بعد ايام على كلمة وصفت بالأقوى..

العراق يتخبط في الأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية

 


دجلة الخير – بغداد

لم تمضي أيام طويلة على كلمته في قمة القاهرة للسلام، التي وصفت بالأقوى من بين الكلمات التي انتصرت وتضامنت مع القضية الفلسطينية، ليمتنع العراق عن التصويت لصالح المشروع العربي المقدم لاجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة والداعي إلى هدنة في حرب غزة ووقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الى القطاع الممنوع عنه الماء والغذاء والدواء وحتى الكهرباء والانترنت.

امتناع العراق عن التصويت لصالح الهدنة آثار غضب العراقيين الذين يؤكدون تضامنهم مع القضية الفلسطينية بشكل عام وغزة بشكل خاص بمواقف ووقفات مختلفة، التظاهر والاعتصام واقامة الصلوات الجماعية محملين الحكومة مسؤولية هذا الخلل والتخبط باتخاذ القرار على الصعيد الدولي ولم يغفروا لها حتى مع تراجعها وطلبها من الامين العام للأمم المتحدة تغيير تصويت العراق لصالح القرار بدلا من الامتناع.  

مندوب العراق لدى الأمم المتحدة قال في طلب تغيير تصويت العراق إن الامتناع جاء نتيجة خلل فني في منظومة التصويت التابعة للأمم المتحدة.. ‏القسم التقني بالجمعية العامة رفض إلقاء المسؤولية عليه بمذكرة داخلية بعثها إلى الرئاسة أشار فيها إلى أن التصويت غير قابل للخطأ وأن مقعد العراق يمارس التصويت على كل المشاريع الأخرى بسلاسة.

مراقبون ومحللون، وصفوا ما حدث تخبط الحكومة الناتج عن الضغط الدولي والإقليمي بالإضافة الى المحلي، مشيرين إلى أن الاتصالات المكثفة التي تلقاها السوداني من كبار المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين كانت للضغط على موقف العراق من القضية الفلسطينية، وانسجاما مع الدستور الذي لا يعترف أساسا بإسرائيل ولا بمسألة حل الدولتين، أخبر ممثل العراق الامتناع عن التصويت..

‏وزارة الخارجية العراقية بعد اتصالات عربية وإيرانية معها تواصلت مع ممثلها الدائم بعد نحو ساعتين وطالبت منه تغيير التصويت إلى نعم، وقدم الطلب وأظهر فيديو الممثل العام يطلب التغيير ما شعل مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات المراقبين واصفين ذلك بالفضيحة الدبلوماسية، مؤكدين أنه سوء تقدير موقف من الخارجية العراقية وممثلها وبدلا من التوضيح ألقت التهمة على "منظومة التصويت"، لافتين إلى أنه نموذج لتخبط إدارة الملفات الخارجية تسبب بضياع موقف العراق الواضح والذي انعكس بكلمته التي ألقاها رئيس الوزراء في قمة القاهرة للسلام، التي فشلت بإصدار بيان ختامي لها، وكان توقع العراق أن يتمدد الصراع في غزة الى المنطقة والعالم، وقد يهدد إمدادات الطاقة العالمية. وإن أبرز ما جاء فيها تشديد العراق على ان "ليس من حق أحد أن يتصالح أو يتنازل نيابة عن الشعب الفلسطيني الذي هو الوحيد صاحب القضية".

لتصفح مجلة دجلة الخير الشهرية العامة - العدد الثاني - تشرين الثاني 2023 اضغط هنا

جميع ما ينشر في هذه المدونة للكاتب والصحافي نوري حمدان وهي متاح لجميع المؤسسات الاعلامية في استخدام. يتم التشغيل بواسطة Blogger.