طلبة المدارس الحكومية يبدؤون عامهم الدراسي دون الكتب المدرسية


كل عام ومع دخول العام الدراسي الجديد ندخل بأزمة توفير الكتب المدرسية، ابو احمد الأربعيني من سكان بغداد يقول ان هذه الازمة تشغلني كل عام. وزارة التربية تتأخر في تجهيز الطلاب بالكتب الجديدة ما يجعلني اضطر الى شرائها من الأسواق ولا نعلم كيف تصل إليها ولا تصل الى المدارس.. وان "اسعارها مكلفة انا اعمل سائق تكسي ويوميتي محسوبة للايجار ومولد الكهرباء وغذاء ودواء، والكسوة الموسمية نعتمد على (السلفة) ولا يزيد منها دينار".

ابو احمد يقول لمجلة دجلة الخير ان المشكلة لم تنته عند تاخير توزيع الكتب المدرسية بل في تغيير المناهج ايضا، وهذا يتسبب بعدم القدرة على اعتماد كتب العام السابق "يعني ممكن الطالب يأخذ مال أخيه الأكبر أو من الجيران وحتى لو نشتريها من الأسواق تكون قديمة يعني ارخص والسعر يكون مقدور عليه".

مشكلة ابو احمد عرضتها مجلة دجلة الخير على مشرف تربوي في وزارة التربية رفض الكشف عن اسمه، قال إنها "مشكلة عامة وغير منحصرة بابو احمد، فكل عام تخفق وزارة التربية ليس في توزيع الكتب المدرسية فقط بل في تجهيز المدارس بالمستلزمات الدراسية"، وذكر انه "غير خفي على الجميع من أن الكثير من المدارس تبدأ عامها الدراسي وهي لديها نقص في المقاعد (الرحلات) وكذلك تأهيلها من خلال تصليح الابواب والنوافذ والحمامات.. الخ".

أما عن التغييرات في المناهج قال: "نعم فقد شهد العام الماضي تغييرا في المناهج وهذا يعود الى قرار وزارة التربية ولجنة التربية النيابية وتقديري ليس كل التغييرات كانت ضرورية وبشكل عام لا تستحق التغيير".

وأعاد السبب إلى عدم وجود فلسفة تربوية واضحة معتمدة تتأسس عليها العمليات التربوية ونظم التعليم، وخضوع مدخلات التعليم للأمزجة والاجتهادات السياسية، فضلاً عن ضعف تأهيل كوادر التعليم لأداء المهمات المطلوبة منهم، ثم عدم وجود أهداف عامة تتصل بالحاجات المستقبلية للمتعلمين والمجتمع والدولة.

وتعد طباعة المناهج الدراسية في العراق من الملفات المثيرة للجدل، ومع بداية كل عام دراسي تعود أزمة نقص الكتب المدرسية إلى الواجهة، واهملت وزارة التربية كل عام عملية طباعة المناهج الدراسية بوقت مبكر لتلافي ما يحصل من تأخير التجهيز مع بداية كل عام تعليمي جديد.

وتعود هذه الأزمة لعام 2005 متسببة في تعطيل الطاقات الإنتاجية للمطابع الأهلية والعاملين فيها ولجئ بعض اصحاب هذه المطابع إلى إغلاق أبوابها وتسرح الباقين من عمالها احتجاجا في حينها على طبع الكتب المدرسية خارج العراق.

لتصفح مجلة دجلة الخير الشهرية العامة - العدد الثاني - تشرين الثاني 2023 PDF اضغط هنا

جميع ما ينشر في هذه المدونة للكاتب والصحافي نوري حمدان وهي متاح لجميع المؤسسات الاعلامية في استخدام. يتم التشغيل بواسطة Blogger.