دجلة الخير – وكلالات
أكد مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم
غيبريسوس، ان "المنظمة لن تعتمد أي لقاح ما لم يكن فعالاً وآمناً، وأنها لا تتوقع حملات تلقيح واسعة النطاق ضد فيروس كورونا المستجد حتى
منتصف عام 2021، فيما قالت دراسة روسيا أن "المرضى المشاركين في الاختبارات المبكرة
طوروا أجساماً مضادة من دون أي آثار سلبية خطيرة".
ورحبت منظمة الصحة التابعة للأمم المتحدة بحقيقة
أن "عدداً كبيراً من اللقاحات التجريبية دخلت الآن المراحل التجريبية الأخيرة
التي عادة ما تشمل عشرات آلاف الأشخاص"، مشيرة الى انه "في ما يتعلق بجدول
زمني واقعي، لا نتوقع حقاً أن نرى اللقاح يُعطى على نطاق واسع حتى منتصف العام المقبل"
بحسب ما أعلنت المتحدثة باسم المنظمة مارغريت هاريس.
وخلال الساعات الماضية، نشرت مجلة "لانست"
الطبية، نتائج المرحلة الأولى والثانية من التجارب البشرية لللقاح الروسي، مما ساعد
في التعرف أكثر عليه.
وأكدت المجلة، بحسب ترجمة موقع قناة الحرة، أن "اللقاح
يعتمد في فكرته على الفيروسات الغدية، وهي فيروسات البرد الشائعة المسماة Ad5 و Ad26،
بعد أن أصبحت آمنة وغير قادرة على النمو في الجسم، والتي تعمل على تعريف خلايا الجسم
بالشفرة الجينية لبروتينات فيروس كورونا، المسمى "بروتين سبايك". وأضافت أنه عند حقن الأشخاص بهذه الفيروسات الغدية المعدلة، يتم تحفيز
جهاز المناعة للتعرف على فيروس كورونا والاستجابة ضده، لكن ليس من الواضح إذا كانت
المناعة تدوم لسنوات.
وأشارت المجلة إلى أن فكرة اللقاح التي استخدمها
الروس ليست جديدة، وتستخدمها بعض لقاحات كورونا الأخرى التي يعمل عليها الباحثون، بما
في ذلك لقاح جامعة أكسفورد، ولقاح Ad26 الذي طورته جونسون أند جونسون.
وذكرت أن جميع اللقاحات القائمة على الفيروسات الغدية
هي آمنة، حتى مع الجرعات العالية، لذلك فلقاح سبوتنيك آمن للأشخاص الذين تترواح أعمارهم
بين 18 -60 عاما، لكنها تساءلت هل يحمي فعلا من فيروس كورونا؟ وأظهرت التجارب الروسية
أن اللقاح يحفز مستويات عالية من الأجسام المضادة التي يمكن أن تلتصق ببروتين الاتصال
في الفيروس المستجد، لكن المقياس الأكثر أهمية هو مستوى الأجسام المضادة التي تعمل،
وهل يمكن للأجسام المضادة أن تمنع أو تحيد الفيروس؟ وهو ما لا تجيب عليه النتائج.
وأشارت المجلة إلى أن مستويات الأجسام المضادة منخفضة
جدًا في هذه الدراسة، مقارنة بتجارب اللقاحات الأخرى المنشورة. وكذلك استجابات الخلايا
التائية (الذراع الآخر للجهاز المناعي لمحاربة الفيروس). وأكدت أنه في ظل
عدم وجود معايير مرجعية دولية، لا يمكن معرفة ما إذا كان هذا اللقاح أفضل أم أسوأ مقارنة
بالآخرين. وأضافت المجلة أنه
من الصعب تحديد إذا هذا المستوى من التحييد للفيروس الذي يوفره اللقاح كافياً للحماية
من العدوى، كما أنه من الصعب تحديد مدة بقاء هذه الأجسام المضادة في الدم، فالتجارب
تظهر النتائج بعد شهر واحد فقط.
ذكرت المجلة إلى أنه على الرغم من النتائج الإيجابية
للتجربة الصغيرة للمرحلة الأولى من لقاح سبوتينك، إلا أنه يجب اختباره على مجموعة أكبر
بكثير من الأشخاص قبل استخدامه وإعطائه للناس.
وشددت على ضرورة اختبار جميع اللقاحات على أعداد
كبيرة من الناس، من مختلف الأعمار والأعراق، في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية،
مضيفة أن تجارب المرحلة الثالثة ضرورية لاكتساب مستوى عالٍ من الثقة في أن اللقاح يحمي
من العدوى، كما أنها تساعد في التخلص من الآثار الجانبية النادرة التي قد لا تظهر في
مجموعة صغيرة من المتطوعين الأصحاء.
وفي 11 آب الماضي، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو نجحت في تطوير أول لقاح لفيروس كورونا، وأنه تم الموافقة على استخدامه، وأطلق عليه اسم "سبوتنيك" تيمنا بأول قمر اصطناعي ساهم في وضع الاتحاد السوفياتي في مقدمة سباق الفضاء خلال الحرب الباردة في 1957. وقد تعرض اللقاح لهجوم وانتقاد شديد من العلماء في مختلف أنحاء العالم، بسبب عدم اجتيار اللقاح جميع التجارب المفروضة والتسرع في إعلانه، فالتجارب البشرية لم تتم إلا قبل شهرين فقط من الإعلان عنه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق