أزمة الجفاف تهدد زراعة أرز العنبر في العراق



أزمة الجفاف تهدد زراعة أرز العنبر في العراق

يعتبر أرز العنبر من الأطباق المفضلة لدى العراقيين ولا تكاد تخلو مائدة عراقية خاصة في الولائم من هذا الصنف المعروف بطعمه المميز ورائحته الزكية كما أنه يحتوي على نسبة عالية من البروتين.

لكن منع زراعته انعكس بشكل كبير على أسعاره في الأسواق المحلية حيث زادت أسعاره لتصل إلى 17 ألف دينار (12 دولارا) للعبوة زنة 5 كيلوجرامات مقارنة مع 10 آلاف دينار (سبعة دولارات) العام الماضي.

وفي تصريحات صحافية قال وزير الموارد المائية عون ذياب إن "سبب منع زراعة الأرز بالعراق لأنه يستهلك نسبة كبير من المياه وزراعته تكون في فصل الصيف وطريقها بدائية". مقترحا اتباع الطرق الحديثة في الزراعة من خلال الزراعة بالطريقة الجافة عبر إنشاء أنابيب تحت الأرض ومن الممكن أن يعمل المزارعون على إدخال هذه التقنيات بالعراق في زراعة الأرز.

وزير الزراعة عباس المالكي من جانبه وعد بصرف تعويضات للمتضررين من مزارعي الأرز وقال إن "التعويضات ستصرف لثلاث محافظات هي النجف والديوانية والمثنى". وتشيع زراعة الأرز بالعراق بالمحافظات الثلاث الواقعة على نهر الفرات، وزاد من حجم المشكلة انخفاض منسوب مياه الفرات بشكل كبير نتيجة الجفاف.

ولا يعد قرار الحكومة بمنع زراعة الأرز الأول من نوعه، ففي عام 2018 وبعد أزمة جفاف أيضا تم حظر زراعته لتعود مجددا عام 2020 بعد زيادة رقعة الأراضي المخصصة لزراعة الأرز إلى 300 ألف دونم (نحو 185329 فدانا) عقب توفر المياه الكافية للري مما أدى لزيادة الإنتاج من الأرز المحلي بصنفيه العنبر والياسمين إلى مستويات قياسية بلغت 306 آلاف طن عام 2020.

ودفعت أزمة الجفاف التي تمر بها البلاد وزارة الزراعة إلى ابتكار طرق حديثة لزراعة الأرز تقلل من استهلاك المياه وإنتاج سلالات تقاوم الجفاف.

ونقلت رويترز عن وكيل وزارة الزراعة مهدي سهر الجبوري قوله: إن "دائرة البحوث الزراعية بالوزارة تعمل على تجارب على البذور من خلال تطوير سلالات يمكن ريها عن طريق المرشات (الأنابيب) بدل أساليب الرش السابقة".

وأضاف "بعد نجاح تجارب الزراعة على هذا النوع من البذور ستكون هناك زيادة في الأراضي الزراعية المخصصة لزراعة الأرز في المحافظات التي تنتج هذه المحصول مثل النجف والديوانية".

وبحسب خبراء في الزراعة لا يمكن الاستمرار في زراعة الأرز باستخدام الطرق القديمة في الري. ويقول الخبير الزراعي عادل المختار "يجب أن نستخدم الطرق الحديثة في الري وتوزيع المياه بين موسمي الصيف والشتاء وعدم استهلاك المياه في فصل الشتاء مما يؤدي إلى صعوبة توفير المياه للمحاصيل الصيفية". وحذر المختار من "عدم زراعة الأرز بصورة نهائية بالعراق إذا ما بقيت أزمة الجفاف وعدم توفر المياه أو تنظيم عملية زراعته من خلال اتباع الطرق الحديثة بالارواء".

المتحدث باسم الوزارة خالد شمال، الذي أكد لرويترز ان العراق فقد من استحقاقه المائية 60 في المئة بسبب المشاريع الاروائية الكبيرة التي أنشأتها إيران وتركيا وسوريا، يأمل أن يتم استخدام الطرق الحديثة بالري وإجراء بعض البحوث لغرض تقليل استهلاك المياه في الزراعة من أجل السماح مجددا بزراعة الأرز بالعراق والحفاظ على أرز العنبر.

جميع ما ينشر في هذه المدونة للكاتب والصحافي نوري حمدان وهي متاح لجميع المؤسسات الاعلامية في استخدام. يتم التشغيل بواسطة Blogger.