الاثنين، 19 ديسمبر 2022

الرئيسية 20 عاما على قرار غزو العراق وواشنطن تواصل انتهاك القانون الدولي

20 عاما على قرار غزو العراق وواشنطن تواصل انتهاك القانون الدولي

20 عاما على قرار غزو العراق وواشنطن تواصل انتهاك القانون الدولي

عراق دُمر بالكامل

مرت الذكرى العشرون لصدور قرار الكونغرس الذي فوض القوات العسكرية الأميركية وحلفاءها استخدام القوة ضد العراق لإسقاط النظام الدكتاتوري السابق. ويعرف التفويض بـ"قرار العراق" الذي صدر عام 2002 كقانون عام حمل الرقم 107 - 243، ليسمى لاحقا "عملية تحرير العراق" ويشكل منعطفا خطرا في مصير البلاد والمنطقة بأسرها.

إن قرار الحرب الذي جاء وفق مقاسات حكومات الغرب لا لتطلعات الشعب العراقي التواق إلى الحرية، أسفرت وفق بعض التقديرات عن مصرع حوالي 800 ألف إلى مليون و300 ألف مواطن، فضلا عن تداعيات كارثية دمرت كل شيء تقريبا وولدت عملية سياسية مشوهة تقوم على الفساد ومفاهيم اللادولة.

وفي حلول الذكرى العشرين لهذا القرار، أجرت منظمة Truthout وهي منظمة إخبارية غير ربحية مهتمة بتقديم التقارير المستقلة التي تركز على قضايا العدالة الاجتماعية، مقابلة موسعة مع العالم الأميركي نعوم تشومسكي، لمشاركة آرائه بشأن أسباب هذه الحرب وتداعيات جريمتها المروعة ضد الإنسانية.

تشومسكي بروفيسور فخري في قسم اللغويات والفلسفة بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا واستاذ اللسانيات الحاصل على جائزة Agnese Nelms Haury في برنامج البيئة والعدالة الاجتماعية في جامعة ايرزونا. هو أحد أكثر العلماء الذين يستشهد بهم: مثقف شهير جدا يعتبره الملايين كنزا وطنيا ودوليا.

ويملك هذا العالم المهتم بشؤون الشرق الأوسط ويهاجم باستمرار السياسات الغربية الاستعمارية، أكثر من 150 كتابا منشورا في علم اللسانيات، الفكر السياسي والاجتماعي، الاقتصاد السياسي، الدراسات الاعلامية، السياسة الخارجية للولايات المتحدة والشؤون الدولية.

وبالإضافة إلى ذلك، يولي تشومسكي الذي سيدخل عامه الخامس والتسعين، اهتماما خاصا بالشأن العراقي ولديه الكثير من النتاجات بشأن قضاياه. بينما يمثل كتاب “مداخلات” أحد أبرز المطبوعات التي أصدرها لمناقشة التناقضات الغربية بخصوص احتلال العراق وما بعده.

اعتراضات خجولة على الحرب المدمرة

20 عاما مضى على تفويض الكونغرس بغزو العراق رغم الاعتراضات الكبيرة. العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين البارزين انتهى الأمر بهم بإسناد الحرب، بضمنهم جو بايدن. للمقاصد التاريخية والمستقبلية، ما هي أسباب وتداعيات هذه الحرب؟

تشومسكي: هناك أنواع عديدة من الإسناد لهذه الحرب، تتراوح من الصريح الى الضمني. أن النوع الأخير يتضمن هؤلاء الذين يعتبرونها ليس أكثر من (خطأ استراتيجي فاحش) كما رأى اوباما. كان هناك جنرالات نازيون عارضوا قرارات كبرى لهتلر واعتبروها “اخطاء استراتيجية فاحشة”. لا نقدر أن نعتبرهم معارضين للعدوان النازي.

اذا استطعنا ان نرتقي إلى مستوى الالتزام بالمعايير التي نطبقها على الآخرين، حينها سندرك أنه لم يكن هناك سوى معارضة مبدئية قليلة داخل مراكز صنع القرار بشأن الحرب على العراق، بضمنها الحكومة والطبقة السياسية. كما هو الحال مع قضية الحرب الفيتنامية وغيرها من الجرائم الرئيسة.

بالطبع، كانت هناك معارضة شعبية قوية. لدي تجربة خاصة معها في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. دعا الطلبة إلى تعليق الدروس ليتسنى لهم المشاركة في التظاهرات الشعبية الضخمة قبل أن تندلع الحرب على العراق بشكل رسمي. أنه شيء جديد في تاريخ الإمبريالية، ولاحقا حصل لقاء في كنيسة وسط المدينة لمناقشة الجريمة الوشيكة وما الذي تنذر به.

الأمر ذاته كان في جميع انحاء العالم، لدرجة أن “دونالد رامسفيلد” خرج مع تمييزه الشهير بين أوربا القديمة وأوربا الجديدة. أن أوروبا القديمة وفق رأيه هي الديمقراطيات التقليدية، الموضة القديمة المحافظة من حيث الأفكار والآراء، والتي لا يتفق معها الأمريكيون بسبب غرقها في المفاهيم المملة، مثل القانون الدولي، الحقوق السيادية وغيره من الكلام الفارغ الذي عفا عليه الزمن، على حد تعبيره.

أما أوروبا الجديدة فهي شيء مغاير، هي الأخيار: مجموعة قليلة من الدول التي كانت تابعة إلى روسيا في السابق، تتبع الآن أثر واشنطن. وإحدى الديمقراطيات الغربية هي إسبانيا، عندما انحاز رئيس وزرائها في ذلك الحين، “خوسيه ماريا أزنار” الى جانب واشنطن، متجاهلا الأغلبية المطلقة من آراء شعبه. مقابل هذا الموقف، كوفئ لاحقا بدعوته للانضمام مع “جورج بوش” و”توني بلير” اللذين أعلنا عن غزو العراق. أن هذا التمييز يعكس تقاليدنا العميقة المهتمة بالديمقراطية!

لتكملة القراءة اضغط هنا

جميع ما ينشر في هذه المدونة للكاتب والصحافي نوري حمدان وهي متاح لجميع المؤسسات الاعلامية في استخدام. يتم التشغيل بواسطة Blogger.