تتصاعد الاحداث السياسية والامنية في منطقة الشرق الاوسط في اليومين الاخيرين بعد اعلان تركيا انضمامها الى الحرب ضد داعش والسماح الى التحالف الدولي الذي تقوده امريكا باستخدام قاعدة "انجرليك".
قاعدة إنجرليك الجوية مطار عسكري يتبع القوات الجوية التركية ويقع في مدينة اضنة جنوب شرق تركيا، تسعى الولايات المتحدة لاستخدامها في مواجهتها داعش.
لم تختصر تركيا اعلانها الحرب على داعش بل وسعت جبهتها بتوجيه ضربات الى الحزب العمال الكرستاني (PKK) برغم من عزمها على استمرار عملية السلام بين الحكومة التركية والـ(PKK).
الحزب العمال الكردستاني لم يتوقف امام الحرب ضد داعش وبرز من بين الفصائل التي اعلنت الحرب بشكل واضح ضد داعش، وبعد اعلان تركيا حربها ضد داعش يفترض ان يعد الـ(PKK) شريكاً للحكومة التركية بهذه الحرب، ولكن تركيا لم تعده شريكاً بل عدواً ووجهت له الضربات كما وجهت الضربات لداعش، هنا بات التوقف مطلوب لفهم ما تبتغيه تركيا من هذه الحرب، بالتالي كان لنا سؤال:
لماذا خلطت تركيا الاوراق لضرب الـPKK حزب العمال الكردستاني الذي قاتل داعش قبل تركيا؟
وقد نشرنا هذا السؤال على موقع التواصل الاجتماعي في مجموعة "نريد ان نعرف" وهي تضم اكثر من 8 الاف عضو اغلبهم من السياسيين والمثقفين والاعلاميين وكانت الاراء التالية:
قال ثامر قاسم وهو اول المعلقين "لان تركيا تعتبر الدولة الكوردية ومن يفكر بها اكبر خطرا من داعش عليها وعلى امنها ومستقبلها كدولة.. وان اغلب الضربات الجوية التركيه ضد الـ(PKK)".
لم تخلو التعليقات من الحماس والتضامن مع الـ(PKK) حيث قال ماجد في تعليقه "عاش الحزب العمالي الكرستاني".
اما كاروان زادا يقول "لان تركيا من الدول الدكتاتورية الكبرى".
وفوض تحسين الموضوع الى الله حيث قال في تعليقته "تخبطها والله يصفيها".
واشار علاء ادم الى ان "تركيا تعرف ما تقوم به؟؟"، مؤكداً تركيا "لديها خطوط استخباراتية دقيقة وتمتاز بدقة المعلومة؟؟"، ويواصل ويقول "فمن المؤكد لها اسبابها في خلط الاوراق؟؟"، وللامانة المهنية لم نحذف علامات الاستفهام التي وضعها على في نهاية كل جملة.
احمد يقول في تعليقه الى ان "تركيا تريد أن تحصل على تفويض من الأمم المتحدة والحلف الأطلسي على قرار لمكافحة الإرهاب بدون تشخيص مصدر الإرهاب". مضيفاً "بعد الحصول على هكذا تفويض ستقصف مواقع حزب العمال الكردستاني بحجة مكافحة الإرهاب واضعاف مقاتلي الكرد أمام داعش". لافتاً الى انه "بهذه الطريقة تضعف الكرد وتدعم لقيطها المدلل داعش".
اسو رشيد وصف ما تقوم به تركيا هو "ضرب الكرد من اجل اعادة هيمنة داعش على خط الامداد القادم من تركيا بعد الانتصارات الاخيرة لوحدات الحماية الشعبية الكردي على داعش وقطعها خط الامداد القادم من تركيا"، مشيراً الى انه "كان لابد من تحرك تركي لدعم داعش والذريعة هي ضرب داعش، عدد الطلعات على داعش لم تتجاوز ١٠ طلعات جوية لكن عدد الطلعات على الكرد تجاوز ٦٠ طلعة عدا القصف المدفعي ودخول الجيش التركي في حدود سوريا من الجانب الكردي".
يعود ثامر قاسم الذي كان اول المعلقين لتعزيز ما قاله في تعليقته الاول، ان "تركيا لديها ما يقارب الـ٢٥ مليون كوردي وتشكيل اي كيان مهما كان ضعيفا، كحكم ذاتي او خصوصيه او غيرها يشكل اكبر تهديد للامن القومي التركي". مشيراً الى ان "هم اعتراف كقومية كوردية وحقوق بسيطة لا يعترفون بها فكيف كيان . كما ذكرت بتعليقي السابق اغلب الضربات الجويه كانت ضد الـ(PKK) واما ضد داعش فهي جزء يسير جدا".
ويبقى المراقب يتابع ما تقوم به تركيا على الصعيد السياسي والعسكري قد حصلت على موافقة عقد اجتماع للـ"ناتو" ومن المقرر عقده اليوم وقواتها العسكرية متواصلة بهجماتها.
NRT// تقرير: نوري حمدان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق