الثلاثاء، 20 أكتوبر 2020

الرئيسية ثلاث قاصرات يقعن فريسة الاتجار بالبشر بعد استدراجهن عبر مواقع ‏التواصل

ثلاث قاصرات يقعن فريسة الاتجار بالبشر بعد استدراجهن عبر مواقع ‏التواصل

احالت محكمة تحقيق النجف ثلاثة متهمين لاجراء محاكمتهم بتهمة الاتجار بالبشر، ‏حيث وجهت لهم تهمة الاتجار بثلاث فتيات وفقا لأحكام المادة 6/ أولا وثانيا وسابعا من قانون ‏مكافحة الاتجار بالبشر رقم 28 لسنة 2012.

وحسب تقرير للسلطة القضائية، ففي صبيحة أحد الايام حضر المدعي بالحق الشخصي الى شعبة مكافحة اجرام الخطف مخبرا ‏عن حادثة اختفاء بناته القاصرات من داره في إحدى المناطق ‏التابعة لمحافظة النجف الاشرف بعدما استيقظت زوجته واخبرته بعدم وجودهن بالمنزل، ‏وخلال البحث والتحري تبين انهن تركن المنزل واخذن معهن ملابسهن مع مبلغ مالي قدره ‏خمسة وسبعين ألف دينار مع هاتف والدتهن.‏

واوضح التقرير، ان "كاميرات المراقبة العائدة لأحد الدور المجاورة قامت بتصوير خروجهن من الدار ورصدت ‏استقلالهن سيارة اجرة والتوجه الى جهة مجهولة".

في تمام الساعة العاشرة من صباح اليوم نفسه حضرت صديقة بناته وكانت ‏تسأل عنهن وعندما اخبروها باختفائهن من المنزل اخبرت رب الاسرة بوجود شخص يقيم في ‏دولة تركيا على علاقة ببناته عن طريق برامج التواصل الاجتماعي عرض عليهن الذهاب الى ‏تركيا عن طريق فتاة من مدينة بغداد تتكفل بإصدار جوازات سفر مزورة لهن لغرض السفر.‏

من جهتها اوضحت المشتكية انه قبل الحادث بشهرين تعرفت عن طريق احد برامج ‏التواصل الاجتماعي على فتاة ، وهو ذات المتهم المحال حيث ارسل لها ‏طلب صداقة ووافقت على ذلك وتبين من خلال المراسلات انها (المتهم) تسكن دولة تركيا ‏واخبرتها بضرورة الحضور الى تركيا للتخلص من الضغوط التي تتعرض لها من والدتها، بعد فترة يومين ورد اتصال عن طريق برنامج (الانستغرام) من شخص ‏من اهالي البصرة وهو ذات المتهم المحال واخبرها بانه سيتكفل بموضوع اخراجها ‏الى تركيا مقابل مبلغ مالي لقاء ذلك مع تنظيم هوية مزورة لها.‏

وتقول احدى القاصرات انه تم الاتفاق على ارسال اساور من الذهب له عن طريق احد السائقين على طريق ‏النجف – بصرة، الامر الذي دفعه بالمطالبة بكميات اخرى من المصوغات الذهبية، مستغلا ‏سحب صورها الشخصية بعد اختراق صفحتها الشخصية (الانستغرام) والتهديد بنشرها في ‏حال امتنعت عن ارسال (الذهب).

المجنى عليها بينت أنها أبلغت شقيقاتها الاخريات بالموضوع ليحصل الاتفاق ‏مع المتهم المحال بمرافقتها والذهاب الى دولة تركيا معللة ذلك بالتحرر من الضغوطات ‏رفقة المدان ، والذي حضر بعد فترة الى مدينة النجف لغرض اللقاء بها واستلام ‏المصوغات الذهبية.‏ واضافت انها تلقت في صبيحة يوم الحادث بحدود الساعة السابعة صباحا اتصالا من المتهم ،واخبرها بانه بانتظارها في المدينة القديمة في النجف.

وفعلا خرجت مع ‏شقيقاتها من دارهن واستأجرن سيارة اجرة أقلتهن الى المدينة القديمة في النجف والتقين بالمتهم ‏الذي كان برفقته المتهم الاخر واستاجروا سيارة الى مرأب النجف الشمالي ‏ومن ثم الى بغداد وهناك اخذوهن الى شقة سكنية في منطقة (حي اور) تعود الى احد المتهمين وزوجته المتهمة وهناك قامت بتسليم المصوغات الذهبية للمتهم بزعم ‏انه سيقوم بنقلهن الى مدينة السليمانية ومن ثم عمل هويات مزورة لهن وبعدها الى تركيا، الا ‏ان المتهمة اخبرتها بأن المتهم كذب بوعده وسوف يقوم ببيع اعضائهن ‏البشرية.‏

مديرية الامن الوطني في النجف بعد تلقيها بلاغا من قبل والدهن قام بإجرائه الفني على ‏جهاز الهاتف الذي كان بحوزتهن، وحدد من خلاله محل وجودهن في منطقة (حي اور) ‏ببغداد، وبعد استحصال الموافقات الاصولية تم الانتقال الى محل وجود المجنى عليهن داخل شقة سكنية تعود للمتهمين المحالين كل من (ن. ع) وزوجته (ب – ن) و(ع ‏‏. ح) ليلقي القبض عليهم، مع ضبط بطاقات أحوال مدنية فارغة عليها صور المجنى عليهن.‏

وحكمت محكمة جنايات النجف على المدانين (ن.ع) و(ع.ح) بالسجن المؤبد ‏استنادا لاحكام المادة 6/ أولا وثانيا وسابعا من قانون مكافحة الاتجار بالبشر رقم 28 لسنة ‏‏2012، مع تغريم كل واحد منهما مبلغ خمسة وعشرين مليون دينار وفي حالة عدم الدفع ‏يحبس حبسا شديدا لمدة سنتين تنفذ بالتعاقب مع عقوبة السجن الاصلية ، كما تم الحكم على ‏المدانة (ب – ن) بالحبس لمدة ثلاث سنوات استنادا لاحكام المادة 247 من قانون العقوبات العراقي.‏

جميع ما ينشر في هذه المدونة للكاتب والصحافي نوري حمدان وهي متاح لجميع المؤسسات الاعلامية في استخدام. يتم التشغيل بواسطة Blogger.