قال عضو مجلس النواب السابق
محمد الصيهود، السبت 23 اذار 2019، ان "العملية السياسية تمر بظروف صعبة ومصيرية،
وموضوع استكمال التشكيلة الحكومية يأتي في مقدمة هذه التحديات والمشاكل والظروف الصعبة
التي تمر بها سيما وان تشكيل الحكومة منذ البداية لم يكن على الاسس الدستورية الصحيحة".
واضاف الصيهود في حديث
لـ"برنامج لقاء خاص الذي بث عبر راديو نوا"، "اعتدنا في تشكيل كل الحكومات وان كانت
كل الحكومات محاصصة ولكن هذه الحكومة تختلف كثيرا عن سابقاتها، ان اساسها لم يكن رصينا
وقويا ودستوريا على اعتبار ان تشكيل الحكومة طالما تجاوز الكتلة النيابية الاكثر عددا
الذي ينبثق منه تشكيل الحكومة ورئيس الوزراء فبالتاكيد الان اصبحت مثل السعفة في مهب
الريح".
واكد ان "الحكومة
ضعيفة جدا على اعتبار انه لاتوجد كتلة تسند هذه الحكومة وانما فقط ان الكتل التي جاءت
بهذه الحكومة تريد منها الامتيازات ولذلك نرى ان الاختلاف كبير على الوزارات المتبقية
والقسم الاكبر من الوزارات التي تشكلت هناك مؤخذات كثيرة على كثير من الوزراء واتهامهم
بالفساد والارهاب".
واضاف ان "غالبية
الكتل تتحدث في الاعلام عن اعطاء حرية لرئيس الوزراء في اختيار الوزراء ولكن واقع الحال
ان الكتل لم تعطي لرئيس الوزراء حرية الاختيار ولن يختار شخص واحد وانما الكتل السياسية
الكبيرة هي التي اختارت الوزراء بدليل انه لو كان هناك حرية في الاختيار لكان قدم الان
وزير العدل والدفاع والداخلية وبالتالي ان رئيس الوزراء مقيد وليس مخير في اختيار اي
شخصية".
وقال ان "الادعاء
بأختيار خمسة وزراء من النافذة الالكترونية اضحوكة واعتبرها متنفس لاختيار شخصيات جاءت
بها الكتل السياسية والدليل على هذا ان عدد المتقدمين بلغ اكثر من 30 الف على النافذة
الالكترونية وتسائل كيف تمكن رئيس الوزراء من دراسة السيرة الشخصية لكل هؤلاء".
واضاف "ربما الحكومة
لن تستمر كونها لن تقدم اي شيء من الخدمات للشعب العراقي كونها تراعي مصالح الكتل السياسية
ولم تراعي مصالح الشعب".
واكد ان "دولة القانون
لم يكن لها دورا كبيرا في تشكيل هذه الحكومة وان كان حسبت على كتلة سياسية معينة ولكن
واقع الحال وعدد نوابها لايمكنها من ان يكون لها دور في تشكيل الحكومة"، مشيرا
الى ان اكثر كتلتين الان تتحكم في توجهات وتشكيل الحكومة هي الفتح وسائرون.
وقال ان "التحالفات
الحالية هي تحالفات من اجل تشكيل الحكومة فقط كونه لاتوجد نقاط مشتركة بين الكتل السياسية
سوى تشكيل الحكومة وبمجرد اكتمال تشكيل الحكومة سوف تتفكك هذه الائتلافات".
واضاف ان "التغيير
الذي حصل اليوم حصل نحو الاسوء لانه تم ترسيخ المحاصصة وجميع الشخصيات التي جاءت بها
الكتل غير قادرة على ان تلبي حاجة العراق والشعب العراقي كون البعض متهم بالارهاب والفساد".
واشار الى ان كل الموجودين
اليوم من الساسة هم يمثلون نسبة 15 الى 19 بالمئة فقط وهذه هي نسبة الناخبين العراقيين
وقال ان ثمانين بالمئة من هذه النسبة على لسان رئيس الوزراء واللجنة المشكلة تقول ان
الانتخابات مزورة وبالتالي ان الموجودين في مجلس النواب والحكومة هم لايمثلون التمثيل
الحقيقي للشعب العراقي.
واكد انه" لحد الان
لايوجد اصلاح حقيقي وانما هي مجرد شعارات وهذه الشعارات سقطت مصداقيتها ونحتاج الى
جملة من الاصلاحات الحقيقية التي تبدأ في تشريع القوانين وهي تعتبر نقطة البداية".
وقال ان "قانون الاحزاب
يسمح بالتعددية المفرطة الى حد بعيد بحيث يسمح بتعدد الاحزاب في العراق لكي يصل العدد
الى اكثر من الفين حزب"، مؤكدا ان "قانون الاحزاب يجب ان يغير بما لايسمح
بالتعددية الحزبية المفرطة وانما التعددية المقيدة" .
وبشأن قانون الانتخابات
قال ان "القانون يحتاج الى اصلاحات حقيقية حيث يجب ان يكون هناك دوائر انتخابية
متعددة في المحافظة الواحدة".
وقال ان "السياسيين
يضحكون على انفسهم عندما يقولون ان المفوضية مستقلة سواء كانت الحالية او السابقة كونها
ممثلة عن كافة الاحزاب"، داعيا للجوء الى القضاء العراقي في اختيار مفوضية انتخابات
من القضاء والقضاة للخروج من هذه الدوامة التي نعيشش بها.
وقال ان "الاصلاح
الحقيقي ينطلق من القضاء العراقي الذي يعتبر هرم العملية السياسية وهو الذي يوجه العملية
السياسية". مشيرا الى ان "جميع المعلومات التي تخرج من الساسة
لها صحة والانباء التي تشير الى عودة بعض المطلوبين الى العراق تعتبر جس نبض للشعب
العراقي والسياسيين وهذا هو الواقع".
واضاف ان "الاجتماع
التشاوري الذي دعا اليه رئيس الجمهورية كان يتناول العقد والمشاكل واكمال تشكيل الحكومة
وان خروج رئيس دولة القانون نوري المالكي من الاجتماع كان بسبب التزامات اخرى وليس
مثل مايتصور البعض".
وقال ان "جعفر محمد
باقر الصدر من الرموز الوطنية وكان في احدى الفترات عضو في مجلس النواب واستقال منه
ومن الممكن ان يكون له دور كبير في اصلاح العملية السياسية وتصحيح مساراتها الخاطئة
وتواجده في هذه الفترة ربما يمثل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر والكل يعرف ان الصدر
له قاعدة واسعة وكبيرة ومؤثرة".
واعتقد ان "اكبر التحديات
التي يواجهها العراق اليوم هو عودة الاميركان بعد خروجهم من العراق عام 2011 وعودتهم
بقوة وانسحابهم من سوريا وتركيز وجودهم العسكري في العراق يثير مخاوف واشكالات".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق