الأتمتة المرتقبة في مواقع
العمل تستحضر صورا لأرضيات مصانع فارغة يتم فيها استبدال الروبوتات بالرجال. لكن لا
تنس مكتب الإدارة الخلفي الرقمي المنتشر على نحو متزايد. أين ستذهب النساء اللاتي يعملن
على إدخال البيانات وفي مجال الحسابات؟ الأمر ذاته يحدث في قطاع البيع بالتجزئة إذ
تهدد الأنظمة الآلية والتسوق عبر الإنترنت وظائف كثير من البائعات في المتاجر.
وجد بحث جديد لمعهد ماكينزي
العالمي أن 20 في المائة من النساء العاملات و21 في المائة من الرجال في ستة اقتصادات
ناضجة وأربعة اقتصادات ناشئة يمكن تسريحهم بحلول عام 2030. وفي الوقت ذاته، يمكن أن
تحصل 20 في المائة من النساء و19 في المائة من الرجال على وظائف لأن التكنولوجيا تدفع
مكاسب الإنتاجية ونمو الدخل الذي يؤدي إلى ارتفاع الطلب. باختصار، تأثير الأنظمة الآلية
على الرجال والنساء متشابه إلى حد كبير.
سيكون هناك اضطراب كبير،
وسيحتاج موظف من كل أربع نساء ورجال في جميع أنحاء العالم إلى الانتقال إلى وظائف جديدة.
لكن النساء اللاتي يتسابقن للتكيف يخضن هذا السباق وكواحلهن مربوط بها أوزان ثقيلة
أي الحواجز الطويلة التي يواجهنها في العمل. هناك ثلاثة شروط مسبقة للتكيف: المهارات
التي تريدها سوق العمل، وسهولة الانتقال لتغيير المهن إذا لزم الأمر، والقدرة على العمل
مع الأنظمة الآلية. مكان المرأة غير ملائم هنا.
تخيل أن بائعة في محل تجزئة
فوجئت بفقدان وظيفتها. لم تدرس العلوم أو التكنولوجيا أو الهندسة أو الرياضيات في الكلية
- نحو 65 في المائة من طلاب تلك التخصصات في التعليم العالي هم من الرجال. من غير المرجح
أن تحصل على شهادة، لكن في الاقتصادات الناضجة الطلب يكون على أصحاب مثل هذه الشهادات.
إلى جانب ذلك ليس لديها متسع من الوقت لإعادة التدريب لأنها تتولى معظم الأعمال المنزلية
ورعاية الأطفال. على الصعيد العالمي، توفر النساء أكثر من ثلاثة أرباع الرعاية غير
مدفوعة الأجر. زوجها يقطع طريقا طويلة يوميا. ولو فعلت الأمر ذاته، فمن يعتني بالأطفال؟
تلك مسائل صعبة - وكثير
من النساء في الاقتصادات الناشئة يواجهن صعوبات أكبر لأن أغلبهن يعملن في الزراعة لتحقيق
الاكتفاء الذاتي من الغذاء لأسرهن، مع قليل من التعليم ونذر يسير من المهارات القابلة
للتحويل. يجب تشجيع الفتيات على دراسة العلوم، أو التكنولوجيا، أو الهندسة، أو الرياضيات
وتطوير مهارات الترميز. ليس الجميع بحاجة إلى أن يكونوا مبرمجين، لكن الوظائف الجيدة
تعني العمل بصورة متزايدة مع التكنولوجيا. يحتاج العمال إلى مهارات تكنولوجية أساسية.
لذلك ينبغي أن تستثمر الشركات أكثر في التدريب الذي يمكن الوصول إليه بسهولة، خاصة
للنساء اللاتي ربما لا يستطعن السفر إلى الدورات التدريبية.
في شركة ديزني تتولى مبادرة
"كود: روزي"
Code: Rosie توظيف النساء وتدريبهن
في مناصب غير فنية للأدوار المتعلقة بهندسة البرمجيات التي تشتد الحاجة إليها، عبر
دروس مكثفة وتدريب مهني مدته 12 شهرا وبرنامج إرشادي. يمكن أن تدعم الحكومات ماليا
مثل هذه الجهود.
ويجب على مزيد من الشركات
توفير خيارات عمل مرنة للنساء اللاتي يحاولن الموازنة بين العمل والأسرة. وجد استطلاع
عالمي أجرته "مان باور جروب" عام 2018 أن 23 في المائة فقط من أرباب العمل
قدموا خيارات عمل مرنة، أو عن بعد. يمكن أن يساعد الاستثمار في التعليم الإلكتروني
أيضا على التغلب على قيود تنقل النساء.
ويتعين بذل مزيد من الجهد
لمكافحة التمييز النمطي بين مهن الرجال والنساء الذي قد يجعل عمليات الانتقال أكثر
صعوبة. وجد معهد إيزا
IZA Institute التابع لـ
"ليبور إيكونومكس"
Labor Economics أخيرا أن الخيارات
القطاعية والمهنية للمرأة تمثل أكثر من 50 في المائة من الفجوة في الأجور بين الجنسين
في الولايات المتحدة.
اتخاذ إجراءات فعالة بشأن
هذه المسائل يمكن أن يضع المرأة على طريق يؤدي إلى عمل أكثر إنتاجية وأعلى أجرا. يقدر
معهد ماكينزي العالمي أنه بحلول عام 2030، يمكن توظيف 44 في المائة من النساء في الاقتصادات
الناضجة في الفئتين المهنيتين الأعلى أجرا، مقارنة بـ39 في المائة عام 2017
قد يؤدي فشل التصرف بهذا
الشأن إلى ترك النساء عالقات في وظائف منخفضة الأجور وذات مهارات متدنية سيقل الطلب
عليها. يمكن أن يدفع هذا الأمر عديدا من النساء إلى الخروج من سوق العمل في البلدان
التي توفر رعاية للأطفال بتكاليف مرتفعة. التقدم نحو المساواة بين الجنسين، لا يزال
بطيئا، ويمكن أن يتوقف أو حتى يتراجع. ستكون الشركات أقل تنوعا. ووفقا لبحث "ماكينزي"،
ستكون أقل ربحية. نحن بحاجة إلى التصرف الآن لمنحهن فرصة عادلة لمواجهة تحدي الأنظمة
الآلية.
بقلم - فيفيان هانت من
لندن
منقول من المصدر من دون تصرف – جريدة العراب
الاقتصادية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق