في مقابلة خاصة رامي
الشاعر يتحدث حول مؤتمر عودة النازحين الثانية في دمشق
دجلة الخير - وكالات
لم يتفق كاتب ومحلل سياسي،
رامي الشاعر، مع الرأي الذي يعتبر أن المؤتمر الدولي الخاص بمعالجة قضية اللاجئين والذي
عقد في دمشق قبل عدة أشهر بمبادرة من روسيا لم يسفر عن نتائج ملموسة بل عكس ذلك كونه
كان بداية للبدء بعملية معالجة قضية اللاجئين وسلط الأضواء أمام المجتمع الدولي.
واكد الشاعر، في مقابلة خاصة، أن "هذه قضية إنسانية تخص ما يقارب ١٢ مليون
إنسان منهم ٧ ملايين خارج سورية أغلبهم يعيشون في معسكرات للاجئين في ظروف صعبة وحوالي
٥ ملايين مهجرين داخل سورية وأوضاعهم كارثية بكل معنى الكلمة".
واضاف رامي الشاعر، الى ان "اليوم يتم الاجتماع الثاني لمتابعة ما تم التوصل
إليه في المؤتمر الاول ومن أهم نتائج المؤتمر الأول هو التوصل إلى الموافقة على صدور
قرار مجلس الأمن قبل فترة وجيزة والخاص بالممرات لوصول المساعدات الإنسانية إذ أن الأمم
المتحدة استندت للتوصل إلى حقيقة الأوضاع الإنسانية على الأرض في سورية من خلال المناقشات
والتقارير التي نوقشت في مؤتمر اللاجئين والذي كان ممثلي الامم المتحدة يشاركون فيه".
واشار الى ان "اليوم
روسيا من جديد تبادر وبالتنسيق مع الحكومة السورية ومشاركة دول أخرى دراسة تفعيل الامكانيات
المحلية والدولية لحل هذه الأزمة وتحسين أوضاع اللاجئين والمهاجرين والبدء بتجهيز أماكن
سكن وفرص عمل تتوفر فيها أدنى متطلبات الحياة الإنسانية بما في ذلك الخدمات الطبية
والمدارس ويرافق ذلك الاتصالات مع البلدان المختلفة والمتواجد فيها أعداد كبيرة من
اللاجئين الذين طالت مدة تواجدهم بعيدين عن بلدهم مما يشكل ثقلاً على البلدان التي
تستضيفهم".
وأكد الشاعر، ان "هذه القضية معقدة وكبيرة جداً و تحتاج إلى أموال
ضخمة والأهم من ذلك أنه يجب البدء بمعالجتها وتأمل روسيا أن تجد قريباً تجاوباً من
الولايات المتحدة والدول الاوروبية للمساهمة في عودة اللاجئين الى بلدهم وعدم ربط هذه
القضية بشروط سياسية و إلغاء او حتى تخفيف العقوبات التي فرضتها على سوريا كي يتمكن
من يريد المساعدة في المساهمة بعودة اللاجئين".
وعن الشأن اللبناني، قال الشاعر، ان "عودة ما يقارب
المليون لاجئ سوري إلى سوريا أكيد سيزيل ثقلاً كبيراً عن لبنان وخاصة أن العدد أصبح
أكثر من مليون حوالي مليون وثلاثمئة ألف والأهم من ذلك أن البدء بالعمل لحل هذه القضية
يعني أن الأوضاع والمواقف الدولية بدأت تتحلحل وأكيد هذا سيخفف من الاثار السلبية على
الاقتصاد السوري واللبناني"، مؤكدا انه "سيكون بداية لتخفيف العقوبات تدريجيا
حيث أن هذه العقوبات والحصار الاقتصادي على سورية انعكست نتائجه بشكل مباشر على لبنان".
وذكر ان "الكثير من
الدول تخشى مساعدة لبنان خوفاً من ان تتعرض الى عقوبات أيضا وأكرر اي تعاون دولي للمساهمة
في التخفيف من معاناة الشعب السوري واللبناني هو بداية للانفراج نحو البداية بتحسين
الأوضاع الاقتصادية لخدمة عامة الشعب وعدم ربط ذلك بشروط سياسية وهذا ما تسعى اليه
روسيا في الحالة السورية واللبنانية واذا كان هناك أوضاع سياسية وشكل للسلطات سواء
في سورية أو لبنان فما ذنب ملايين المواطنين الغير معنيين بكل ذلك آن يعانون من انقطاع
الكهرباء عشرين ساعة في اليوم او عدم توفر الماء والدواء لذلك هذه الماساة اللا إنسانية
تحتاج الى تدخل مباشر دولي واقليمي وعدم إضاعة الوقت اكثر من ذلك وروسيا تضع الأولوية
الاولى لكل النشاطات الدبلوماسية والمبادرات التي تقوم بها هوى مساعدة الشعوب ولا تمييز
بين شعب سوري او لبناني أو إيراني".
ووصل وفد روسي، يوم امس
الإثنين، إلى دمشق وعدد أعضائه (230 عضواً) واعلن الموقع الرسمي لوزارة الدفاع الروسية
موعد وصول الوفد ومهماته "الجلسة المشتركة لأركان التنسيق ما بين الوزارات لروسيا
وسوريا من أجل عودة المهجرين إلى أراضي الجمهورية العربية السورية".
ويضم الوفد ممثلي 30 هيئة
وإدارة تنفيذية إتحادية و5 مكونات إتحادية ومناطق عسكرية، ويترأسه رئيس مقر التنسيق
بين الإدارات الروسية من أجل عودة اللاجئين إلى سوريا الجنرال ميخائيل ميزنتسيف. وينضم
إلى إجتماع هيئتي أركان التنسيق الروسية والسورية منسقا الأمم المتحدة والصليب الأحمر
الدولي في سوريا.
صحافية روسية متابعة لشؤون المنطقة عقبت على الإعلان عن الوفد وعدد أعضائه وإتساع تمثيله، بما فيه العسكري، بالقول "هذا إنزال روسي في دمشق" وليس وفداً، ومن السذاجة الإفتراض أنه قادم لتحقيق تقدم في حل مشكلة المهجرين السوريين فقط، بل يبدو أن لديه الكثير مما يقوله للأسد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق