الخميس، 8 مارس 2012

الرئيسية طريق الشعب العدد 137 الأحد 4 أذار‏ 2012

طريق الشعب العدد 137 الأحد 4 أذار‏ 2012


مدير مستشفى ابن البيطار لـ"طريق الشعب" :
لــــدينا أطبــــاء متـــميزون في جراحــــــة القلــــب والأوعيــــــة الدموية



نوري حمدان
مستشفى ابن البيطار لجراحة القلب من المستشفيات التخصصية النادرة والمتميزة في العراق، وهي مركز تخصصي لجراحة القلب والاوعية والشرايين، حيث تقوم المستشفى باستقبال حالات كثيرة من المرضى الذين يعانون من امراض القلب وللاطلاع على عمل المستشفى التقينا الدكتور حسين علي الحلي مدير المستشفى، وأجرينا معه الحوار التالي:
* متى تأسست مستشفى ابن البيطار وبماذا تختص؟
- بدأ التفكير بتأسيسها سنة 1992، وهي مركز تخصصي لجراحة القلب، وكان العراق أول دولة في الشرق الأوسط أجريت فيها جراحة القلب وأول عملية جراحية كانت عام 1964 ولما كرس له من الاهتمام أصبح لدينا أربعة مراكز لجراحة القلب عام 1992، مركز في مدينة الطب ومركز في ابن النفيس وأخر في مستشفى الكاظمية والأخير في مستشفى الرشيد العسكري، ولكن هذه المراكز الأربعة كان عملها لا يتجاوز المريضين في الشهر الواحد لكل مركز، وبعد دراسة هذا الموضوع من قبل الأساتذة تقرر أن تجمع هذه المراكز بمركز واحد والسبب يعود إلى غياب التنسيق ما بين المراكز، ونقص المواد الطبية التي تستعملها وبعض الأحيان بمركز دون الأخر لذلك توحدت جميعا في هذه المستشفى التي كانت تدار من قبل الايرلنديين منذ عام 1979 حتى عام 1990 وبسبب الحرب خرجوا من العراق.
فتقرر أن تكون مركز ابن البيطار لجراحة القلب في الشهر الرابع عام 1992 حيث بدأ العمل كمركز تخصصي من خلال تهيئة ردهات العناية المركزة وصالات العمليات واستمر العمل حتى الشهر الرابع عام 1993 أي استغرق العمل سنة كاملة وجمعت المراكز الأربعة بهذه المستشفى التي سميت ردهاتها بأسماء تلك المراكز.
وبسب الحصار كان العمل بالأجهزة القديمة والبعض منها معطل، حتى قرار مذكرة "النفط مقابل الغذاء والدواء" حيث توفر تخصيص مالي لوزارة الصحة فتم تجهيز المستشفى بأجهزة جديدة بالكامل وأصبح عملها بمستوى جيد، وعادت الحرب مرة أخرى في عام 2003 لتسبب انتكاسة في المستشفى فقد كان للقصف الجوي نصيب وللنهب والسلب نصيب اخر بتدمير المستشفى بالكامل حيث صدر تقرير من الأمريكان أن المستشفى قد دمر نسبة 75% والجدير بالذكر هنا أننا قد طلبنا من الأمريكان أن يحموا المستشفى من النهب والسلب لكن دون جدوى نحن حاولنا أن نحميها واشترينا قطعتين من السلاح ولكن صودرت منا من قبل الأمريكان، وبعد عشرة أيام تمكنا من السيطرة على المستشفى وعقدنا اجتماعا للمنتسبين كافة، وكان أمامنا خياران الاول أن تغلق المستشفى وهذا ما نصح به الأمريكان والأخر أن نعيدها إلى العمل فكان القرار أن نعمل على إعادتها للعمل ونقسم المنتسبين إلى أقسام منهم من يعمل بداخلها في التنظيف والترميم ومنهم خارجها للبحث عن الأجهزة التي سلبت ونهبت خصوصاً، وان الناس قاموا بتسليمها إلى الجوامع وبالفعل تمكنا من إعادة الأجهزة، وفي الشهر الخامس عام 2005، فتحنا العيادة الخارجية وكان من المهم ان سجلات المرضى لم تنهب وهذا عامل مؤثر في عملنا في العيادة الخارجية حيث أن الأجهزة ممكن تصليحها ولكن السجلات لا يمكن إعادتها.
بعد ذلك جاءت منظمة الإسعاف الأولية الفرنسية وتعاونت معنا بتصليح زجاج نوافذ العيادة الخارجية وطلاء جدرانها، وفي الشهر السادس فتحنا الردهات وفي السابع العناية المركزة وكانت في الكافتريا، استغلينا كل المساحات والتي من الممكن الاستفادة منها، وبدأنا بإجراء العمليات في الشهر التاسع واخذ العمل يستمر.
* بعد كل هذا الانجاز كيف ترى المستشفى اليوم؟
- المستشفى اليوم بمستوى جيد، ومنذ عام 2006 وصلنا إلى مستوى جيد في العمل ولدينا أطباء يعملون عمليات كبرى في القلب، وبقيت أمامنا صعوبات في جراحة قلب الأطفال حديثي الولادة وذوي الوزن القليل وهذه نعاني منها من منذ زمن إذ لا يوجد أطباء متخصصون في هذا الجانب في العراق.
كانت فرق أجنبية تأتي للعراق تنجز عددا بسيطا من عمليات الاطفال ويذهبون ولا يدربون الاطباء العراقيين على عملها.. وكانت العمليات تخضع للمحسوبية والمنسوبية .
لكننا قررنا ان نعمل هذه العمليات فقمنا بتدريب الاطباء من خلال فتح قناة مع فرنسا لتدريب عدد من الاطباء وبدأنا العمل بعد عودة الاطباء من فرنسا ولكن جراحة القلب عملية خطرة وتحتاج الى وقت، وانا أخبرت وزير الصحة بان لا ينتظر منا نتائج في هذا الوقت نعم بعد خمس سنوات لان أطفالنا عزيزون وليسوا حقولاً للتجارب.
* هل هناك أعمال جارية لتطوير المستشفى؟
في الوقت الحالي يوجد اعمار وتطوير في المستشفى وسينجز خلال عام 2012 وسوف تكون لدينا 12 صالة عمليات بدلا من أربع، وسيكون لدينا 24 سرير في العناية المركزة بدلا من 8 أسرة، وكما سيكون استيعاب المستشفى 300 سرير بدلاً من 100 سرير. وبذلك نتمكن من خدمة عدد اكبر من المرضى ولكن هذا ليس الحل أيضاً فحضور المريض من المحافظات إلى بغداد للعلاج فيه إثقال على كاهله، فاقترحنا أن تفتح مراكز في المحافظات وبالفعل تم فتح 14 مركزا للقسطرة وسوف يستمر العمل فيها حتى تقام فيها عمليات جراحة القلب في المحافظات، بقيت أربع محافظات فقط هي الكوت وديالى وكركوك والانبارليس فيها هكذا نوع من المراكز، نعم سيفتح في الفترة القصيرة القادمة مركز قسطرة في الفلوجة وهو لا يكفي للانبار طموحنا أن يكون في الرمادي أيضاً حيث أن الانبار كبيرة وطرقها طويلة مما يجعل المناطق البعيدة منها مثل عانه وهيت والأبعد منها يذهبون إلى سوريا ومع الأسف ويواجهون صعوبات ومتاعب هناك ويتحولون إلى سلع.
ولدينا مراكز تخصصية في جراحة القلب مؤهلة في المحافظات السليمانية واربيل وفي النجف تم إجراء عملية جراحة القلب وهي بحاجة إلى وقت أيضاً وفي الناصرية سوف يتم اكمال بناء المركز وسيكون مركزا يفتخر به.
* هل ترى في الموازنة تخصيصات كافية لعملكم؟.
- في العام الماضي مررنا بأزمة مالية كبيرة، وان جراحة القلب تحتاج إلى مواد كلها مستوردة وهي باهظة الاثمان ونحن نبحث عن أفضل النوعيات، وان القسطرة العادية تكلف 1000$، واقل عملية جراحية تكلف 5000$، نعم ان وزارة الصحة لم تبخل على المرضى لكن الميزانية لم تكن بالمستوى المطلوب. في دول العالم خصوصاً الأوربية تكون نسبة وزارة الصحة كبيرة في الموازنة اضافة الى علاقة الضرائب بالصحة. نحن في العراق منذ عام 1986 لم تبن أي مستشفى بالرغم من زيادة نفوس العراق، على سبيل المثال مستشفى اليرموك عليها زخم كبير وهي تأسست عام 1970 ولم تكن المناطق التي أصبحت جديدة حولها من المحمودية الى اليرموك، يجب ان تكون هناك خمس مستشفيات بخدمة هذه المناطق ونحن ليس لدينا غير مستشفى اليرموك، لذلك لدينا نقص حاد.
* بماذا تتميز مستشفى ابن البيطار علميا وطبيا؟
- نحن هنا في المستشفى نقوم بعمليات جراحة القلب والقسطرة كافة وكل عملياتنا معقدة وخطرة وكلها متميزة خصوصاً المريض المتأخر تشخيصه ويكون بحالة صعبة وتجرى له العملية وتنجح وان عمليات الصمام أصبحت من العمليات البسيطة، ونهتم بالجانب العلمي،المؤتمرات المهمة التي تعقد في أوربا يحضرها أطباؤنا ، وكل ما هو جديد يدخل إلى المستشفى من أجهزة ومستلزمات، ولدينا أطباء يمتلكون كفاءة جيدة واذكر أرسلنا فريقامن الأطباء إلى فرنسا عام 2007 للتدريب اعتذر الفرنسيون لوضعهم برنامج اقل من كفاءة أطبائنا وقالوا لنا علينا أن نضع برنامجاأكثر تطوراً، وانا اطلعت على البرنامج وأخبرت الجانب الفرنسي بأننا لسنا بحاجة لهذا البرنامج وإنما الى برامج متطورة وبالفعل تغير البرنامج بما نحتاجه، وان أطباءنا كلهم تدربوا في أوربا، بقي لدينا التمريضيون حيث نواجه مشكله في تدريبهم في أوربا بسبب اللغة لذلك قمنا بتدريبهم في مستشفى فرنسي ببيروت، والهدف الحقيقي من تدريبهم أن يتعلموا نظام العمل وهو ما نحتاج إليه ، و قمنا بتدريب كوادر المراكز التي فتحت في المحافظات وبعضها نرسل لهم فريقا لادارة العمل وحسب توجيهات وزير الصحة السابق والحالي، ان كل هذه المراكز هي كتلة واحدة ومستشفى ابن البيطار هي الام عليها تدريبهم ورعايتهم، والتدريب مستمر بشقين خارج العراق وداخله.
* هل من كلمة أخيرة توجهها للمراجعين من المرضى؟.
- انا اقول للمريض ان هذه المستشفى بخدمته ونحن نسعى الى عدم التقصير باي شيء ونطلب من المريض الصبر والمرضى يشاهدون الزخم الحاصل علينا، وان اطباءنا من أكفأ الاطباء وكلهم يسعون لخدمة المريض، ولكن بعض الاحيان العين بصيرة و اليد قصيرة، ونحن نعرف كلهم مرضى ونعرف من هو محتاج الى عملية مستعجلة او لا، ولا يمكن ان يكون المريض بحاجة الى عملية مستعجلة ونحن لم نعملها له هذه حياة إنسان ونحن مسؤولون عنها وبالوقت نفسه طاقاتنا محدودة، وأرجو من المراجعين الالتزام بضوابط المستشفى وهي لسلامتهم.

جميع ما ينشر في هذه المدونة للكاتب والصحافي نوري حمدان وهي متاح لجميع المؤسسات الاعلامية في استخدام. يتم التشغيل بواسطة Blogger.