الخميس، 3 سبتمبر 2020

الرئيسية ماكرون يختم زيارته بتجديد دعم بلاده للسيادة العراق.. وصالح يؤكد تطلع بلاده إلى دور محوري وأساسي في المنطقة

ماكرون يختم زيارته بتجديد دعم بلاده للسيادة العراق.. وصالح يؤكد تطلع بلاده إلى دور محوري وأساسي في المنطقة

 دجلة الخير - بغداد

انهى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، زيارته للعراق، بعد حضوره مأدبة غدا اقامها رئيس الجمهورية برهم صالح، على شرف لاول، في قصر بغداد، وأكد ماكرون عدم توقيعه اي اتفاقية او معاهدة مع العراق، مشيرا الى انه وضع خطوط عامة لابرام اتفاقات بين البلدين، مشيرا الى انه يتطلع الى زيارة رئيس الجمهورية برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الى باريس.

ماكرون، أكد في مؤتمر صحافي مشترك مع صالح، اللتزام فرنسا بالوقوف إلى جانب العراق بالحرب ضد الإرهاب في إطار التحالف الدولي، مشدداً على ضرورة احترام السيادة العراقية، لافتا الى ان "العراق يمر بتحديات وهو الآن أمام مرحلة مفصلية كون داعش لايزال موجوداً في المنطقة وعلى الأراضي العراقية، وأن فرنسا ملتزمة"، موضحا أن "التحدي الثاني الذي يواجه العراق هو التدخلات الخارجية العديدة التي أتت من سنوات ماضية أو مؤخراً ومن شأنها أن تضعف الحكومة والدولة وتؤثر على مصالح الشعب العراقي".

وأضاف الرئيس الفرنسي أن "أهمية الزيارة تأتي لما يمثله العراق من دور في المنطقة"، قائلاً "أنتم مهد الثقافات وأنتم قوة من أجل الاستقرار ولكم دور مهم وعلاقات مميزة في جغرافية هذه المنطقة، ووصف لحظات وجوده في بغداد بالمهمة جداً"، مؤكداً أننا واثقون أنكم ستقودون مرحلة انتقالية مهمة في بناء السيادة العراقية، مجددا دعم بلاده والمجتمع الدولي للعراق، مبيناً هناك إرادة في تنفيذ سياسة حازمة في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والتربوية والثقافية وهذه هي مصلحة المجتمع الدولي وفرنسا بدعم العراق.

ماكرون، اكد ايضا في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، أنه يتطلع الى تعزيز التعاون في المجالات العسكرية والثقافية والاقتصادية والصحية، إضافة الى التعاون في مجال التربية والتعليم، كما أكد التزام بلاده بالشراكة الثنائية بين البلدين، مبينا أن العراق يلعب دورا مؤثرا في المنطقة، مؤكدا دعم فرنسا والمجتمع الدولي للعراق وهو يواجه تحديات كبيرة، في مقدمتها التحديات الأمنية.

وقال الرئيس الفرنسي، لرئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، انه "حرصتُ على زيارة العراق، وهي زيارتي الأولى له بعد عدة زيارات وزارية، وذلك لنعبر عن دعمنا للعراق وللمرحلة التاريخية والديمقراطية التي يمر بها"، مضيفا أن "هناك تاريخاً يربط بين بلدينا، ولقد قاتلنا الإرهاب معا وسنستمر"، مشيداً بشجاعة القوات المسلحة العراقية. كما أكد الرئيس الفرنسي رغبة بلاده بتعزيز الشراكة مع العراق، معلناً وضع خارطة طريق مشتركة للتعاون بين البلدين.

واشار ماكرون، الى تبني تنمية استراتيجية واقتصادية واجتماعية وتعليمية، مشيرا إلى ضرورة التعاون المستمر بين البلدين والسلطتين التشريعيتين لتنفيذ هذه الاستراتيجية، وذلك من خلال النواب باعتبارهم ممثلين سيعبرون عن حاجة مناطقهم، مؤكداً أن رئيس الجمعية الفرنسية سيتواصل مع رئيس مجلس النواب، لتنسيق التعاون بين البرلمانين، من أجل الانطلاق بتطبيق الاستراتيجية في عموم مناطق العراق، مشيراً إلى أن فرنسا تدرك التحديات التي تواجه العراق، وهي إلى جانبه.

اما في شأن اقليم كوردستان، أبدى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، في اجتماع مع رئيس اقليم كوردستان نيجيرفان البارزاني، دعم بلاده لإقليم كوردستان، وجهود حل مشاكله في إطار الدستور، مؤكدا على أنه سيكون مسروراً بزيارة أربيل وزيارة إقليم كوردستان خلال زيارته القادمة للعراق.

رئيس الجمهورية برهم صالح، أكد، للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "القيادة العراقية تتطلع إلى دور محوري للعراق وأساسي في المنطقة، موضحاً أن المنطقة شهدت الكثير من الحروب والصراعات ولابد من تعزيز الاستقرار فيها، وهذا ينطلق من تعزيز دور العراق كدولة مقتدرة ذات سيادة تتمتع بعلاقات متوازنة مع جيرانها والمجتمع الدولي، مشددا على احترام سيادة العراق وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، مؤكداً أنه لن يكون ساحة صراع للآخرين، والجميع مدعوون لدعم استقراره بما يضمن تحقيق تطلعات شعوب المنطقة في التنمية والازدهار.

وبشأن الجانب الاقتصادي ذكر الرئيس أن "هناك العديد من المشاريع والعقود التي سيتم الإعلان عن مجموعة منها والتي من المؤمل أن تخدم الاقتصاد العراقي والعلاقات بين البلدين، مشيرا الى انه "نتطلع لزيارة طويلة للرئيس ماكرون العام المقبل يزور فيها مناطق مختلفة، فصديقنا حريص على دعم العراق ودعم تطلعات شعبه في الحياة الحرة الكريمة"، مثمنا الدور الفرنسي المتميز بمساعدة العراق في مواجهة الإرهاب وتحقيق الانتصار عليه بفضل تضحيات العراقيين وصمودهم.

وفي المأدبة، التي قامها رئيس الجمهورية على شرف الرئيس الفرنسي، في قصر بغداد، وحضرها رئيسا مجلسي الوزراء والنواب مصطفى الكاظمي ومحمد الحلبوسي ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق الزيدان ورئيس المحكمة الاتحادية مدحت المحمود ورئيس إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني وكبار المسؤولين من الجانبين ورؤساء الطوائف العراقية، اكد صالح انها مناسبة مهمة نجتمع كعراقيين للاحتفاء بضيفنا العزيز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ونؤكد له على أهمية العلاقات التي تربطنا بفرنسا ونتطلع إلى تعزيز تلك العلاقة.

مصطفى الكاظمي رئيس مجلس الوزراء، أكد للرئيس الفرنسي، أن "العراق ما زال يعيش ارتدادات الحرب ضد الإرهاب، وتحرير كامل أراضيه من تنظيم داعش الإرهابي، مع حرص الحكومة على تأهيل المناطق المتضررة وإعادة جميع النازحين الى مناطقهم، وتوفير الأجواء الآمنة لهم.

وفي المجال الاقتصادي أكد الكاظمي أن الاستثمار في مجال الطاقة الكهربائية متاح أمام الشركات الفرنسية، حيث يعاني العراق من مشكلة في إنتاج الطاقة الكهربائية، وإمكانية الاستفادة من مفاعلات الطاقة النووية في إنتاج الكهرباء، في الوقت الذي يتطلع فيه العراق الى المزيد من التعاون المشترك بين البلدين، لاسيما في ما يتعلق بإعمار المناطق المحررة وبرنامج إعادة النازحين.

رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، أكد لماكرون، دعم السلطة التشريعية للحكومة العراقية، من أجل المضي بخطوات التعاون المشترك بين البلدين، الذي ينعكس على مصلحة الشعبين الصديقين، كما أكد تعزيز الدبلوماسية البرلمانية، وتفعيل العمل النيابي للسلطتين التشريعيتين في كلا البلدين الصديقين. كما أشاد الحلبوسي بجهود فرنسا في دعم العراق بحربه ضد داعش، واستمرار ملاحقة فلوله، داعياً إلى مزيد من التعاون بين العراق وأصدقائه؛ لضمان عودة جميع النازحين إلى ديارهم.

رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، بحث في اللقاء الذي جمعه مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، في بغداد، الأوضاع السياسية للعراق والاقليم، ومشاكل أربيل – بغداد،  واتفق الجانبان خلال الاجتماع على أن استقرار العراق يكمن في حل مشاكله، وعد الجانبان مساعدة فرنسا والحلفاء في المجتمع الدولي للعراق ضرورية.

كما جرى خلال الاجتماع التباحث بشأن سيادة العراق واستمرار تهديدات الإرهاب وتحركات داعش، ومساعي خفض التوترات وحفظ الاستقرار في المنطقة إلى جانب عدد من المسائل التي تحظى باهتمام الجانبين، وذلك بحضور نائبي رئيس إقليم كوردستان ووزير الخارجية الفرنسي والسفير الفرنسي في بغداد وأعضاء وفدي الجانبين.

جميع ما ينشر في هذه المدونة للكاتب والصحافي نوري حمدان وهي متاح لجميع المؤسسات الاعلامية في استخدام. يتم التشغيل بواسطة Blogger.