دجلة الخير - بغداد
قال المفكر الدكتور الراحل
فالح عبد الجبار، في أحدى المحاضرات التي ألقاها في بغداد قبل رحيله التي مرت الذكرى
السنوية الأولى يوم امس، "الدولة هي ليست جهازاً للحكم فقط، بل هي أيضاً ممثل
للجماعة الوطنية والأخيرة تستلزم الرضا".
وقال الراحل "بدأ
انهيار مشروع الدولة بوصفها ممثل للأمة العراقية عام 1958 عندما بدأت دائرة التمثيل
تضيق، من العسكر القابض على السلطة الذي اغلق مجلس الأعيان والمحكمة الدستورية وتحول
الى الدولة المحتكرة لكل شيء عام 1964 حينما بدأ عبد السلام عارف بمشروع تأميم المصانع
لتتحول الدولة ذات مجال ونوع واحد".
مؤكدا ان "الضيق اشتد
على الأمة حينما اصبحت الدولة تحتكر كل شيء، بما فيه المجال الثقافي فصارت الدولة ممسكة
حتى على النقابات والجمعيات وغيرها مما سبب هذا التدمير الممنهج كارثة كبرر لنواة المجتمع
المدني".
وذكر ان "مشكلة الريع
انه لا يبني ديمقراطيات حقيقية كون الممسك على الريع هو الممسك على الأمة ويستطيع ان
يمارس الإبتزاز الى جميع الطبقات ويعيد تشكيلها من جديد وبالتالي يسحبها نحو إيديولوجيا
الحاكم".
لافتا الى ان "الحملة
الإيمانية هي اعلان افلاس إيديولوجيا البعث الرسمية وهو الإنهيار الأخير للدولة العراقية
وتنظيماتها، فمن اجل البقاء في السلطة قام الحاكم بحملة دينية/عشائرية وسط نظام حكم
قرابي شديد من اجل البقاء في السلطة".
وشدد فقيدنا الراحل فالح
عبد الجبار، على ان "الفترة الأفضل في تأريخ العراق الحديث هي الحقبة الملكية
لأنها تمتلك جهاز تمثيل عادل للأمة ومع قنوات ضغط مدعومة بإقتصاد السوق".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق