بقلم - نوري حمدان
بعد ان اعلن رئيس
الوزراء مصطفى الكاظمي، ما يروم له في التغييرات الادارية في المواقع الحكومية،
وبالرغم من اشارته الى انه سيواجه حملة تشويش، اعلن النائب محمد الكربولي في
تغريدة له انه لن يقف بوجه اصلاحات الكاظمي ان كانت وطنيةً خالصةً، وهذه اشارة
للتشكيك في نوايا الكاظمي.
لم يكتفي بذلك بل اعرب
عن قلقه من ان تكون هذه الاصلاحات، حملة اجتثاث جديدة لاستبدال الكفاءات المتقدمة
والوسطية في مؤسسات الدولة، باخرين غيرهم، بينما يستثنى الاخرون من ذلك بحجج
واهية، وهنا لابد لنا ان نقف وان نصارح الكربولي، ونقول له، هل انت تقصد التغييرات
التي ستكون فقط على السنة، ام على السنة التابعين لكتلتك وحزبك، وهل يرتبط ذلك
باعادة محاكمة رافع العيساوي، الذي قد تعلن برائته من التهم المنسوبة له بالتالي
يعود الى العملية السياسية وتكون له حصة في المحاصصة التي تقاسمتم بها الوطن.
ويعود الكربولي في
تغريدة اخرى يقول فيها، ان "خبرة ميدانية واحدة تعدل عشرات النصائح، واحداث
الليلة الماضية ابلغ من كل تحذيراتنا السابقة للحكومة"، ويبدو ان هذه اشار
الى ما حدث في اعتقال عناصر كتائب حزب الله، وهذا قد يعكس ان الكربولي لا يقلق من
الاقصاء الشيعي، بل السني السني، ويكمل تغرديته ان "الدولة لاينبغي ان تكون
حقل تجارب لمستشارين مستجدين بل قرارها مستند على خبرات متراكمة تجنب الشعب خسارة
التجارب الفاشلة"، وكان الذين يعملون الان مستشارين للكاظمي قليلي الخبرة ولم
يستفيدوا من تجارب الحكومات السابقة التي كان الكربولي جزء منها حتى ان تكون بشكل
نسبي وفق المحاصصة، قد نتفق مع الكربولي ان "الميدان يحتاج لاجراءات عملية
صامتة، وليس تصريحات اعلامية نارية".
ويواصل الكربولي في
تغريده، تحت هاشتاكَ الدرس الثاني، فالتغريدة الماضية كانت الدرس الاول، ماذا قال:
"التغيير نوعان، ايجابي وسلبي، الاول يطالب به الشعب ويدعمه، والثاني تدوير
مبطن للاستحواذ على خيرات البلد"، وهنا يبين لنا الكربولي انه مع مطلب الشعب،
ولم يلتفت الى انه هو جزء من العملية السياسية التي يرفضها الشعب، وهو احد
السياسيين الذي يتحمل مسؤولية فشل الفترة السابقة، وان مجلس النواب الحالي وحتى
السابق عند المتظاهرين هو مجلس الفساد ولابد من رحيلهم، والا لماذا يطالبون
بالانتخابات المبكرة.
فمجلس النواب ياسيدي
لا ينتظر كما تقول كفاءات اصيلة لا اسماء وكيلة، بل هو ينتظر حسم الاتفاق على
المحاصصة في توزيع المناصب الاخرى بعد ان تحاصصوا مواقع الحكومة باسماء وزراء ارتضيتموه
لأنفسكم، وليس للشعب.
*المقال المقبل "من
أهم صفات رئيس الوزراء أن يكون (مغلس)!".

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق