الاثنين، 28 أغسطس 2017

الرئيسية سفير الاتحاد الاوروبي في لقاء خاص

سفير الاتحاد الاوروبي في لقاء خاص



من نشاطات بعثة الاتحاد الأوروبي في العراق، تركز على المشاريع الانسانية والتطويرية، ومساعدة الدولة العراقية على انشاء الحكم الرشيد، والطاقة، وتنوع مصادر الاقتصاد العراقي...
اذا مستمعينا الاكارم ضيف حلقة اليوم من برنامج لقاء خاص سفير الاتحاد الاوروبي لدى العراق السيد با تريك سيمونيت، وانا معكم نوري حمدان في الاعداد والتقديم، ترافقني من خلف المكسر زينب اليوسف في الاخراج:



*. اهلا وسهلا بك سيد سيمونيت ضيف راديو نوا في لقاء خاص:
شكرا جزيلا، واشكركم على دعوتكم، يسعدني ان التقيكم وان ازور راديو نوا، الاذاعة المشهورة جدا في العراق وكردستان.

*. نبدا من المحور الاول الذي نتناول فيه نشاط البعثة في المشاريع الانسانية والتطويرية، والسؤال الاول هو، ماذا تقصدون بالمشاريع الانسانية وما هي اولياتكم بهذا المجال؟
فيما يتعلق بانشطتنا في العراق وكردستان، من الصحيح القول اننا ضالعون للغاية في توفير المساعدات الانسانية وعموما في مجال تقديم المشورة في شأن القانون الانساني الدولي ومبادي حماية المدنيين. اننا في غاية الحرص على تقديم المساعدة الانسانية لاولئك المعرضين للمخاطر والنازحين بالاضافة الى التأكيد على القانون الانساني الدولي.
هذا يعني اننا، ضالعون، كاتحاد اوربي، واعني الدول الثماني والعشرين،  في توفير المساعدة من خلال العديد من المنظمات الدولية والعراقية، هناك العديد من الجمعيات العراقية التي تعمل معنا.
اعتقد ان التحدي بالنسبة لنا كاوربيين هو ان العراق وكردستان في مرحلة صعبة لكن جرى تفادي كارثة انسانية كنا جميعا نخشاها في فترة من الفترات. اقول إنه نصف نجاح، فرغم ان كثيرين تلقوا المساعدة وعاد كثيرون الى ديارهم فانه ما يزال هناك ثلاثة ملايين واربعمئة الف نازح في العراق
ما يهمنا ايضا، انه في حملة عسكرية صعبة كهذه التي يخوضها العراق ضد داعش، كانت الدول الاعضاء في الاتحاد فعالة في منح العراق وكردستان مساعدات عسكرية، كان مهما ايضا التاكيد على ان حماية المدنيين هي اولوية قصوى.
ارى انه كانت هناك نماذج ايجابية في هذا الشأن فالقوات العراقية المختلفة، التي شاركت في الحملة، كانت مدركة لهذا الجانب، كما ان المستوى السياسي كان مدركا ايضا لهذه المسألة وهذا امر ينبغي ان يستمر مع قرب انتهاء المعارك.

*. في نشاطكم كنا نتمنى ان تتحدث لنا عن امثلة في تنفيذ هذه المشاريع الانسانية ومن الطيف انت تحدثت عن النازحين، اذن كيف تنفذونها؟
اولا لدينا مكتب مقره حاليا اربيل، له فرع في بغداد، يدير برامج المساعدات الانسانية (ايكو) وتعني مكتب الاتحاد الاوربي للشؤون الانسانية، الطريقة التي يعملون بها، ولا اريد ان اضجركم بعرض الارقام، انهم يتعاملون مع منظمات دولية تقدم مساعدات غذائية ومساعدات طارئة كمواد انشاء المخيمات والبطانيات واي شكل من اشكال المساعدات الانسانية التي يحتاجها النازحون. اهمية هذا الامر تتجلى في إنفاق الاتحاد الاوربي ثلاثمئة واربعين مليون يورو لدعم هذه المنظمات في الفترة من عام الفين وخمسة عشر الى عام الفين وسبعة عشر.
كما شحنت اوربا مواد غذائية وادوية الى العراق وكوردستان خلال معارك الموصل كمساعدة عينية، وهذه طريقة اخرى لتقديم الدعم، وطبعا كان هناك عدد كبير من الذين تلقوا المساعدات، مثلا إبان معركة الموصل تلقى مليون شخص مساعدات من شركائنا في المنظمات الانسانية  ومنها المنظمات التي ندعمها.  عموما، اقول إن المجتمع الدولي قدم الكثير، لكن ربما علينا ان نواصل تقديم المساعدة الى ان يكون هناك حل بعيد المدى، ما يشير الى مسألة اخرى وهي الحاجة الى اعادة الخدمات في تلك الاماكن التي نزح سكانها منها.

*. ما هي المجالات التي تهتمون بها في التطوير؟
مرة ثانية اقول، إن اولوياتنا في السنتين الاخيرتين كانت المساعدة الانسانية لانه لم يكن هناك خيار اخر، واعتقد ان عملنا كان جيدا نسبيا. كما اعتقد اننا نجحنا في دفع الحكومة كي تعمل على تحسين الظروف في المناطق المحررة. 
اقول هذا لاني تجولت كثيرا في السنتين الاخيرتين فزرت الرمادي والفلوجة بعد تحريريهما، ورايت ان السكان يعودون فعلا، فاذا بذلنا جهدا لاعادة الخدمات العامة مثل المياه والمجاري وساعدناهم على الاستقرار فان التحدي التالي سيكون في مساعدة الناس على العيش، وهذا امر اشد تعقيدا يتطلب توفير فرص اقتصادية، وهذا يستدعي العمل على المدى الطويل مع الحكومة العراقية.
ومن المهم ايضا ضمان مد يد العون الى المحافظات الجنوبية مثلا، تلك التي ساهمت في الحرب على داعش ولم يصبها دمار لكنها بحاجة الى دعم في عملية تطوير اقتصادها وتنويعه. هناك الكثير لنقدمه الى العراق كشركاء، واظن اننا في بداية هذا التعاون، لان اعادة الاعمار والمصالحة ستأخذ وقتا لكننا سنمد يد العون.   
دعني اقدم مثلا اخيرا عما نقوم به، إنه موضوع ازالة الالغام والقنابل محلية الصنع غير المنفلقة، من المناطق المحررة، وهذا امر نحن ضالعون فيه، ونسقنا من اجل جلب عدد اكبر من الشركاء واثارة اهتمام المجتمع الدولي، لاننا نرى الامر حيويا من اجل ضمان عودة عدد كبير من النازحين، وقد حققنا نجاحا كبيرا، فالمساعدة قدمت الى العراق من شركاء دوليين والامم المتحدة وشركات خاصة ومنظمات غير حكومية. وباشراف قوات التحالف نجحنا في الاتيان بعدد من الاطراف الفاعلة في ازالة الالغام، إنه عمل مهم لكن للاسف لا بد ان يتواصل في الموصل ومناطق اخرى لفترة طويلة

*. هل لديكم مساعدين من منظمات المجتمع المدني العراقية في تنفيذ مشاريعكم؟
نحن ندعم العديد من المنظمات العراقية غير الحكومية في حقول المساعدة الانسانية، كما لم نتوقف عن العمل مع تلك المنظمات في شؤون حقوق الانسان والمساواة بين الجنسين وحقوق المعاقين. لدينا عدد من المشاريع مع المنظمات العراقية غير الحكومية، احيانا نعمل مع منظمة عراقية واخرى دولية، فالاتحاد الاوربي منظمة معقدة ومسؤولية ادارة اموال الاتحاد كبيرة، فوجود منظمة غير حكومية اوربية الى جانب العراقية بهدف دعم المجتمع المدني العراقي يكون ضروريا للتغلب على بيروقراطية الاتحاد.
   
*. هل لديكم قنوات اتصال بالنشطاء المدنيين؟ وهم كيف يتمكنون من الاتصال بكم؟
يمكنهم الاتصال بنا عبر بعثة الاتحاد الاوربي في بغداد حيث مقري، ولدينا مكتب في اربيل.. ويمكننا تزويدكم بارقام الاتصال ويمكنهم الاتصال بنا عبركم، ولا اظن المسألة صعبة فنحن موجودون على الانترنت

*. طيب دعني انتقل معك الى المحور الثاني للحديث فيه عن دوركم في مساعدة العراق لإنشاء الحكم الرشيد، والسؤول الاول: بسبب الفارق ما بين مجتمع الاتحاد الاوروبي والمجتمع العراقي هل تختلف وجهة النظر في الحكم الرشيد؟
سؤال جيد وصعب، فلا يوجد تعريف محدد للحكم الرشيد. استطيع ان اقول إن الحكم الرشيد عملية تفاعل مستمرة تهدف الى وضع اي نظام على الطريق الصحيح. لكن لا بد من ان نكون متواضعين في الحديث عما يمكننا انجازه. اقول دائما ان الديمقراطية في اوربا هي في صراع وتطور دائمين. ينبغي الا ننسى ان هناك في اوربا عدد من الدول لم تكن ديمقراطية قبل عشرين او ثلاثين سنة، وما زالت هناك امور نناقشها كأوربيين بيننا في اطار النقد الذاتي ونقول إننا لسنا ديمقرطيين تماما. لكن هناك علامات محددة ففي العراق مثلا، تتحق المصالحة اذا تمكنت الطوائف والمجتمعات المختلفة من نسيان الماضي والعثورعلى سبيل للعيش المشترك، لكن لا بد من احترام حقوق الانسان واحترام حكم القانون. وهذا يقتضي وجود عناصر اساسية للحكم الرشيد، غير ان التعريف الدقيق لتلك العناصر يبقى مطروحا للنقاش.
  
*. ما هي ابرز المساعدات التي قدمتموها للعراق في اطار الحكم الرشيد؟
اعتقد، لاننا نقدر صعوبة الموضوع فاننا متواضعون في الحديث عما حققنا نحن في مجال الحكم الديمقراطي لذا ارى اننا الشركاء الافضل، وكما قلت اننا مستعدون على الدوام لدعم الحكومات ومنظمات المجتمع المدني.
احد حقول التعاون مثلا، هو حكم القانون، لقد دربنا بالاشتراك مع الحكومة شرطة وقضاة وسجانين على حقوق الانسان وقضايا اخرى، هذا مشروع مستمر، شخصيا اعتقد ان اهم قطاع في المستقبل، هو قطاع العدل... فمن الضروري وجودٌ نظام عدل مستقل وقضاةٌ مهنيين مدربين جيدا قادرين على حل مشاكل كثير من الناس ممن هم بحاجة الى العدالة لتعويضهم ماديا او معنويا، لانهم مثلا اتهموا من دون انصاف، بانهم تعاطفوا مع داعش. هناك حاجة ماسة الى العدالة الان، واعتقد ان علينا  جميعا كمجتمع دولي ان نعمل مع الحكومة العراقية وكل الشركاء الراغبين وانا افكر هنا بمنظمات المجتمع المدني.

*. انت قولت في تصريح صحافي في 29 شباط الماضي الاستقرار السياسي مهم للغاية ليس فقط بسبب قتال داعش، في هذا المجال كيف ينظر الاتحاد الاوربي الى الوضع السياسي في العراق وما هو دوره؟
من البديهي انه في وجه هكذا تهديد من داعش، وهي واحدة من اشد المنظمات الارهابية شناعة في السنوات الاخيرة، اعني في وجه هكذا تهديد لا بد من شيئ من الوحدة السياسية والاستقرار السياسي، من اجل التركيز على الجهد العسكري.
بعد هذا، ما هو مهم، انه عندما نتحدث عن داعش لا بد من الحديث عن الاسباب الجذرية التي ادت الى ظهور داعش، فهي لم تات من العدم، لذا لا بد من النظر الى الاسباب الجذرية لهذه الظاهرة التي انتشرت في المنطقة والعراق. هناك مشاكل بنيوية عميقة ومشاكل سياسية ايضا بحاجة الى معالجة.  قلنا على الدوام إن مكافحة داعش ضرورية ولها الاولوية، لكن لا ينبغي ان ننسى  الاصلاح السياسي والمصالحة الوطنية لاننا بهذه الطريقة نستطيع معالجة الاسباب الجذرية للمشكلة. 
الاستقرار السياسي مهم ونحن نقدر ذلك لكن هناك حاجة لاستقرار بعيد المدى ومن اجل هذا لا بد من معالجة الاسباب الحقيقة ومنها قضية المصالحة الوطنية على المستوى السياسي، على الاحزاب السياسية ان تتفق وان تبحث قضايا العفو والعدالة والمحاسبة وهذا ما ينبغي ان يكون اولوية لجميع القادة السياسيين في البلاد وان يسألوا انفسهم هل نريد ازمة جديدة؟ هل نريد ان نقترب من الانهيار؟ او اننا نريد التطلع الى مستقبلنا وان نعالج هذه الامور. نعتقد ان الاصلاح والمصالحة مهمة بشكل خاص.

*. وكيف ينظر الاتحاد الاوربي لعلاقة اقليم كوردستان مع بغداد؟
لا اعتقد ان الامر يعود لي للتعليق على هذه العلاقة عدا اننا نراها علاقة مهمة. نحن نقدر عاليا الاستقرار السياسي في كردستان لكننا ايضا نقدر عاليا وحدة العراق. بالنسبة لنا العلاقة بين اقليم كوردستان والحكومة الاتحادية مهمة للغاية ونرى انها لا بد ان تتحسن سريعا. ايضا فيما يتعلق بالاستفتاء، اتوقع انك ستسألني عن ذلك، ما نقوله ان هذا الامر ينبغي مناقشته بين الطرفين، ونحن نعلم ان هناك الكثير من القضايا التي ينبغي ان تبحث، نرى ان الوقت حان لمناقشة جدية، وان يجلس القادة السياسيون من الجانبين لبحث هذا الامر.

*. فعلا كان بودي ان اسأل رأي الاتحاد الاوروبي في الاستفتاء ولكن إجابتك جعلتني ان اسال هل ساعدتم الجانبين لحل المشاكل؟ واذا لا، هل لديكم افكار لهذا؟
علي ان اواصل ما قلته، نحن مهتمون جدا باستقرار كوردستان وعلاقتها مع بغداد ونحن ايضا مهتمون وملتزمون بوحدة العراق، لذا قلنا علنا ان الاستفتاء قرار وحيد الجانب وانه يجب بحثه في حوار جدي بين الطرفين.
نحن سعداء للغاية بذهاب وفد من كوردستان الى بغداد وهذه اشارة جيدة وتعني ان المحادثات تتواصل ومن المهم ان تأتي بنتائج في القريب العاجل كي يكون الحل مشتركا ومتفق عليه بين الطرفين. فيما يتعلق بدورنا اعتقد ان الجانبين قادران على حل مشاكلهما لكننا سندعم اي الية وسندفع، كمجتمع دولي، الطرفين الى التفاوض برغبة حقيقة لايجاد حل.
حقيقةٌ معارضتنا للاستفتاء، نحن وشركاء العراق الاخرين، اشارةٌ كافية، كاصدقاء وشركاء، للطرفين للتفاوض بجدية.

*. يعني افهم من هذه الاجابة ان الاتحاد الاوروبي يعترض على الاستفتاء لمواصلة البحث بين الطرفين؟
بالتأكيد، نعارض الاستفتاء لان هناك حاجة لوحدة العراق في هذه المرحلة، نعلم ان هناك مشاكل قائمة في العراق لكن ينبغي معالجتها بالحوار ونعتقد ان قرارات احادية الجانب ضاغطة على جميع الشركاء ليست بناءة وتأتي بنتائج عكسية وتتعارض مع فكرة الحوار الجدي. لذا موقفنا واضح، ومرة ثانية اقول اننا سعداء لان الحوار بدا بالفعل الاسبوع الماضي ونتطلع لاستمراره.
  
*. وعن الوضع السياسية الداخلي لاقليم كوردستان هناك صراع سياسي والبرلمان متوقف فما هو موقف الاتحاد الاوروبي من ذلك؟
زرت كوردستان كثيرا وكنت في اربيل والسليمانية مرات عديدة واعتقد اننا قلنا مرارا ان اعادة العمل بنظام سياسي فعال هو اولوية قصوى.
لدينا الانطباع بقرب الاتفاق على اعادة عقد البرلمان، وهذا امر تناقشه الاحزاب السياسية ، وانا ادعو جميع الاحزاب الى الاسراع بعقد البرلمان. البرلمان هو حجر الزاوية في النظام السياسي، هناك حاجة لان يفعّل البرلمان، حتى انه بات دعم كوردستان عسيرا على المجتمع الدولي من دونه، فبينما هناك حكومة لا يوجد برلمان، وهذا يعني لا توجد ميزانية مُقرّة.
سياسات الحكومة ستكتسب شرعية واحتراما اذا اقرها البرلمان. اعتقد ان الرئيس برزاني عرض اعادة عقد البرلمان، ومرة ثانية رسالتي الى الاحزاب... تقبلوا الدعوة واعقدوا البرلمان فهناك الكثير من القضايا التي ينبغي بحثها وان المكان المناسب لبحثها هو البرلمان، مثلا اعلان كوردستان اجراء الانتخابات في الاول من تشرين الثاني، مثل هذه الامور ينبغي ان تبحث في اكثر الاماكن ديمقراطية وهو البرلمان.  هذا ما كنت اقوله للاحزاب السياسية خلال العامين المنصرمين. اعتقد ان هذه فرصة تاريخية ومن الضروري ان يتحقق ذلك سريعا. وهوامر مهم لنا وآمل ان يتحقق.

*. انت قلت الان في تعطيل البرلمان تعطّل التشريعات ولا تكون هناك موازنة بالتالي رواتب موظفي الاقليم متوقفة الان ام لخلاف سياسي مع بغداد؟
لا اعتقد ان وقف رواتب الموظفين في كوردستان مرتبط مباشرة بتعليق عمل البرلمان. كوردستان مثل بقية انحاء العراق تواجه ازمة اقتصادية، وبصراحة اعتقد ان اجراءات حكومة كوردستان كانت جريئة.  ما اقوله انه في مرحلة ما لا بد من مناقشة الاصلاحات الاقتصاية والسياسية الضرورية في البرلمان حيث توجد جميع الاتجاهات السياسية، وسيكون من الاسهل اضفاء الشرعية على الية الاصلاح الاقتصادي، اعتقد ان السلطات هنا تقر بضرورة هكذا اصلاح. وهم يعترفون باهمية الشروع به لكن من وجهة نظري سيكون الاصلاح مدعوما اكثر ببرلمان فعال.
اعتقد ان الحكومة العراقية تطمح الى تنويع اقتصادها، نعلم مدى اهمية قطاع الطاقة في العراق وكوردستان، وان اي خبير اقتصادي يقر بان قطاعات كثيرة بحاجة الى تطوير لتعزيز الاقتصاد العراقي. لدينا اتفاقية مع العراق هي اتفاقية الشراكة  والتعاون. هذه الاتفاقية تفتح العديد من الافاق امام التعاون في مجالات مختلفة مثل الزراعة والطاقة والتعليم العالي والثقافة والاستثمارات الصغيرة والمتوسطة والعلوم والتكنلوجيا... هناك الكثير مما نستطيع ان نفعله سوية لمساعدة العراق على تطوير اقتصاده بالطريقة التي يريدها.
الامر لا يعود لنا لنقول اي من القطاعات ينبغي تطويرها، لكن ما نقوله اننا مستعدون، متى ما سمحت الظروف، بالعمل على مستقبل علاقاتنا. اقول على الدوام إننا شراكاء العراق على المدى البعيد، ويستطيع العراق الاعتماد على الاتحاد الاوربي ونحن نطمح في ان نكون شركاء متساويين وان نبني شراكة راسخة في الاقتصاد، حيث اننا اكبر شركاء العراق تجاريا.
اعتقد ايضا اننا ينبغي ان نبني شراكة متينة في الجوانب الامنية لاننا نتشارك في مواجهة تحديات الارهاب الذي بات تهديدا عالميا، ويمكن ان نتعلم منكم بعد ان حققتم نجاحا بيّنا في مكافحة الارهاب. اذا لدينا تحديات متماثلة وفرص متماثلة في الحقل الاقتصادي. فكلما استقرت الاوضاع الاقتصادية والسياسية وتحققت المصالحة الوطنية يصبح من الافضل تحقيق الشراكة، لانها تقتضي ارضية صلبة. وبنفس القدر، ولو لم نتطرق الى ذلك، يتعلق الامر بتحسين العلاقات مع الجيران، فالمصالحة داخلية لكنها ايضا مع الشركاء الاقليميين.
رئيس الوزراء حقق انجازا بارزا بتحسين العلاقات مع السعودية والاردن، لذا امل في ان يتحقق ما يقربنا اكثر كشركاء ومن وجهة نظري اوربا ينبغي ان تكون واحدة من ابرز شركاء العراق إن لم تكن الابرز بينهم في المستقبل.

*. اذاً ننتقل الى  المحور الثالث والحديث عن تقييم دور البعثة للفترة السابقة.. والسؤال ما هو تقييمكم لدور بعثة الاتحاد الأوروبي في العراق للفترة الماضية؟
سؤال صعب.. كما تعرف هناك تحد امامنا في ان تبقى اوربا موحدة، لكني افخر بان قدمت صورة موحدة لاوربا في مد يد العون الى العراق في مرحلة دقيقة، فنحن عملنا معا كمجموعة من الدول الاوربية في مجال المساعدات الانسانية والاستقرار والامن وايضا في دعم الحكومة في بغداد وكوردستان عند الحاجة، ونسقنا بيننا في هذا الشأن. اعتقد اننا نجحنا في تقديم الدعم كجبهة موحدة. واظن ان هذا يٌحسب انجازا لي.
انجازي الاخر هو ما ناقشناه اخيرا، رؤية علاقاتنا المستقبلية وهذا امر وجدت انه من الضروري بحثه مع زملائي في الحكومة سواء في بغداد او اربيل.
في بعض الاحيان علينا نسيان الماضي، فالماضي كان معقدا، وعلينا التطلع الى المستقبل. كمجموعة.. نعلم جيدا اين هي مصالحنا المشتركة مع العراق ونحن مستعدون ان نكون شركاء اقوياء للعراق.  هذان ابرز انجازين حققتهما... فكنت منسقا للشراكة مع العراق في اوقات عصيبة كما مهدت الطريق امام علاقاتنا المستقبلية مع العراق.
عدا عن هذا، وعلى الصعيد الشخصي، اذا امكن ان اضيف... كنت سعيدا بزيارة اكبر عدد ممكن من مناطق العراق وان آتي باوربا الى كل مكان في البلاد. اظن اني في بحر السنتين الماضيتين زرت اربع عشرة او خمس عشرة محافظة، فمن الضروري عدم تجاهل اي احد في العراق وان اكون حاضرا لكل الجماعات والمناطق المختلفة في البلاد.

*. في 22 كانون الاول الماضي قلت في محاضرة لك في الجامعة الامريكية في السليمانية ان شراكة الاتحاد الاوروبي مع العراق ما زالت في بدايتها، فهل ما تزال في بدايتها؟
انا مقتنع بذلك، مقتنع بان امامنا الكثير لنحققه، وانه ستكون هناك مثابات مهمة في المستقبل، كالانتخابات في كوردستان وفي العراق كله، كما ستبرز تحديات عديدة ما يدفعنا لدعم العراق كما فعلنا سابقا، لكن ايضا نتطلع الى مستقبلنا المشترك وهذا ضروري جدا. وبالنسبة لي نعم، المستقبل مشرق للغاية.
لا يوجد خيار أخر سوى ان نكون اصدقاء وان نعمل معا. مرة اخرى، هناك الكثير من التحديات منها الامن، ولم نتحدث عن الهجرة مثلا، وايضا التجارة والطاقة... نحن نحتاج الى بعضنا، نعم انها بداية لصداقة جميلة.

السيد باتريك سيمونيت سفير الاتحاد الاوروبي لدى العراق كنت ضيف راديو نوا في لقاء خاص شكرا لك...
والشكر موصول لكم مستمعينا الاكارم وتقبلوا تحياتي كنت معكم في الاعداد والتقديم نوري حمدان، رافقتني زينب اليوسف في الاخراج.



    
جميع ما ينشر في هذه المدونة للكاتب والصحافي نوري حمدان وهي متاح لجميع المؤسسات الاعلامية في استخدام. يتم التشغيل بواسطة Blogger.