دجلة الخير –
السليمانية
قدم الباحث الكردي وطالب
الدكتوراه سالار تاوكوزي، ندوة في مركز المنظمات المدنية في قضاء رانية التابع لإقليم
كردستان العراق بعنوان (التطرف الديني، قراءة سوسيولوجية في الرواية العراقية المعاصرة).
وفي تلك الندوة التي حضرها
جمع غفير من النخبة المثقفة و المسؤولين في حدود ادارة رابرين، تحدث الباحث عن التطورات
التي شهدتها الرواية العراقية في مرحلة ما بعد الإحتلال للجمهور الكردي، مشيرا إلى
أنه قرأ 53 رواية عراقية لاحظ فيها أن رواية
هذه المرحلة تهتم بموضوع العنف والتطرف بشكل لافت بالإضافة إلى كسر تابوهات الدين والسياسة
والجنس والاهتمام بالمسكوت عنه والمهمش في المجتمع العراقي الراهن.
وأوضح تاوكوزي في تصريح
له أن السبب وراء اختيار هذا الموضوع يرجع إلى علاقته المباشرة بواقع المجتمع العراقي
وأن المهتمين بقضايا العنف والتطرف أولوا اهتمامهم بالتطرف في الدين والسياسة والإعلام
أكثر بكثير من إثارته خلال النصوص الأدبية ولاسيما النص الروائي الذي نجد فيه اسباب
ومعالجات التطرف على نحو أكثر دقة وتفصيلا.
وأضاف تاوكوزي أنه شعر
بوجود قطيعة بين الثقافة الكردية والعربية وفي مقدمتها الثقافة العراقية منذ عام
1991 لأسباب سياسية، لذلك اختار نصوصا روائية عراقية محورا لندوته في بيئة كردستانية.
وفي جانب آخر من حديثه،
سلط الباحث الضوء على أن أسباب التطرف من منطلق الرواية العراقية المعاصرة تتلخص في
عدم وجود العدالة الاجتماعية والتوظيف السياسي للدين وأحادية المنهج الفكري الديني
والقراءة المغلقة النصوص الدينية والميل إلى
الانتقام وثقافة العنف والتطرف التي ورثها المجتمع العراقي وتحريض بعض رجال الدين على
التطرف والطائفية وتهجير أتباع الأقليات الدينية وإقصائهم وإكراههم سياسيا واجتماعيا ودينيا فضلا عن تأثيرات
البيئة والتربية والتنشئة الاجتماعية وسايكولوجية أفراد المجتمع.
وبين، أن العلاج هو نشر
ثقافة التعايش وقبول الآخر وإعادة القراءة في المنظومة الدينية وتحديث المناهج التربوية
وبالأخص المناهج الدينية وتغيير الصورة النمطية التي تشكلت للآخر المختلف دينيا في
الذاكرة الجماعية للعراقيين.
يذكر أن سالار تاوكوزي
باحث كردي في مجالي الدين والأدب. درس العلوم الدينية في الكتاتيب لمدة سبع سنوات.
وحصل على الماجستير في الأدب المقارن. وسيحصل على الدكتوراه في الأدب العربي المعاصر.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق