عن اتفاقيات وعقود في مجال الطاقة ودعم للأقتصاد عن طريق تنمية القطاع الخاص فضلا عن احترام سيادة العراق وقرارات الحكومة والبرلمان العراقيين مع دعم الانتخابات المبكرة وحرية التعبير والصحافة وتقديم المسؤولين عن قتل المتظاهرين للعدالة، مشيرا الى حاجة العراق لهذه الشراكة في مثل هذا الظرف الذي يمر به.

جميع ما ينشر في هذه المدونة للكاتب والصحافي نوري حمدان وهي متاح لجميع المؤسسات الاعلامية في استخدام. يتم التشغيل بواسطة Blogger.