تُثير "السفرات المتلاحقة"
لرئيس البرلمان محمد الحلبوسي آخرها زيارة ألمانيا منذ يومين، الكثير من التساؤلات،
وسط تراجع في أداء المؤسسة التشريعية وعدم تفعيل اللجان النيابية بحسب نواب، فضلاً
عن عدد من القوانين المُرحلة من الدورة البرلمانية السابقة، والدورات التي سبقتها،
ولا يحدد النظام الداخلي للبرلمان آلية الإيفادات وإنما تبقى مرهونة بالأطر والسياقات
العامة.
وتمثل التخصيصات المالية
للايفادات عبءً ثقيلاً على موازنة البرلمان، إضافة إلى الضبابية التي تحيط بقضية الإيفاد
ومدى فائدته، وآلية اختيار أعضاء الوفد وفق تمثيل اللجان ووفقاً الملفات التي تناقش
في الزيارة. إذ أنقضى الفصل التشريعي الأول تحت صراعات تشكيل الحكومة، وحسم اللجان
البرلمانية، والتصويت على مشروع قانون الموازنة، فيما تصطف الكثير من القوانين المهمة
في طابور الانتظار.
ويقول عضو اللجنة القانونية
حسين العقابي، إن "مستوى الأداء التشريعي متراجع بنسبة كبيرة مع وجود الكثير من
القوانين المعطلة والتي تنتظر عرضها للتصويت"، لافتاً إلى أن "المرحلة الحالية
تستوجب الابتعاد عن إيفادات الترفية، لما تسببه من ثقل وعبء كبيرين على الموازنة إضافة
إلى عدم جدواها".
وأضاف العقابي في حديث
لـ"NRT"، أنه "لا يعرف حتى اللحظة ما هي الآلية
التي يعتمدها رئيس البرلمان في اختيار أعضاء الوفد من خلال مجموعة من السفرات والإيفادات،
وهل يتم الاختيار وفقاً لعلاقة اللجان بالملفات المؤمل مناقشتها؟ مطالباً باختيار أعضاء الوفد وفقاً للمعايير المؤسساتية
والتي تتناسب مع العمل التشريعي بعيداً عن المحاباة والمعارف، وبما يعود بالفائدة على
البلاد والمشاريع العامة، خاصة وأن اللجنة القانونية تعتبر من اللجان السيادية وتتعلق
بمعظم الملفات الدولية".
وأشار العقابي، إلى أن
"الأطر العامة والتقديرات المناسبة من المفترض أن تحدد ضرورة السفر، بعيداً عمّا
أذا كان النظام الداخلي للبرلمان قد تطرق لهذه المسألة".
وفي السياق يرى نواب أن
رئاسة البرلمان يتركز عملها بالدرجة الأساس على التشريعات القانونية ومراقبة المؤسسات
التنفيذية وضبط إيقاع العمل البرلماني.
وقال نائب في البرلمان
رفض نشر اسمه، أن "كثرة الزيارات تعود بالفائدة على الوفد بالدرجة الأولى، من
حيث تكوين علاقات شخصية دولية وتسويق أنفسهم من خلال اللقاءات والاجتماعات، فضلاً عن
كون السفر رحلة سياحية".
وأضاف، "يُفترض مراقبة
غيابات النواب واتخاذ الإجراءات بحق المتغيبين عن جلسات البرلمان، وحسم الكثير من الملفات
داخل اللجان، خاصة وأننا على أعتاب الفصل التشريعي الثاني ونحن لم نقدم شيئاً حتى الان
قياساً بظروف المرحلة".
استهل الحلبوسي مشوار
"سياحته" بزيارة الى الكويت في السادس والعشرين من أيلول الماضي بعد اسبوعين
فقط من تسميته رئيساً للبرلمان، التقى خلالها بالكاتبة الكويتية المثيرة للجدل فجر
السعيد، ثم توجه إلى مصر في الرابع من تشرين الأول بعد الزيارة الاولى بثمانية أيام،
ومن بعدها إلى تركيا في الثامن من تشرين الأول، أي بعد أربعة أيام فقط من زيارته لمصر، ثم زار السعودية في السابع عشر من كانون الأول،
وتوجه الى لندن في التاسع والعشرين من كانون الثاني، وعاد مرة اخرى لزيارة الكويت في
الثالث عشر من شباط الحالي التقى خلالها بأميرها، قبل أن يتوجه أول أمس الأحد إلى ألمانيا.
منقول من المصدر بدون تصرف// وكالة NRT الاخبارية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق