شيلمه.. شيلمه
نوري حمدان
noryhamdan@yahoo.com
يحكى ان رجلاً فقد عقله كان يدور في شوراع بغداد ليلاً نهاراً يصرخ بعلو صوته من الذي يجمعها (شيلمه)، وكان يقصد صور وتماثيل الدكتاتور صدام التي ملئت شوارع بغداد والعراق بصورة عامة بل حتى البيوت كان جلاوزته يجبرون الناس على وضع صورته في بيوتهم.
وجاء يوم الخلاص من ضلم المجرم صدام واعوانه فاستنفر الناس وكانهم متهيئين وهم كذلك لازالة جميع الصور والتماثيل واي دلاله تشير له، وكلنا شهدنا كيف تمت ازالتها بالكامل بفترة قصيرة جداً، مما يؤكد بان الولاء والحب لا يكون بوضع الصور والرموز في الشوارع او البيوت او المكاتب والدوائر الحكومية او رفعها في مسيرة او تظاهر، ولا يمكن ان يحكم على الفرد بانه عدو او يكره او خائن كما كان يصفه ازلام صدام الفاشست عندما يرفض وضع او رفع صورة الدكتاتور.
الذين يخلدون في عقول وقلوب الجماهير وفي الصفحات المشرفة من التاريخ هم من يعملون باخلاص لوطنهم وشعبهم ولا تتسع هذه السطور لذكر امثله بل ما يحتاجه الشعب بعد مرور خمسة اعوام على التغيير الذي حصل والسعي الى بناء دولة مدنية ديمقراطية يحترم بها حقوق الانسان وتتوفر فيها مستلزمات العيش الكريم وفي المقدمة توفير الكهرباء والماء الصافي وحل ازمة السكن وتحسين مفردات الحصة التموينية وتوفيرها والنهوض بالواقع التعليمي والعمل على ايصال احدث التكنولوجيا الطبية الى مستشفياتنا، في هذه المجالات ممكن العمل لكسب حب الناس والخلود في ظمائرهم وليس السعي الى وضع صور واننا نشهد هذه الايام ومع الاسف ترفع وتوضع صور لبعض المسؤولين الذي كانوا يناهظون الدكتاتور، وهم الان يسعون الى بناء دولة المؤسسات والديمقراطية والمساواة دولة العراق الجديد الذي لا يحكم من شخص واحد بل بسلطة القانون والدستور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق